حديث الأربعاء .. شاهد عيان «العميد يحال للتقاعد»

> «الأيام الرياضي» أحمد شباره:

> السبت 4 أغسطس كان وسيظل أحد أهم التواريخ في مسيرة عميد الأندية اليمنية، ومحافظة إب كان ملعبها 22 مايو الأشد قسوة وهو يحتضن اللقاء المصيري بين التلال والوحدة لتحديد رابع الهابطين إلى دوري المظاليم.

خروج التلال مهزوما وبضربات الترجيح القاسية بعد مباراة حافلة بالعجائب والغرائب في عالم المستديرة، وبقدر الإثارة والمتعة التي غلبت على حاضري اللقاء (مسؤولين كبار، قيادة الناديين، رجال الصحافة، جمهور الفريقين، وأبناء اللواء الاخضر)، مع كل هذه الأجواء يأبى القلم إلا أن يسطر أحرف شهادة حضور في مباراة هامة لا يمكن للمرء أيا كان أن تغيب أهم لحظاتها عن مخيلته ولفترة لن تكون قصيرة قياسا بالاحداث الرياضية وحتى السياسية الأخرى.

في تلك المباراة الحاسمة كنت أحد شهود العيان وأنا أرى بأم عيني لحظات (سقوط التلال) وبقاء (الوحدة) في الاضواء ولم يكن من الصعوبة معرفة حل لغز (هبوط التلال وبقاء الوحدة) وإذا كان ولا بد فيمكن إيجاز ذلك في السطور التالية:

- التلال لعب بأعصاب مشدودة أثرت كثيرا على مستواه وما زاد استغرابي هو تصرفات مدرب الفريق واللاعب الكبير شرف محفوظ في تلك المباراة، حيث كانت تصرفاته الأكثر عصبية في اللقاء خلافا لعصبية اللاعبين وفي مقدمتهم اللاعب الخبرة خالد عفارة فما بالكم ببقية اللاعبين.

- التلال شارك في المباراة وسط ضغوط مختلفة أبرزها رفض إدارته لعب المباراة والمطالبة بالتأجيل والدخول في عراك مع اتحاد الكرة والحضور الرسمي الكبير لقيادة محافظة عدن ابتداء بالمحافظ أحمد الكحلاني وحتى آخر مشجع تلالي يقودهم رئيس الرابطة المجتهد خالد حداد، ومع الحضور والمساندة الرسمية كان للصحافة دور سلبي في تحويل المباراة إلى مباراة (شد أعصاب) حرمت الفريق التلالي من البقاء في الاضواء، وقد يكون لنتيجة اللقاء السابق في صنعاء دور سلبي تجاه الفريق أدت إلى دخوله مزهوا وأقرب إلى الغرور وضمان نقاط المباراة أسوة بسابقتها، وباستثناء هذه النقطة سبب وجود كوادر تلالية فنية وتربوية قادرة على تجاوز مثل هذه الثغرة لكن ذلك حصل «واللي ما يشتري يتفرج».

- الوحدة كان وضعه مغايرا فلا مساندة رسمية ولا حضور للقيادات العليا ولا وعود بتعديل اللوائح ويكفيهم حضور المخلص عصام زهرة، الأمين العام مع مجموعة من محبي الازرق الصنعاني والأهم من ذلك ان المدرب القدير علي العبيدي لعب بخطة هجومية صريحة خصوصا في شوط المباراة الثاني.

بطبيعة الحال هناك شواهد رائعة ميزت اللقاء، وفي مقدمتها الروح الرياضية للرجل التربوي القدير والفني المميز د.عزام خليفة ومعه القيادي أنيس السماوي اللذين كان لهما الدور الهام في وصول المباراة الى بر الامان من خلال نزولهما اكثر من مرة الى ارضية الملعب لإنهاء حالة الفوضى العارمة التي صاحبت اللقاء.

- أغرب الغرائب ان لجنة المسابقات الموقرة لم تصدر اية قرارات تجاه احداث اللقاء، وكأننا لعبنا مباراة في الشطرنج لا للاعتداءات على الحكم بالضرب المباشر ولا التصرفات غير الرياضية العديدة من قبل الاداريين وبعض اللاعبين وحتى اعضاء الجهاز الفني للفريقين، وهذه الملحوظة الهامة طرحتها بصراحة على رئيس اللجنة الكابتن خالد الناظري الذي اجاب بهدوء الواثق «نحن اعتمدنا على تقرير مراقب المباراة عبدالله الثريا وتقرير حكم المباراة اللذين لم يذكرا اية ملاحظات حول موضوع الشغب أو الاعتداء على الحكام».

من الإنصاف القول بأن الحكم نادر شخص كان الاشجع رغم هفواته المتكررة في اللقاء، والأفضل بتحمله قيادة لقاء صعب في ظل هروب الدوليين رغم عدم ذكره لمواضيع الشغب والاعتداء لكن العبرة في شجاعة ادارة اللقاء، والاجمل من ذلك الحضور الرائع لرابطة التلال وكذا مساندة جمهور إب للزعيم الصنعاني.. كل هذه الاسطر السابقة تؤكد أن حضور لقاء كهذا وأن تكون (شاهد عيان) لهبوط التلال وبقاء الوحدة يشعرك بمتعة كرة القدم وأنها لعبة البكاء والفرح و«كلٌّ يغني على ليلاه» ومبروك للوحدة وتعازينا لجمهور التلال الذين عاشوا مرارة الاحالة للتقاعد بعد مرورأكثر من مائة عام للفريق العريق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى