رفقا بحكام كرة القدم ياهؤلاء

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> الأزمات تأتي عارضة، وفي رياضتنا مزمنة، الأزمات غالباً ما تكون عابرة، وفي اتحاداتنا الرياضية مستحكمة، الازمات نادرة، وفي محيط رياضتنا وكواليسنا دائمة ومستمرة بل ومتوالدة ومستنسخة،والتحكيم في كرة القدم في بلدنا يعد من الأزمات المستعصية الدائرة رحاها في كل ملاعبنا.. ودعونى اتوقف بكم هنا عند مسألة مهمة وهي مسألة مهاجمة الحكام من قبل المدريين والإداريين،وإطلاق تصريحات رسمية مثل:الحكام يستقصدون فريقنا.. الحكام ضدنا.. الحكام لا يريدون نادينا يصعد..والحكام لا يريدوننا نفوز بالبطولة..الحكام لديهم تعليمات بتهبيط فريقنا.. مع احترامي لمطلقي هذه العبارات، والتي قد تكون نابعة عن قناعة شخصية بمحتواها، وقد تكون لها أهداف أخرى.

وأنا ومن منطق الانصاف والحياد ومن ملابسات أخرى تنطلق من الواقع أخالف ذلك الكلام وأعتبره عاطفياً وذاتياً لايستند إلى مبررات مقنعة، بل هو مبرر لاهتزاز الفريق أو اخطاء لم يجد لها هؤلاء مبرراً غير الحكام.. وكلامي هذا لا يلغي هفوات الحكام الفادحة، ولا يبرىء ساحة التحكيم من الضعف وفي المقابل لا يعترف بشيء إسمه تحامل الحكام على الأندية بالصورة التي تراها الأندية وتدعيما لصدق وجهة نظري ليس هناك أي ناد يمتدح التحكيم والعكس تماماً فالكل يشتكي..أما بيت القصيد في التحكيم والحقيقة المرة، هو أن مستوى حكامنا في الغالب ضعيف وهش، لا يساعدهم على تحقيق العدالة، ففاقد الشيء لا يعطيه، والسبب التحكيم في بلادنا دار مفتوحة الأبواب والشبابيك إذ لا معايير في الاختيار، ولا ضوابط وشروط فيمن يريد الالتحاق بالتحكيم، لذا تجد منهم النحيل الذي لا ترى غير ملابسه، والسمين الذي يا «دوب» يسبق السلحفاة، وثقافة رياضية سطحية، وقصور في الفهم يجعلهم يقعون في أخطاء سهلة، وضعف في الشخصية، وردة الفعل بطيئة فالحكم يحتاج إلى أقل من الثانية كي يشاهد ويعرف ويقرر، ومربط الفرس أن الكثير من حكامنا مركبون على التحكيم تركيباً.. فقد جاءت بهم الواسطة والمحسوبية، أو الاختيار الخاطئ، لذا فلا حرج عليهم عندما يقعون في الأخطاء، ويحولون ساحات الملاعب إلى عراك،وصراع بالأيدي والأرجل والرمي بالحجارة، ولا هم يستحقون الأوصاف والنعوت القاسية.. صحيح أنهم لم يحترموا قدراتهم وإمكانياتهم، ولكن الإشفاق عليهم أولى فهؤلاء لا يستطيعون التحامل لأنهم لا يملكون القدرة،فالتوبيخ يوجه إلى القيادات العليا،وإلى من قبلهم من دون شروط ومعايير، وبالإعتماد على هذه الحالة المزرية في سياسة إعداد الحكام، فنحن إلى اليوم لم نستطع تعويض السلف المقتدر طيبي الذكر، ولم نهيء حكاماً يملأون عيون الاشقاء في الخليج طبعاً غير المساعد المتألق أحمد قائد.. وكيف نملأ عيونهم ونحن أصلاً لا عبين ومدربين وإدارات غير مقتنعين بهم؟ّفألف تحية لجيل السنهوب وناجي وبهيان وبن عمرو وسعد خميس، وكل التقدير للقلة القليلة من حكام اليوم، ممن أثبتوا قدراتهم، والدعوة للبقية بإثبات قدراتهم أو المغادرة بعزة وكرامة، ورحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى