التايمز: «مع صفارة الحكم تنطلق لعبة الحياة والموت»

> «الأيام» متابعات:

> حينما خرج لاعبو العراق تحت الأضواء الغامرة في ملعب نهائي كأس آسيا أمس الأحد، شغل عقول اللاعبين أكثر من مجرد إحراز البطولة والكأس والاهداف - هكذا كتبت كاثرين فيليب وديبورا هاينز في صحيفة التايمز.

فقد أشارت كاتبتا الصحيفة إلى المآسي التي لاحقت صعود الفريق العراقي من وضع كروي متدن إلى بطل القارة الصفراء ، وهم على أمل في أن يتوقف سيل الدماء في العراق من أجل مباراة الفوز بالكأس تماما مثلما كان الإغريق القدماء ينحون الحرب جانبا لعقد الاحتفالات بالأولمبياد.

وتشير الصحيفة إلى أن «فخر وأمل الأمة العراقية قد تحطم» الأربعاء الماضي حيث صدم مفجرون انتحاريون سياراتهم في الحشد المبتهج الذي كان يرقص فرحا بالفوز في شوارع بغداد بعد تغلب العراق على كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي.

وتعلق الصحيفة قائلة إن قوة النصر الكروي في توحيد الشعب العراقي كانت أخطر من أن يتركها من عقدوا العزم على مواصلة تكريس الانقسام بأي ثمن.

وتنقل الصحيفة عن مدرب الفريق، البرازيلي جورفان فييرا، قوله:«كان أمرا مأساويا! لقد غيرنا تاريخ العراق، ثم جاءت عمليات القتل الرعناء هذه.. إذا خسرنا فالناس يقتلون، وإذا ربحنا فإنهم يقتلون أيضا!».

«يد القدر»

وتقول الصحيفة إن الفريق، الذي يضم شيعة وأكرادا وتركمانا فضلا عن السنة، يعيش نصف أفراده على الأقل ويتدربون في الخارج، كما تضيف أن العنف وتهديدات القتل والخطف قد مست كافة أفراده.

فقد فقد ثلاثة على الأقل من أفراد الفريق أحباء لهم مؤخرا، فحارس المرمى الشيعي نور صبري، من مدينة الصدر، فقد زوج أخته على أيدي من يشتبه أنهم من المسلحين السنة قبيل سفر الفريق، ومع وصوله إلى بانكوك وصله خبر خطف إبن أخته وقتله.

أما نشأت أكرم النجم البازغ لخط الوسط، فقد فقد عمه وإثنين من أبناء إخوته في تفجير قنبلة، وهوار ملا محمد الكردي الوحيد في الفريق، فقد علم بوفاة زوجة أبيه قبيل مباراة ربع النهائي أمام فيتنام.

ويقول والد طبرة، المتحدث بلسان الفريق: «هذا أمر عادي، ليس للاعبين فقط بل لكل عراقي».

وتنقل الصحيفة عن محمد حسين، وهو طالب من بغداد في العشرين من عمره، القول «لا يتركوننا حتى نفرح بالنصر في هذا البلد، فكلما احتفلنا هاجمونا لنتقهقر إلى بيوتنا».

غير أن الحلم يداعب الكثيرين أن يؤدي النصر إلى توحيد البلاد، فقد تزايدت بشكل واضح مبيعات العلم العراقي مع الفوز، وحينما قبل كابتن الفريق يونس محمود، وهو سني العلم على فانلته احتفالا بهدف، عم الفرح وصيحات التهليل بشكل صاخب بين العراقيين في الداخل.

وتقول ليلى سعد، 25 عاما، وهي ربة بيت في كركوك:«نأمل أن يفوز الفريق بالبطولة من أجل الذين راحوا شهداء يوم الخميس»، وتضيف :«أدعوا من أجلهم».

مهند قاسم - صاحب محل بالبصرة وتعلق الصحيفة قائلة إنه لابد أن يد القدر كانت وراء من يلعب أمام من في النهائي، «العراق الذي يهيمن عليه الشيعة أمام السعوديةجارته السنية بشدة، والتي يشتبه في رعايتها المتمردين السنة كهؤلاء الذين يُعتقد أنهم كانوا وراء تفجير الفرحين بالفوز في بغداد».

وتختتم الصحيفة بقوله:«لن أخاف التفجيرات حينما أخرج للخارج فإنني أتحدى الإرهابيين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى