> «الأيام» كفى الهاشلي:

الازدحام بسبب الأمطار
مع زخات المطر وحبات البرد وجريان السيول مشينا نرسم لوحة الطريق من صنعاء إلى عدن في مسيرة يوم سفر.. ونضيف قبلها لمحة من حال صنعاء مع زخم الحياة وهطول المطر.
لا يختلف اثنان في حديثهما عن روعة الأجواء في العاصمة صنعاء ويصفها البعض بما يحلو له شخصياً، المهم أن هناك اجماعت حول نقاوة جوها وروعة أمطارها وبرودتها، لكنها النعمة التي قد تتحول إلى نقمة ..فمن أجواء صنعاء ومناطقها وشوارعها وأزقتها نقلنا صورة بسيطة استثنينا منها مشاهد الموت التي لم نبحث عنها، بقدر ما خدمنا القدر في جولتنا الصغيرة ونحن منطلقون إلى التحرير بعد جولة في مناطقها المتعددة.
الناس تسعى وراء لقمة العيش في زخم الحياة وضجيج المدينة وانشغال الجميع بالعمل يحرك مفاصل العاصمة ويجعلها تعج بالفوضى ولحن الهواء والمطر.. فالجميع يسبح في سوق العمل، والبرق والرعد يسبح بحمد الله والملائكة من خيفته فسبحان الله.

المواطنون يشاهدون الحافلة الغارقة في صنعاء القديمة
ولأن صنعاء القديمة كانت محطة فضولنا ورحلتنا مع أصدقائنا مررنا بطريق السائلة فوجدنا الكثير من الناس متجمعين يحدقون في حجم السيول وإحدى الحافلات الغارقة تحت الجسر.
11 سيلاً قطعت طريقنا
مع الماء الخضرة والخطر مشيناً من صنعاء إلى عدن، وكانت أحضان الطبيعة تضمنا، لكن الطريق كان حافلاً بالمشاهدات في سماء ملبدة بالغيوم وزخات المطر.. مشينا حتى وقفنا ضمن عشرات الناقلات والسيارات والحافلات التي اصطفت وكأنها تقرأ السلام لعابر عظيم، اقتربنا مع الجميع لنجد أبناء الضالع يتكاتفون يدا بيد لمساعدة السيارات على العبور خلال سيل قطع طريقها، البعض راح يتفقد عمق السيل والبعض ينظم حركة السيارات وبينهم وقف البقية في حال طلب المساعدة، مضى من الوقت ساعة إلا ربعاً ونحن بانتظار الفرج من المولى لتختم رحلتنا بسلام، وحين أعلنت ساعة الصفر ودق جرس المغادرة انطلقنا بحمد الله من الضالع وعلى مسافة ليست ببعيدة ووقت ليس بطويل وانتظار مازال إرهاقه ملموسا، وجدنا أنفسا أمام مشهد ثان من مسرحية المطر والقدر، وقوفنا استمر ما يزيد عن عشرين دقيقة ننتظر مرور السيل الثاني في طريق مازال أمامنا فيه القليل لنصل إلى لحج.

سيارة تمر في طريق السيل بالضالع
وكأن الحرمان منها لا يعني لنا شيئا في الوقت الذي كوى الجفاف والتصحر مساحات شاسعة في بلادنا.طوى النهار بساطه وودعنا الأمطار والسيول لندخل عدن التي تزينها المياه المالحة (البحر) لنعانق دفء الحياة بين ذوينا تاركين وراءنا ذكريات الأيام التي قضيناها في صنعاء في جعبة الزيارات نقلبها عندما يراودنا الحنين إليها.