الحرية فقط .. خط أحمر

> فريد الصحبـي:

> تتردد هذه الأيام على مسامعنا وتتراءى أمام أعيننا كلمات وعبارات مثل (الوحدة خط أحمر) و(الثوابت الوطنية خط أحمر) وحدة إيه وثوابت إيه وخط أحمر إيه .. الحرية فقط هي الخط الأحمر ! .. الحرية دي بتاعة ربنا .. أعطاها للإنسان يوم ما خلقه .. أعطاه الإرادة وحمله الأمانة .. وقال له اعمل ما حلى لك وفكر زي ما تحب وقل ما تريد ولا تخش أحد ! .. واليوم يأتي من يحد من هذه الحرية .. ويقول مش عارف إيه خط أحمر ومش عارف إيه خط أحمر .. ويضع أمام الحرية خطوط حمراء من عنده .. هذا بعد أن قال الله في كتابه العظيم .. من شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن .. ولا إكراه في الدين !

ولله درك يا دكتور يا أستاذ القانون الدولي يا محمد علي السقاف حين قلت إن مشروع قانون الثوابت الوطنية مشروع خطير سيقلص كثيراً من الحريات.. وفصلت القول بأن «مشروع القانون المطروح والذي تم المصادقة عليه على مستوى مجلس الوزراء المتعلق بالحفاظ على الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية وغيرها من المسميات هو مشروع قانون خطير جداً، لكونه سيقلص من الحريات بشكل أكبر والتي هي في الأصل قد تم تقليصها، لأنه من السهل تحت مسمى الثوابت الوطنية - وهو مصطلح مرن للغاية - أن تعاقب أي كاتب أو سياسي بأنه خرج عن هذه الثوابت الوطنية، والمعاقبة قد تتخذ طابع العقوبات الجنائية، وهذا شيء مؤسف جداً أن يختار هذا القانون في هذه المرحلة، وتوقيته له معنى أنه مع الأحداث في المناطق الجنوبية بدؤوا يفكرون بهذا المشروع. وكأن هناك رسالة موجهة كأداة من أدوات القمع في الجنوب، وهذا يذكرني بمشروع مستوحى للسادات الذي عمله من أجل قمع كل المعارضين لاتفاقية (كامب ديفيد)، وبناء عليه زج بمئات من عناصر المجتمع المدني والصحفيين وغيرهم في السجون» وإلى هنا انتهى كلام الدكتور السقاف .

إذن الخطوط الحمراء للثوابت الوطنية والوحدة ما هي إلا كوابح للحرية فكرتني بحكاية (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب) وحكاية (لا صوت يعلو على صوت المعركة) .. هي إيه الحكاية بالضبط .. إحنا بنمشي وللا واقفين وللا بنرجع للوراء وإلى ما هو أبعد من الوراء !.. بدون الحرية لا قيمة للإنسان.. وعندما لا تكون هناك قيمة للإنسان فلا قيمة لأي شيء.. وعندما تذهب الحرية يبدأ الفساد.. والشعوب الحية وحدها هي التي تستحق الحرية.. صراع الإنسان على الأرض عبر التاريخ كله من أجل الحرية وضد العبودية والظلم والاستبداد .. الحرية هي محور الصراع الأزلي بين قوى الخير والشر.. ومن أجل الوصول في النهاية للعدالة الاجتماعية والتنمية الإنسانية الحقيقية .. ومن أجل ذلك كانت صيحة الفاروق عمر (متى استعبدتم الناس وقد ولدت أمهاتهم أحرارا).

يا سادة .. اعلموا أن الوحدة وكل الثوابت الوطنية.. كل القيم والمبادئ والمثل الجميلة والفاضلة لا يمكن لها أن تكون ولا أن تصح ولا أن تبقى ولا أن تحيا إلا عندما تكون الحرية هي الخط الأحمر الأول !

وأخيراً .. ياسادة .. الوحدة ليست نهاية المطاف ولا هي آخر الأهداف .. بل هي الحرية.. هدف كل الأهداف !.. وبدون الحرية.. لابد أن نعود إلى المربع صفر !

E-maiL:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى