ما ضاع حق وراءه مطالب ..!!

> علي الذرحاني:

> يضرب هذا المثل على صاحب الحق اللحوح الملحاح الذي لا يكل ولا يمل من المطالبة بحقه وحقوقه وإصراره على انتزاعها ممن يتحكمون بها ويعملون على حجبها أو منعها واحتكارها عنه وهو يجاهد في سبيل ذلك متذرعاً بالوسائل والطرق السلمية والمشروعة التي كفلها له الدستور وأقرتها القوانين الثابتة.

ويبدو أن الاستمرار بالمطالبة بالحقوق قد بدأت تؤتي أكلها وتعطي ثمارها بتكرار الاحتجاجات والاعتصامات والخروج في مسيرات ومظاهرات احتجاجية سلمية ولو أن النظام أو السلطة يقف في طريق هذه المطالبات لكن العيار الذي لا يصيب يدوش كما يقول المثل الشعبي ويمكن الاستفادة بالوسائل الإعلامية والإعلانية المختلفة واستثمار تكنولوجيا الاتصالات في توصيل أصوات الناس إلى الرأي العام ليعرف الجميع أنه لن يضيع حق وراءه مطالب .

ولتكن تلك المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات المشروعة منظمة وحضارية بحيث لا تؤدي إلى إثارة الفتن والنعرات والقلاقل وتثير الفوضى وتمس الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار الاجتماعي فتمكن السلطة من العثور على مبرر لقمعها ووأدها في مهدها، مع أن هذه السلطة لا يعجبها العجب ولا .. المظاهرات في شهر رجب ولا غيره، ويا حبذا لو أن المطالبين بحقوقهم تكون كلمتهم سواء ولحمتهم هي لحمة الفريق الواحد والجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وخير من يمثل هؤلاء المطالبين بالحقوق هم أهل الكلمة والقلم أهل الصحافة، وهم المتحدثون الرسميون عن الجماعة وهم أهل الاستنارة والتوجيه والتقويم والتقييم وهمزة الوصل بين الحاكم والمحكومين فعليهم أولاً إصلاح ذات البين فيما بينهم تحت راية صاحبة الجلالة (الصحافة) وكلهم في الهم سواء لأنهم أصحاب مهنة المتاعب باستثناء الذين يستغلون هذه المهنة لأغراض أخرى غير مشروعة في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة لاستثمار هذه المهنة لتأكيد مطالب الناس الغلابى الذين إذا ثاروا ربما تكون لثورتهم عواقب محمودة ولن تكون حينها الحكومة ولا النظام بقادر على إخماد هذه الانتفاضة الهادرة العارمة .

نتمنى على أهل الكلمة الصادقة أن يرتفعوا فوق مستوى التجريح لبعضهم البعض وأن يتساموا فوق المماحكات والمكايدات والتنابز بالألقاب الذي نهى عنه الدين القويم لأن هذا الأسلوب لا يحل مشكلة ولا يربط قضية بل يزيد الطين بلة ويولد التباعد والتنافر والتحاسد بين الزملاء فيفقدوا ثقة الناس والقراء بهم بسبب الشحناء والبغضاء التي دبت فيما بينهم فتغدوا بضاعتهم الإعلامية كاسدة وتجارتهم الكلامية خاسرة نتيجة سوء وبذاءة خطاباتهم ومنطقهم ولا أبرئ نفسي من ذلك أو أعفيها بل أدينها وأتهمها لأن النفس أمارة بالسوء .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى