مساء الأربعاء .. في فرع اتحاد الأدباء

> «الأيام» عادل أحمد القحوم:

> بدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة» هكذا تقول الحكمة التي ترسم لنا الطريق الصحيحة لتغيير وضع نحو الأفضل ومحاولة الارتقاء به بعد معرفة مواطن الضعف وبيان مواقع الخطأ وذلك بدلاً من انتقاده فقط ولأجل الانتقاد دون وجود الرغبة أو حتى النية لتصحيحه.. بل إن البعض ينتقد لأغراض وأهداف خاصة في نفسه . فاذا كان المشهد الثقافي في حضرموت منحسراً والأحوال مظلمة-بحسب وصف البعض- فذلك ليس من قبيل المبالغة. ودون الخوض في تفاصيل ذلك وأسباب تلك الأوضاع المتردية واستعراض أحوال المشهد الثقافي الحضرمي ومقومات الارتقاء به وتطويره، نجد هذه الشمعة في جهود وأعمال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت الساحل، وأهم هذه الجهود فعاليات مساء الأربعاء.

ففي هذه الأمسية يجتمع تحت سقف فرع الاتحاد كل أسبوع نخبة من المثقفين، هؤلاء المثقفون ليسوا في مجال أو تخصص واحد بل في مجالات مختلفة : أدب، ثقافة، تاريخ، جغرافيا، علوم طبيعية، اجتماع، ولذلك تأتي فعالية كل أربعاء بشيء جديد وفي مجال جديد يتعدى المجال الأدبي والشأن الثقافي .

هذه الأمسية الأربعائية ليست مجرد محاضرة بل هي ورشة عمل. وأجزم أن القرارات والتوصيات الصادرة عنها كفيلة بمعالجة كثير من الأوضاع التي هي بحاجة إلى علاج إذا ما تم العمل بهذه التوصيات.

هذه الفعاليات الأربعائية ليست منتديات قات، فهذه موجودة في أماكن أخرى وفي أيام خاصة بذلك.

لم يهتم أحد بمناسبة وذكرى وفاة المحضار مثلما اهتمت به فعالية أربعاء اتحاد الأدباء التي أفردت لها ليالي لتناول الموروث المحضاري وتحليله.

وجاءت فعاليات أخرى أقامها فرع اتحاد الأدباء حضرموت بالتعاون مع جمعية حضرموت لمكافحة السرطان لتلقي الضوء بشكل مكثف على مشكلة تعاطي القات إحدى مسببات مرض السرطان والكشف عن آثاره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .

شباب وطلاب جامعة حضرموت لم يكونوا بعيدين عن اهتمام فرع الاتحاد ونشاطاته وجهوده فكانت إحدى الفعاليات والأمسيات الأربعائية منبراً (استوديو الفن) ليس للكشف عن المواهب الأدبية لهؤلاء الطلاب بل صقل هذه المواهب وتشجيعها ذكوراً وإناثاً. ومن هذا المنطلق كان الأخ عبد القادر هلال محافظ حضرموت السابق مهتماً وحريصاً على الالتقاء بقيادة فرع الاتحاد وحاضراً لبعض الأمسيات مستمعاً أكثر منه خطيباً .. ولست هنا بصدد رصد هذه الفعاليات فذلك لا يتسع له مجرد أسطر .

وعلاوة على هذه الفعاليات والأمسيات الأربعائية جاءت نشرة وصحيفة حضرموت الثقافية - التي تصدر كل أسبوعين- لتشكل منبراً لصحافة متخصصة ورصينة بعيدة عن المهاترات والترهات .. بعيدة عن التجميل والتكحيل .

وجهود وأعمال فرع الاتحاد لم تقف عند ذلك فهناك دورية.. كل ذلك يقف وراءه القيادة الجديدة لفرع الاتحاد وثلاثي نشط واع بمعنى الصحافة الحقيقية ومدرك للرسالة السامية التي يجب أن يحملها المثقف ويعمل على تحقيقها وتوصيلها لأكبر قطاع من الجماهير دون تزييف للحقيقة والكسب المادي الذي أصبح غاية كل عمل. هذا الثلاثي يتمثل في الدكتور سعيد الجريري، والدكتور عبد القادر باعيسى والأستاذ صالح الفردي. فلكم ولكل فرع الاتحاد تحية من القلب و كل التقدير والإعجاب. فما فعلتموه وتفعلونه تجاوز كونه شمعة .. إنه أكبر من ذلك بكثير .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى