الملعب الرياضي ..التلال.. حلمنا المجاني

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> هبط التلال في مشهد (تراجيدي) مهيب، غمرته دموع الأحزان وآهات الحسرة وصرخات الغضب، واحتجاجات الانتماء والتعصب، ومشاعر الاحساس بالظلم.

- ياه.. هبط (العميد) بعد أن تجاوز عمره المديد الـ (100) عام.. ومن كان يصدق أنه سيهبط؟! حتى وهو يتعثر ويخسر ويهوي، كان العشم في انقاذه موجودا إلى النفس الاخير.. كان الامل قائما حتى آخر قطرة!!

- هبط التلال.. ويبدو معظم التلاليين- إن لم أقل كلهم تقريبا- بمتعصبيهم وعقلائهم، مجمعين على ان الفريق هبط بـ (فعل فاعل) حتى أنهم أقنعوا قيادة المحافظة معهم بـ (نظرية المؤامرة)، دون التفكير في فضيلة الاعتراف بالخطأ أو تكليف أنفسهم عناء البحث عن الأسباب الحقيقية لهبوط (العميد)!!

- منذ خسارة التلال الفاصلة امام وحدة صنعاء، مساء السبت الماضي، تلقيت ومازلت عديدا من الاتصالات والرسائل الهاتفية.. معظم التلاليين يجمعون على أن فريقهم تعرض لمهزلة تحكيمية ذبحته من الوريد إلى الوريد وأنه لم يهبط بـ (جدارة)، وإنما بـ (فرمان اتحادي)، مع سبق الإصرار والترصد.

- وبالمقابل فإن كثيرا من المحايدين، وقلة نادرة من التلاليين الذين اتصلوا بي أو اتصلت بهم لسؤالهم عن مجريات المباراة قالوا إن المباراة شابها بعض الارباكات والأخطاء التحكيمية والأحداث المؤسفة لكنها لم تكن سببا مباشرا في هبوط التلال.

- لا يمكنني عرض محتوى كل المكالمات والرسائل الهاتفية التي وصلتني وأكتفي هنا ببعضها، مما يمكن اعتبارها الأهم والأمر وربما الأظرف ومنها:(اتحاد العيسي نجح أخيرا في تهبيط التلال).. (التلال هبط لكنه لن ينكسر).. (التلال هبط بشرف).. (ليس العيسي وحده السبب في هبوط التلال.. الادارة هي السبب).. (هل هبوط التلال أخيرا كفيل بأن تستيقظ القيادة السياسية والرياضية من سباتها وتنظر بجدية إلى انتشال رياضة عدن؟!).. (شيباني الاتحاد ليس كارثة على التلال فقط، بل كارثة على الاتحاد والكرة اليمنية.. وصدق الأستاذ شوقي هائل).

- بل إن بعض التلاليين ذهبوا إلى استعارة بيتين من الشعر انتشرا في الشارع اليمني عقب إعدام صدام حسين، وقاموا بتحويرهما وإسقاطهما على مشكلة التلال وبثوها في رسالة هاتفية تقول:

«لا تأسف على غدر الزمان فطالما

لا تحسبن برقصهم يعلو على أسيادهم

- وهناك مكالمتان جديرتان بالانتباه أكثر من غيرهما، الاولى من شخصية تلالية معروفة قال فيها إنه شاهد مهزلة الهبوط التلالية على ستاد إب حيث خسر الفريق المباراة نتيجة وأخلاقا، لكن في خضم التوتر والتعصب والغضب الاعمى، ضاع العقل واختفى صوت الصدق وغابت الروح الرياضية، وبدأ التلاليون يصبون جام غضبهم على اتحاد الكرة ويلقون باللوم والمسؤولية على العيسي، ووسط هذه الهوجة الغاضبة، لم يكن بمقدور أحد أن يقول غير ذلك، لأنه حينها سيكون صوتا نشازا يغرد خارج السرب ويسبح ضد التيار الجارف، بل يمكن اتهامه بأنه عدو التلال وإن كان من أشد المنتمين والمخلصين له.

وأضاف أثناء مكالمته الهاتفية: «للاسف أصبحنا نفتقد الصدق مع أنفسنا.. ولنفرض أن هناك من تلاعب وتآمر لتهبيط التلال فإن ذلك لا يعفينا من المسؤولية.. والإدارة ساهمت قبل غيرها في هبوط الفريق، وأقل شيء ممكن أن تقدمه الإدارة أن تعلن استقالتها فورا.. الهبوط ليس كارثة، لكن طريق النهوض وعودة التلال إلى مكانته وموقعه الطبيعي تبدأ أولا من شجاعة اعترافنا بالخطأ والمسؤولية في التقصير، وقدرتنا وتصميمنا وعزيمتنا على تصحيح الأوضاع بصدق ووضوح، ولا يشرف التلال أن يعود أو يبقى بقرار إداري أو سياسي».

- وقال: «ان هبوط التلال بدأ قبل المباراة الفاصلة بكثير وبدلا من الاعتراف بالتقصير، والبحث عن الأسباب، حصرناها في المباراة الفاصلة، متناسين أنه كانت أمامنا 26مباراة متكاملة خلال الدوري، ومتناسين لماذا وكيف وصلنا الى مأزق المباراة الفاصلة.. وحتى في المباراة الفاصلة كانت الفرصة متاحة أمامنا الى آخر لحظة للفوز في ركلات الترجيح .. يتحدثون عن الأخطاء التحكيمية وهذه تحصل في كل المباريات منذ بداية الدوري، وعن ركلتي الجزاء الظالمتين، وأقول لك الصدق إن ركلة الجزاء الاولى صحيحة، والثانية عندما كنت داخل الملعب كنت متعصبا مثل الآخرين وقلت إنها غير صحيحة لكن عندما هدأت وشاهدت تسجيلا لها بالفيديو أعتقد أنها يمكن أن تكون صحيحة وخاضعة لتقدير الحكم».

- المكالمة الأخرى، تلقيتها في وقت متأخر بعد منتصف ليلة المباراة من شاب تلالي لا أعرفه قال إنه يبحث عن رقم هاتفي منذ شهرين ووجده أخيرا.

- وأكد وأصر أن التلال تعرض لمهزلة تحكيمية في المباراة الفاصلة لم يشاهد في حياته مثلها، وأنه كان واضحا من خلال مجريات المباراة أن التلال لا بد أن يهبط ويهبط.

- وقال: صحيح أن الإدارة تتحمل مسؤولية الاوضاع السيئة للفريق خلال الدوري لكن كان الأمل كبيرا في فوز الفريق بالمباراة الفاصلة والبقاء في الدرجة الاولى، لا سيما بعد المستوى الكبير الذي قدمه أمام وحدة صنعاء في المباراة الاخيرة وفوزه بثلاثة أهداف.

- وأضاف أن اللاعبين كانت معنوياتهم عالية ومصممون على الفوز في المباراة الفاصلة وقدموا مستوى كبيرا في الشوط الاول وخرجوا فائزين بهدف دون مقابل، وكان بإمكانهم اضافة أهداف أخرى لكن الحكم نادر شخص قتلهم في الشوط الثاني وأصر وتعمد على أن ينهوا المباراة خاسرين، وعمد هبوطهم من خلال (نرفزة) اللاعبين وجهازهم الفني واحتساب ركلتي جزاء ولا في الخيال وتغاضيه عن ركلة جزاء واضحة جدا لصالح فتحي جابر في النفس الأخير من المباراة.

- هذا الشاب التلالي استمر يتحدث معي لأكثر من ساعة والحقيقة أنني احترمت وعيه وحبه وغيرته وعشقه، بل وتعصبه للتلال، وأحسست أن التلال يستطيع تجاوز أزمته وسيكون بخير بوجود أمثاله من التلاليين الشباب.

- الشاب التلالي اختتم حديثه معي بالقول إنه رغم كل الظروف المعيشية الصعبة وقسوتها ورغم القهر الذي يعيشه في الحياة اليومية ورغم أنه كشاب لا يرى في الأفق ملامح المستقبل المنشود الذي يحلم به، إلا أن التلال بالنسبة له ولكثيرين من الشباب غيره، كان الحلم المجاني الذي يستمتع ويفرح به دون أن يدفع أي مقابل.. وإنهم الآن قد اغتالوا حلمه المجاني.

- من اغتال الحلم المجاني؟.. هذا ما سنتطرق إليه في تناولة لاحقة إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى