محمد مرشد ناجي لـ «الأيام»:غير مطمئن إلى أن عطائي الفني كله موثق توثيقاً سليماً

> «الأيام» مختار مقطري:

> هذا هو الحوار الثاني الذي أجريه مع الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، وأعترف أن الحوار معه يحتاج إلى ذكاء وإلى إعداد مسبق واختيار الأسئلة عن مواضيع فنية مهمة، وأن الحديث معه في الفن مغامرة فهو مثقف واعٍ لأهمية السؤال ولأهمية ما يقول، لكن من المهم أيضاً أن أعترف بأني محظوظ، وبأن إجراء حوار مع المرشدي إضافة لي، فله مني جزيل الشكر والتقدير.

< هل نحن حريصون على توثيق التراث الفني؟

- لا أظن ذلك.. لأن التراث بشقيه الشعبي والتقليدي يحتاج إلى الجدية وإلى الميزانية الرحبة، وإلى من يقومون بالجمع والحفظ من ذوي المعرفة العلمية.

< الدور الذي أسهمت به عدن في مجال التوثيق؟

- ساهمت عدن في تسجيل التراث التقليدي ونشره على الأسطوانات بأصوات أبنائها من المطربين الأماجد، ولو لم يقم أبناؤها بتأسيس شركات الأسطوانات تباعاً في تسجيل التراث العظيم لكان في حكم العدمية، ويذكر لنا بعض الأخوة بعد انتهاء حكم المتوكلية اليمنية أنهم شاهدوا مجموعة كبيرة من هذه الأسطوانات في قصر الحاكم الكبير.

< هل أنت مطمئن إلى أن كل عطائك الفني موثق توثيقاً سليماً؟

- للأسف لا! ومن الأهمية بمكان أن يوثق هذا في الإذاعة أسوة بالزملاء الأفاضل، ولكن صراعي الدائم مع الإذاعة حرمني من التوثيق والأستاذ حسين الصافي كان سيسجل هذا الصراع في كتيب تحت هذا العنوان (المرشدي وصراعه مع الإذاعة) ولكن الموت كان إليه أسرع وهو يؤدي العمرة في مكة المكرمة.. يرحمه الله.

< ما هو تقييمكم للدور الذي أسهم به المهندس الراحل علي حيدرة العزاني في حفظ التراث الفني؟

- حقيقة الأمر ليست مسئولية علي حيدرة العزاني توثيق الغناء وخلافه، ولكن الشيخ علي بطبيعته رجل مسئول عن أي شيء يقع تحت يده ولا مثيل له في الناس، مثال ذلك في العام 1959م وسعت نطاق حفلاتي الموسمية لتشمل ثلاث مناطق (كريتر والمعلا والشيخ عثمان) وفي ليلة المعلا 59/6/6م في ساحة مصباغة الأخ علي قاسم انقطع التيار الكهربائي في حي (المصباغة) وأوشكت التذاكر على النفاد، ولما يئست من عودة النور استنجدت بالسيد محمد الغرباني، مسئول الشرطة فاتصل بالمسئولين ولم يوفق فأمر الشرطة بجمع المصابيح من سوق القات وهلت الأنوار ودخل الناس الساحة وبقي معنا تشغيل الميكروفونات فقال صاحبها المهندس الشيخ العزاني: «لا تهتم هذه مسئوليتنا وأنا مستعد ببطاريات لمثل هذا الظرف» وتم الحفل بنجاح، فمن يعمل هذا غير العزاني؟ وانتهى الحفل ولم يعد التيار الكهربائي إلا بعد أن غادرنا، وكان وراء ذلك ما وراءه!

< ما الفرق بين فنان الأمس وفنان اليوم؟

- أكثر وضوحاً مطرب الخمسينيات أياً كانت أساسياته التجديدية كان رائداًَ وهذا ما لم يفهمه الناس وقتئذ وحتى يومنا هذا.. فقد كان عند الشروع في صنع أغنية جديدة يفكر كثيراً وكثيراً في نوعية التجديد الذي سيقدمه لأن الناس ما ألفوه من قبل، ولذلك يكثر من التسجيل والشطب للحن الجديد إلى أن يقتنع، أما مطرب اليوم فقد سهلت عليه الأمور، أمامه تراث تجديدي منوع كبير وما عليه إلا الاختيار والدراسة والاستلهام.

< لماذا اختفى التجديد في الأغنية اليمنية؟

- قلنا.. والسؤال يوجه لأهله.

< هل نحن بحاجة فعلاً إلى مهرجان سنوي للأغنية اليمنية؟

- الحاجة ماسة لا ريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى