التضمين القرآني في شعر القمندان

> «الأيام» هشام محسن السقاف:

> نبحث في الجذور للوقوف على حقيقة الأشياء وعلاقة النتيجة بالسبب، فمن العبث تجريد الظواهر من أسبابها، كأن ننسب الغناء - كل الغناء- في لحج، بداية وتكوناً إلى باعث النهضة الغنائية الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي (-1884 1943م) (1) وننسى في غمرة ذلك، الممهدات التاريخية والعوامل ذات التأثير المباشر التي ساعدت الأمير الفنان أن يضطلع بدوره الإحيائي والتجديدي ضمن شروط عصرية مواتية. فلحج هبة الوادي، واللحجي فنان بالفطرة بحكم الانتماء التاريخي للمكان، وعندما يتدفق نهر الغناء في لحج، فإنما يتدفق بمعطيات بيئة ساعدت على صنع ذلك التواشج الجدلي الذي يجمع المكان بأهم مؤثر عبر الزمان.. وهو الإنسان. يقول د. مبارك الخليفة «الشاعر الرومانسي اتجه إلى الطبيعة وقد راقته الوحدة بين أحضانها، وهو كثير التأمل في مظاهرها وكثير التعبير عنها، كثيراً من صوره بثها شجونه وأحزانه» (2).

ونستطيع - الآن - أن نرجع النتيجة إلى مسبباتها الطبيعية لمعرفة مدى ازدهار الحاضرة اللحجية في فترة سبقت مثيلاتها من المناطق اليمنية، ولا بد من تتبع شريان الحياة (وادي تبن) وهو يهب الديار اللحجية فرصاً مثلى للنماء المادي والروحي، لكي نقف على الأسباب، ونرى تزاحم القرى والتجمعات البشرية على ضفاف الوادي تبن، مذ افتراقه إلى فرعين تحت قرية زايدة عند رأس الوادي شمالاً، وحتى انصبابهما في بحر عدن. فـ «لحج طبيعة ساحرة، تنبسط بين واديين خصيبين، لذلك قامت فيها الفلاحة مهنة منتظمة، وكانت بها الزراعة مستقلة مستقرة، فجاء اللحجي على عكس أخيه اليمني، قاطن الصحراء، الذي أدى قلة الماء إلى جفاف وقسوة في طبعه» (3).

وقد أضافت التجارة بين سلطنة لحج ومستعمرة عدن، أواخر القرن التاسع عشر، مردودات مالية للخزانة اللحجية لا يستهان بها، عادت بالفائدة على الحياة الاجتماعية والنشاط الإنساني في لحج، علاوة على مداخيل السلطنة من المكوس والاتاوات المستقطعة من مرور القوافل بالأراضي اللحجية، قادمة من المناطق الواقعة شمالي لحج والعكس، حيث «كانت روافد خزينة السلطنة، في عهد السلطان فضل محسن فضل (-1863 1874) تأتي من غلة الأرض التابعة للسلطنة، وعشور المزارع، وهذا لا يتعدى ثلث مجموع دخلها السنوي، والثلثان الآخران يأتيان من ضرائب مرور القوافل من وإلى عدن، وهو أكبر روافدها، ومن رسوم التجارة، والضمانات وهي احتكارات بيع السلع الضرورية والرائجة، تطرحها الحكومة في المزاد، فمن يرسي عليه مزاد احتكار شراء أو بيع إحدى هذه السلع يضيف ما سيدفعه للحكومة مقابل احتكار بيعها وشرائها، إلى قيمة السلعة، وكانت هذه الاحتكارات تعطى في الغالب للاعيان والمقربين من السلطان. وكان قافلة تجارة البن القادمة من ناحية منطقة (الحجرية) أكبر القوافل التي تمر بلحج في طريقها إلى عدن، آنذاك، ففي سنة 1870م بلغ عدد الجمال التي حملت البن من هذه الناحية أكثر من ستة آلاف جمل، وتليها في الكبر قافلة (القات) سواء التي تنقل (قات) منطقة (المقاطرة) بالحجرية، أو تلك التي تنقل (قات) منطقة (ماوية) وغيرها. ثم تأتي بعدها القوافل التي تنقل السلع الأخرى على الطرق المتقدم وصفها، وأهم ما كانت تنقله من هذه السلع إلى عدن: الحنطة، الذرة وغيرها من الحبوب، والدقيق، والسمن، والجبن، والعسل، والفوه، والورس، والصمغ، واللبان، وأنواع الفاكهة، والخضر، والأعشاب، والحطب، وتعود القوافل من عدن إلى البر الداخلي بالقطن، والأقمشة القطنية، والتوابل، والتمر، وأسلاك الحديد، والسعوط، والشيشات.

وحسب الاتفاقية الموقعة مع السلطان علي محسن، في 7 مارس 1849م، يأخذ السلطان ضريبة مرور على هذه السلع اثنين في المائة من قيمتها في البر الداخلي، أو في عدن، إذا كانت من عدن، باستثناء الحطب، والأعشاب، والبقول، التي تنمو في لحج، فإنها كانت معفية من الضريبة» (4).

..وعندما تولى السلطان فضل بن علي محسن العبدلي الحكم سنة 1874م وهو الذي وقع اتفاقية بيع منطقة (الشيخ عثمان) و(المملاح) مع الانجليز في شهر فبراير 1882م دخلت العلاقة مع الانجليز طوراً جديداً لصالح الطرفين، حيث ساعدت حكومة عدن السلطان العبدلي بخمسين من الفرسان، وذخيرة وكمية من البنادق، لفك الحصار عن الحاميات العسكرية التي أقامتها سلطات لحج في بلاد الصبيحة في محاولة لإخضاع هذه المنطقة وضمها إلى الحدود السيادية لسلطنة لحج، وهو ما لم يتم تحقيقه في عهد السلطان فضل بن علي محسن(5). لكنه استطاع أن يهزم- بمساعدة الانجليز- الحواشب في منطقة (الخندق) فصار سلطاناً على لحج والحواشب، واستطاع أن يضم عشور القوافل في الحواشب إلى عشور لحج (6).

والسلطان فضل بن علي هو والد أمير الغناء اللحجي (القمندان)، كان يحب العلم والعلماء، وكان في بادئ الأمر يحضر إلى جامع (الحوطة) ليقعد في حلقة الطلبة كطالب علم، وبنى مدرسة للعلامة الشيخ أحمد بن علي السلامي من الاسلوم بلحج. وكان عادلاً طيب القلب إلى حد جعله موضع تندر خليفته السلطان أحمد فضل (1898 - 1914م) بسبب عدم توزيعه المال الذي حصلت عليه السلطنة من بيع (الشيخ عثمان) على الحكومة البريطانية، على أفراد العائلة الحاكمة (7).

في هذه البيئة اللحجية، نشأ وترعرع الأمير أحمد فضل القمندان، في كنف أبيه السلطان فضل حتى إذا ما وافته المنية عام 1898م كفله عمه السلطان أحمد بن فضل محسن. تلقى مبادئ القراءة والكتابة في منزل ابيه، وتلقى العلم على أيدي معلمين أعلام في ذلك الزمان. فقد درس قواعد اللغة العربية والفقه والحديث على يد الشيخ أحمد السالمي (صاحب قرية عبر لسلوم) مفتي لحج أوانئذ، كما تلقى مزيداً من العلوم والمعارف من السيد علي الأهدل (صاحب قرية الشظيف) قاضي لحج في تلك الأيام. وقد كان فطناً ذكياً فتعلم اللغة الانجليزية والموسيقى (8)، حيث تولى تعليمه الانجليزية (صالح جعفر العجمي) من سكان مدينة عدن وكذا على يد صالح حسن تركي من سكان مدينة الشيخ عثمان، حيث كانا يأتيان إلى لحج لهذا الغرض (9).

وعن هذه المرحلة من حياة الأمير أحمد فضل القمندان كتب عبدالله هادي سبيت ما يلي: «.. إن مبتكرات المنفلوطي ومَن واكبه كانت في متناول يده ينهل من منهلها العذب متى شاء وأنى شاء إضافة إلى كتب السابقين، وكم كان يستولي عليه الوجوم والهدوء التام حين يحضر مجلساً فيه أحد القضاة أو السادة وفيه بعض آبائه وأعمامه ومن يكبرونه سناً من أبناء عمومته حين يجيب القاضي على سؤال فقهي أو يفسر آية من كتاب الله تعالى أو حديثاً من أحاديث خاتم الانبياء محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام أو يسرد قصة من قصص الأنبياء أو يتفرع الحديث إلى الصرف والنحو والبلاغة» (10).

ولن نجانب الحقيقة إذا خلصنا أن هذه النشأة للقمندان سنجد صدى لها وتجليات واضحة في أعماله الشعرية الغنائية اللاحقة، وبخاصة الاقتباس والتضمين القرآني، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والصلوات عليه في متن وخواتم كثير من قصائده على عادة الشعر العامي في بلادنا.

وهذا التضمين ليس بدعة قمندانية بقدر ما يزخر الشعر العامي والموشح اليمني بتراصيع بيانية من القرآن الكريم والصلوات على النبي محمد صلوات الله عليه وسلامه، كاقتباس وتضامين ذات دلالة بلاغية وروحية عالية المعنى.

كما لا يخلو منه ديوان العرب الشعري بعد بزوغ الدعوة الاسلامية المباركة وحتى يومنا هذا. إلا أن اللافت للنظر أن الشعر العربي قبل الإسلام لم يكن ليخلو من تجليات ربانية إيمانية كطفرات روحية تستجلي المخبوء وراء الأكمة، أو هي بشارات يستنطقها الشعر للإفصاح عن قادم طال انتظاره. تقول الباحثة أبكار السقاف:

«لا ثمة شك في أن الفطرة العربية إنما بفطرتها مرهفة العاطفة. فالنفس العربية إنما بطبيعتها نفس شاعرية واللسان من النفس الشاعرية أبداً ذو ارتجال! وهذا مما جعل العرب قاطبة أقوى الامم شاعرية وأقدرهم على التعبير وفيض اللسان العربي في غضون العصر إنما على ذلك الرقي النفسي برهانُ دليل، وسجل ذلك تلك السجلات التي لها الفكر العربي بالقدسية لم يخضب وهو بالذهب لسطورها يسطر، ويده على جدران الكعبة لها تعلّق، فهو إلى درجة التقديس قدر رفعها حتى علقها في (بيت الله) لينساب بالرائحين إلى مكة والغادين عنها وبمن في مكة، منها السطور أصواتاً تردد لفحول البيان سحراً تنفثه في الأرجاء العربية عطراً شذياً تكاثرت قطراته واتخذت هذا المظهر السافر من مظاهر الحياة العقلية في غضون العصر القريشي، فإن بهذا الآتي من قبيلة مضر، المتوفى سنة 555م . يأتي إلينا الصوت يقول:

مَن يسأل الناسَ يحرموه

وسائلُ اللهِ لا يخيبُ

عبيد بن الأبرص الأسدي

ورددت الآفاق المكّية صوتاً آخر به ترتسم الناحية الأخلاقية للعصر:

الصدقُ يألفُهُ الكريمُ المرتجى

والكذبُ يألفهُ الدنيءُ الأخيبُ

طرفة بن العبد

وكما لطرفة رددت الآفاق هذا الصوت، رددت هذه الآفاق نفسها صوتاً آخر به ترتسم واضحة من الفِكَر الدينية الناحيةُ الجبريةُ التي يسجلها من الشعر بيتٌ يقف الأجمل والأروع:

قضى الله في بعض المكاره للفتى

برشدٍ وفي البعض الهوى ما يُحاذرُ

عامر بن الطفيل

وبأحد أصحاب (المعلقات) ذاك الذي قصَرَ شعره على العصر القريشي، انساب من عكاظ في أرجاء العصر هذا الترجيع:

ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ

وكلُّ نعيم لا محالةَ زائلُ

وكلُّ أناسٍ سوف تدخل بينهم

دُويهيةٌ، تصفر منها الأناملُ

وكل أمرئ سوف يعلم سعيه

إذا ما كشفت عند الله الحصائل

لبيد بن ربيعة»(11)

ولم تأت السيدة أبكار السقاف على قصيدة الأعشى ميمون بن قيس ذات الدلالات الإيمانية الواضحة، التي تضعه عند صاحب اللزوميات (أبو العلاء المعري) في الجنة وفق ما تراه التصورات التخيلية لـ (رسالة الغفران):

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

وبتّ كما بات السليمُ مسهّدا

وما ذاك من عشقِ النساء وإنما

تناسيتَ قبل اليوم خُلّةَ مهددا

ولكن أرى الدهر الذي هو خاترٌ

إذا اصلحتْ كفايَ عاد فأفسدا

..........

ألا أيهذا السائلي: أين يممتْ

فإن لها في أهل يثربَ موعدا

أجدت برجليها نَجاءً وراجعتْ

يداها خنافاً ليناً غيرَ أحردا

فآليتُ لا أرثي لها من كلالةٍ

ولا من حفى حتى تزور محمدا

متى ما تناخي عند باب ابن هاشمٍ

تريحي وتلقي من فواضله ندا

نبيٌّ يرى ما لا ترون وذكره

أغار لعمري في البلاد وأنجدا

له صدقاتٌ ما تغبُّ، ونائل

وليس عطاء اليوم مانعه غدا

أجدّك لم تسمع وصاة محمد

نبي الإله، حين أوصى وأشهدا

اذا أنت لم ترحل بزادٍ من التُّقى

ولاقيتَ بعد الموت من قد تزودا

ندمتَ على أن لا تكون كمثله

وأنك لم ترصدْ لما كان أرصدا

فإياك والميتات لا تأكُلَنَّها

ولا تأخُذنْ سهماً حديداً لتَفْصِدا

وذا النُّصُبَ المنصوبَ لا تُنسِكَنّهُ

ولا تعبدِ الأوثان واللهَ فاعبدا

وصلِّ على حين العشيات والضحى

ولا تحمدِ الشيطانَ واللهَ فاحمدا

ولا السائل المحرومَ لا تتركنّه

لعاقبةٍ، ولا الأسيرَ المقيّدا

ولا تسخرن من بائسٍ ذي ضرارة

ولا تحسبنّ المرء يوماً مُخلّدا

ولا تقربن جارةً إن سرَّها

عليك حرامٌ فانكِحَنْ أو تأبدا

أما مصدر القمندان المفيد في غناء لحج الجديد فإنه مرصع بالإيحاءات والاقتباسات والتضامين القرآنية، مما يعبر عن ثقافة الأمير أحمد الدينية وانعكاسها في أشعاره وقصائده.

فهو يفتتح قصيدتيه (طلبنا الله) بذكر الله سبحانه ونبيه صلوات الله عليه وسلامه:

طلبنا الله ذي يغفر ويرحم وذي ينجي عباده من عذابه

وصلى الله ربي ثم سلم على طه وآله والصحابه

ويقول فيها: يمين الله ربي لو تقدم على أرض الشوافع وا عذابه

ثم يختتم: وصلى الله ربي ثم سلم على طه وآله والصحابه

وفي (طلبنا الله..) الثانية يقول القمندان:

طلبنا الله ذي ينزل ويرفع وذي إن قال للمخلوق كن كان

وصلى الله على أحمد ما تقعقع رعوده في السماء أو شنت امزان

وآلـه كلهــم والتابـع اتــبع ومن لازم طريقتهم بإحسان

كما تستشف ذلك في:

دار الذي تهواه وقلبك في الهوى مرجوج رج واصبر على نار الهوى والصبر مفتاح الفرج

وفي أغنية (من لحظك الفتان):

نجي الذي في بحركم بين الموج حانب غريق يا ظبي رامه افتح الباب الغليق

وفي (غزلان في الوادي وزاجل بلبل الروضة رخيم):

يا الله اهدنا من ذا الهوى باب الصراط المستقيم

واسمعه في (بدريته) المحيرة يقول:

جلّ من أنشأ من ماء مهين حوريات عين

........

وأيضاً: اسكنوها بسلام آمنين في حمى شيرين

وصف الطان قواها وطنين قلت أنا آمين

أما وهو يستقبل أخاه السلطان عبدالكريم العائد من أوروبا فيقول:

طلعت أنوار لحج من عدن فاسْقها يا أيها الوادي تبن

إلى أن يقول: فيك آمال لنا قد عقدت فاتق الله وحسن فيه ظنْ

سر بنا في منهج الخير فقد بارك الرحمن مسعاك ومَنْ

إلى أن يقول: أن أصل النور قد يسطع من خيط في الشمع دقيق ممتهن

والاقتباس واضح من قوله تعالى: ?{?الله نور السموات والأرض مَثَلُ نوره كمشكاة فيها مصباحٌ المصباحُ في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنها كوكبٌ دريٌّ يوقدُ من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكاد زيتُها يضيءُ ولو لم تمسسه نارٌ نورٌ على نورٍ يهدي اللهُ لنوره من يشاءُ ويضربُ اللهُ الأمثالَ للناسِ واللهُ بكل شيءٍ عليم?}? النور/ 35.

ومن قصيدته المغناة الرائعة (طبت يالمضنون) ومطلعها:

بابني لخلي دار زين السلوب في القلب منصوب

إلى أن يقول: ودمعة العينين مثل الودق تجري على حق

ولفظة (الودق) ذات دلالة قرآنية مخزونة في ذاكرة القمندان من قوله تعالى: ?{?ألم ترَ أن الله يُزجي سحاباً ثم يُؤلفُ بينه ثم يجعله ركاماً فترى الوَدْقَ يخرجُ من خلاله، وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيُصيبُ به من يشاء ويَصرِفُهُ عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهَبُ بالأبصار?}? النور/ 43.

ومن قوله تعالى: ?{?اللهُ الذي يُرسل الرياح فتُثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاءُ ويجعله كِسَفَاً فترى الوَدْق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون?}? الروم/ 48.

والودق: المطر المصاحب للرياح والسحاب الكثيف، وفي اللفظة المسخرة قمندانياً في القصيدة تكون (الوَدَقْ) بفتح الواو والدال المهملة وتسكين الأخير، دَرجاً على اللسان اللحجي، بينما (الوَدْق) القرآنية بفتح الواو وتسكين الدال وتحريك الأخير بالفتح.

وفي قصيدة (يا غصن في البستان شبه الضيمران) ومطلعها:

من لحظك النعسان والقد الرشيق يمسي فؤادي كل ليلة في حريق

إلى أن يصل إلى: إذا تذكر عهد أحبابه بكى إليك يا ربي إليك المشتكى

وفي لاميته (يا حيد ردفان) يقول القمندان في خاتمتها:

واذكر محمد وابوبكر الصديق المباسل فإن ذكره وسلْ

واثني على السيد الفاروق فاتح وعادل طَرِشْ ماطرْ وبلْ

كذاك صهر النبي عثمان فاضل وعاقل في الخلد قد له محل

وبعده اذكر على الترتيب واحذر تمايل علي ويوم الجمل

وردد ذكر النبي المختار عاجل وآجل لكل مسلم وصل

وفي (يا غارة الله أدركي بالمراد) انحياز القمندان إلى عامة الناس الذين لا يجدون من أسماك بحرهم ما يسد رمقهم وقد عزّ الصيد:

يا مخبراً بلغ ساداتنا هداهم الله سبل الرشاد

إلى أن يقول: وهل بأيدينا خلاف الشكا فالله الله بقوت العباد

ويخاطب الأمير مهدي بن علي بمناسبة نيله أحد الأوسمة الرفيعة من بريطانيا:

ومطلع القصيدة: خيم السعد بلحج واستوى فبنى فيها قصوراً وتسامى

وفيها: فاتق الرحمن في لحج وحاذر اخي في ابن لحج أن يضاما

وايضاً منها: عدلُ يومٍ واحدٍ من حاكم خير من ألف صلاة وصياما

ولا تنقطع التضامين والاقتباسات في شعر القمندان، وما أوردناه هو عبارة عن نماذج للاستدلال ليس إلا.

هوامش:

1) عبده عبدالكريم، القمندان.. قبس من ذاكرة، وثائق مهرجان القمندان، إعداد سلوى صنعاني 1988م، ط 1، بيروت 1989، ص 41.

2) ندوة الاديب الشاعر عبدالله هادي سبيت، كلية التربية صبر، 1997م، مطبعة جامعة عدن ص 25.

3) المرجع السابق، ص 51.

4) حسن صالح شهاب، العبادل سلاطين لحج وعدن، ط بدون، سنة بدون، صنعاء، ص 53.

5) المرجع السابق ص 63.

6) المرجع السابق ص -64 65، هدية الزمن ص 176-181

Gavin Aden under British PP208-209

7) شهاب، المرجع السابق، ص 65، هدية الزمن ص -171 186.

8) عبده عبدالكريم، مرجع سابق، ص -42 43.

9) صالح نصيب، أحمد صالح عيسى، وثاثق مهرجان القمندان، مرجع سبق ذكره، ص 89 - 90.

10) مخطوط لحلقات إذاعية قدمها سبيت لإذاعة عدن في شهر رمضان عام 1391هـ - 1971م، ص -14 15.

11) أبكار السقاف، المراحل التطورية للإنسان، الدين في شبه الجزيرة العربية، بيروت، ط 1، 2004م، ص 78 و 79.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى