لن تجعلوا «الأيام» دمعة على جثمان الحرية

> فاروق ناصر علي:

> «وجوهكم أقنعة بالغة المرونة/طلاؤها حصافة وقعرها رعونة/صفق إبليس لها مندهشا/ وباعكم فنونه/ وقال إني راحل ما عاد لي دور هنا/ دوري أنا أنتم ستلعبونه».

أحمد مطر

مدخل خاطف وهام

لقد غبت عن صحيفتنا «الأيام» مدة طويلة، لم تكن برغبة مني ولا من أحبائي: هشام وتمام كنت أعرف مدى الضغوط التي تمارس على الأحباء كي لا نكتب فيها.. وكانت النوايا الحسنة والطيبة لأخوتي هشام وتمام أكثر من اللازم.. كنت أعرف جيدا أن السلطة بمراكز القوى والفساد داخلها يريدون إسدال الستار الدائم على الفيد والنهب والسلب، والبسط، وأكل كل شيء وبقاء الغطرسة والعنجهية والنظرة الدونية على أبناء الجنوب.

راينا كيف تحول من قدموا إلى عدن بعد 94/7/7م وهم لا يملكون شروى نقير إلى مليونيرات ومليارديرات وهؤلاء كانوا ومازالوا يريدون بقاء صحيفة «الأيام» مجرد بوق لهم، وببغاء يردد ما يرونه هم مثل: الحديث عن مدى إصرارهم على الثوابت، وعن تضحياتهم الاستثمارية.. أي استثمار هذا الذي جاء من النهب والسلب والفيد وأكل حقوق الناس؟ وقطع أرزاقهم ونهب ممتلكاتهم.. يريدون بقاء الكلمة مجرد كلمة حقيرة يسمح لها مرة بالشجاعة وبعدها تعود مرات ومرات للمديح، ولأنني لا أقيم أي وزن لأي مخلوق في قول كلمة الحق ولم أتغير قط عن موقفي الثابت حول قضية الجنوب، كنت أحد أهدافهم للضغط الشديد على أحبائي هشام وتمام.. لذا كان الغياب ولكن عندها رأيت ورثة ابليس، يريدون دفنها.. طلبت من تلقاء نفسي أن أقف مع أحبائي ومع «الأيام» حتى لا تصبح «الأيام» مجرد دمعة على جثمان الحرية.

الدخول إلى قلب القضية

يا أبناء الجنوب كلنا يعرف أن صحيفة «الأيام» تحملت بشكل خاص بيان قضايا المقهورين بالصور والخبر.. واليوم نرى ان الحصار والسعار قد اشتد حولها وعليها وخاصة عندما خرجتم من كهوف الصمت، وعندما خرجت صرخة الميلاد من صمت القبور، والتي ظللت زمنا طويلا أطالبكم بأن تخرج وكان لـ «الأيام» دور ريادي في بيان هذا الخروج العظيم السلمي والحضاري.. لكن (ورثة ابليس) وهم أهل الفيد والسرقة.. الخ يريدون اليوم دفنها، لأنها تقف بصلابة إلى جانب قضايا المقهورين حتى أولئك المقهورين والمستضعفين من أهلنا في الشمال يريدون دفنها اليوم على طريقة (ندفنها بأي وسيلة قبل ان ندفن نحن) لذا هزوا الأرض ارفعوا الصوت المدوي قولوا: لن تخرسوا «الأيام» مهما كان الثمن، هي بالنسبة لنا الخط الأحمر، لأن الحرية هي الخط الأحمر الوحيد.

اذا قبلنا أن يخرس هؤلاء الفسدة الذين تحولوا اليوم الىمليونيرات ومليارديرات من ظهرنا، من ثرواتنا ويدفنون هذه الصحيفة معنى ذلك قبولكم كلكم دفن قضية الجنوب، لأن المقال يقرأ من العديد من الناس، لكن الخبر تتناقله كل وسائل إعلام العالم.. ولقد نصحت أحبائي هشام وتمام منذ زمن بأن هؤلاء الفاسدين لن يقبلوا رفضكما لمقالاتنا، سوف يطلبون المزيد لأن حرصكما الشديد على تجنيب الوطن البلاياء والمصاعب والمحن وعلى وحدة القلوب والنفوس سيعتبرونه الخوف منهم وهم أكبر الجبناء لأن الناهب والباسط على أملاك أي مواطن هو جبان لا يملك الشجاعة ولا الضمير .

يا شرفاء وأبطال الجنوب كان بإمكان «الأيام» الرضوخ لهذه السلطة ومراكز القوى والفساد التي امتلأت بكل الغطرسة والعنجهية ونظرة الاستعلاء وكان بإمكان أحبائي: هشام وتمام لو أرادوا بيعنا -أي بيع قضية الجنوب- لحصدوا الملايين لكنهم مازالوا صامدين برغم العواصف والمحن.

لقد آن اليوم الأوان ليعرف فسدة اليمن أننا لن نجعل صحيفة «الأيام» مجرد دمعة على جثمان الحرية.. أي علىجثمان قضية الجنوب فهل تعقلون قولي الواضح أم أطلق عليكم (على الصامتين) وصمة عار الصمت على خيانة صحيفة نذرت اليوم نفسها من أجل قضاياكم أيها المقهورون داخل أرضكم؟ ولا أريد الإطالة فما زال في العمر بقية وللمقالات بقية عندما يحصحص الحق.. وإني منتظر رد البركان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى