عدن .. نكهة التاريخ

> أحمد منصور البان:

> عدن .. إنها المدينة التي يملكنا عشقها.. تسكننا بأزقتها وحواريها العتيقة .. بل هي نكهة الأزمنة بكل ما جسدت على محياها من مكونات مدنية حضرية هي الأقدم بين حواضرنا العربية .. بل إن عدن كانت سباقة إلى ميادين حياتية كثيرة .. فهي منذ القدم موطن تجاري وقلعة علم قصدها ونهل من حوضها الكثير ممن طاب لهم المقام في ربوعها.

هنا في أرجاء حاراتها العتيقة تطالعك بقايا لافتات الوكالات التجارية والبيوتات التجارية التي عرفتها المدينة .. ولمَ لا وقد عرفت عدن إنشاء أول غرفة تجارية في المنطقة 1886م وأقدم ناد رياضي .. وهلم جراً من كل ما تستوقفك به تلك المدينة الساحلية الرائعة.

تناهت إلى ذاكرتي صور من ماضي الأمس القريب لأجد نفسي أحمل عن هذه المدينة هموم الحاضر من منطلق إحساسي العميق وإيماني الثابت بأن بعث جوانب الحياة والتنمية في اي مجتمع يتطلب جهودا وطنية مخلصة، فعلى مدى سنوات قضيتها تاجراً في قلب المدينة أجد في ذاتي أملاً بإمكانية إنعاش الكثير من جوانب الحياة في المدينة .. لما لديها من مقومات لو أُحسن استغلالها لحققت الكثير، وهو ما يتطلب الإرادة الوطنية الصادقة والحرص على جعل هذه الحاضرة العربية العريقة تستوعب مشاريع استثمارية واسعة ومتنوعة، لما لعدن من مكانة في نفوس الكثيرين ولما لها من حب تجعل إقامة مشاريع حيوية فيها من الخيارات التي يفضلها ويسعى إليها الكثيرون، وهو ما يستدعي:

- الأخذ بعامل الزمن وعدم ترك الأمور تعوم وتخوض في بحر لا قرار له من الأوهام التي لا تحقق لنا شيئاً على أرض الواقع.

- الوقوف بجدية وحزم أمام الكثير من المعوقات التي كانت وراء إحجام الكثير من المستثمرين عن إقامة مشاريعهم في بلادنا.

- العمل بسياسة النافذة الواحدة فيما يتعلق بالاستثمارات بصفة عامة.. فمن خلال صلاتنا التجارية وعلاقاتنا التبادلية في مضمار هذه الأنشطة ربما تكشفت لنا رؤى كثيرة عما نعانيه من صعوبات في مجال الاستثمارات تحديداً .. وأمور أخرى أفقدت بلادنا المصداقية، وربما بسبب ما سادت من معاملات منفردة وتداخلات مزعجة فقدنا الكثير من حماس الاخوة التجار والمستثمرين من أبناء الوطن في الداخل والخارج وبعض من حاولوا جس النبض من المستثمرين العرب ونحوهم .

ولا نغالي إذا ما اعتبرنا كل ما تكشفت من مشاكل وتداخلات في مجال العقار تحديداً سبباً لنفور الكثير من المستثمرين، كما أن وضعاً كهذا بقي دون حس لسنوات وهو ما ولد احساساً لدى الكثيرين بعدم الجدية لدينا .

إن حبنا للوطن ولهذه المدينة العريقة يجعلنا نقع في الكثير من الحرج مع من يريدون معرفة طبيعة التسهيلات التي تقدم للاستثمار في بلادنا، فحين نذهب إلى رسم صورة وردية أمام هؤلاء نجد حقائق الواقع سريعاً ما تعلن عن نفسها، من خلال شواهد عدة ومعاملات روتينية لا تعبر بأي حال عن الشعور بالمسؤولية.

فهل يا ترى نظل نراهن على محدودية هذه الأمور التفصيلية الهينة .. على حساب ما يمكن أن تشكل الاستثمارات الحقيقية من إنعاش للاقتصاد الوطني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى