فوز مرشح المعارضة بفارق ضئيل يشكل مادة تجاذب اضافية في الازمة اللبنانية

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

> شكل فوز مرشح تيار النائب المعارض ميشال عون أمس الأول على مرشح الاكثرية في انتخابات فرعية في لبنان مادة تجاذب جديدة مع اقتراب موعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية تضاف الى الازمة القائمة بين الطرفين منذ نحو تسعة اشهر.

وفاز كميل خوري على مرشح الاكثرية رئيس الجمهورية السابق امين الجميل في انتخابات منطقة المتن ذات الغالبية المسيحية بفارق 418 صوتا.

وكانت لائحة عون سجلت خلال انتخابات عام 2005 فوزا كاسحا في تلك المنطقة.

ورأت الاكثرية في فوز خوري بهذا الفارق دليلا على تراجع شعبية عون، لا سيما بين ناخبي الطائفة المارونية التي ينتمي اليها الجميل وعون. وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان الى الموارنة.

وخسرت الاكثرية بفوز خوري مقعدا نيابيا من ان تفقد الاكثرية المطلقة في مجلس النواب.

وعزا مسؤول في التيار الوطني الحر نسبة الاصوات التي حصل عليها مرشح التيار الى الظروف الصعبة للمعركة التي جاءت بعد اغتيال النائب والوزير بيار الجميل، نجل امين الجميل، في تشرين الثاني/نوفمبر 2006.

وقال النائب سمير فرنجية (اكثرية) لوكالة فرانس برس "سقطت اسطورة عون وتحول الى قوة سياسية طبيعية في الوسط المسيحي".

واضاف "موقعه المرتبط بحجم تمثيله المسيحي السابق كان يؤهله لامتلاك حق النقض مثلا لكنه خرج كليا من قطار الانتخابات الرئاسية".

ورأى فرنجية ان "عون نال ثلثي اصوات المسيحيين عام 2005 على قاعدة سياسية محددة وبرهنت النتائج انه فقدها عندما بدل مواقفه"، في اشارة الى تحالف عون مع المعارضة وابرز اركانها حزب الله الشيعي وتضم ايضا احزابا عقائدية موالية لسوريا.

وقال فرنجية "اثبتت الانتخابات وجود راي عام مسيحي يحاسب، وقد جاءت المحاسبة قاسية. نتائجها ستساعد مسيحيي الاكثرية على استعادة دورهم الايجابي".

واكد مستشار عون، سيمون ابي رميا، ان رئيس التيار الوطني الحر "ما زال المرشح الاقوى للرئاسة لانه ما زال الاقوى مسيحيا وانتخابات المتن لم تؤثر على رصيده الشعبي المسيحي".

واضاف "خضنا المعركة لا لتحقيق مكسب ما يوصلنا الى قصر بعبدا (القصر الجمهوري) انما لعناوين سياسية ابرزها تهميش المسيحيين وتمثيلهم في الحكومة باشخاص لا يمثلونهم فعليا وتابعين لاطراف اخرى"، في اشارة الى تحالف المسيحيين في الاكثرية مع الاطراف السنية والدرزية.

وعزا الفارق الضئيل في النتائج الى عوامل متعددة ابرزها "كون مرشحنا المعروف بنضاله داخل التيار ليس مثل خصمه الذي هو رئيس جمهورية اسبق ورئيس لحزب الكتائب وخصوصا والد شهيد".

واضاف "هذه جميعها عوامل عاطفية لها دور كبير عند الناخب المتني اضافة الى اننا واجهنا تكتل كل القوى التقليدية اضافة الى عامل المال السياسي الذي لعب دورا كبيرا في ساعات الاقتراع الاخيرة".

وقال ابي رميا "ان الانتصار هو انتصار سواء تم بفارق صوت او 20 الف صوت. نهديه لشهادة بيار. نحن في الانتخابات عزلنا الصعيد العاطفي عن الخيار السياسي".

وفي اول موقف له بعد هزيمته في انتخابات المتن، اكد امين الجميل ان حجم التصويت المسيحي له يشكل "انتصارا".

وحصد الجميل تقريبا نحو ستين في المئة من اصوات الموارنة في دائرة المتن، في حين شكلت الكتلة الارمنية المسيحية في منطقة برج حمود بيضة القبان لفوز مرشح عون، اذ صبت نحو ثمانية الاف من اصواتها لمصلحة مرشح التيار الوطني الحر كميل خوري.

واضاف الجميل "لا اعتبر الثقة التي منحني اياها اهل المتن وخصوصا الموارنة انتصارا شخصيا ولا اريد توظيفها لاهداف شخصية".

وتابع "نلتزم في القضايا السياسية بالمرجعيات الدستورية ونحترم مواقعها. اذا لنتفاهم على الانتخابات الرئاسية لتكتمل المرجعيات الدستورية".

وعقد عون من جهته مؤتمرا صحافيا في وقت لاحق، رد فيه على ما اعتبره البعض تراجعا في شعبيته فقال "لا يمكننا ان ناخذ من منطقة واحدة صغيرة حجم التمثيل"، مؤكدا انه يملك تمثيلا على المستوى الوطني لا تملكه قوى 14 آذار.

وتحدث عن عوامل اثرت على نتيجة الانتخاب بينها "المال السياسي وضيق فترة التحضير للانتخابات وعامل استخدام الشهادة في الانتخابات" الذي شكل عاملا عاطفيا اثر على الناخبين.

وجدد عون التأكيد ان "الوحدة الوطنية تاتي قبل رئاسة الجمهورية"، مضيفا انه "مستعد لتسوية مع الطرف الآخر".

وقال "يدنا ممدودة"، لكن على "قاعدة التمسك بحكومة الوحدة قبل الانتخابات الرئاسية".

في المقابل، فاز مرشح الاكثرية محمد الامين عيتاني بسهولة لعدم وجود منافسة فعلية في الانتخابات الفرعية في بيروت، خلفا للنائب السني في الاكثرية وليد عيدو الذي اغتيل في 13 حزيران/يونيو الماضي. وينتمي الاثنان الى تيار المستقبل برئاسة النائب سعد الحريري.

يذكر بان الاكثرية تتهم سوريا بالضلوع في عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصيات لبنانية معارضة لها. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى