لاعاد ترجع أيام البطابط!

> سعيد عولقي:

> السوق الجديد حق الصيد اللي ابتنى في صيرة تحت القلعة مكان السوق القديم يا شيخ قدام المحطة حق البترول عرفته أيوه.. يا أخي هذا السوق بصراحة آيه ونهاية فخم جداً وفخر لمحافظة عدن وبالذات لمديرية صيرة.. لكن ياخسارة العين بصيرة واليد قصيرة فمن يوم ما أفتك هذا السوق والسمك تتصاعد أسعاره إلى أعلى وأعلى وأصبحت نار يا حبيبي نار.. كنا في الجسه حقنا نتكلم ونحش ونتحاشش - يعني كل واحد يحش على الثاني زي الغنمة اللي تعايب على الكسبة - وفجأة إذا باللحجي حسين يغني بعلو صوته «قلبه كان سالي ضيق به الخبر» أيش من خبر اللي ضيق به- أو ديق به - كما ينطقها؟ قال:«ديق بي الخبر حق الصيد الغالي لما وجعتني قصمتي.. ما فيش صفاط ما في إلا من ألف وفوق.. وعادني قلت لا شيء با أحصل لي جمبري بيت لي منه واحد كيلو.. تقول من كم الجمبري؟» وأنا بدوري نقلت السؤال بسرعة إلى حسن فرور الذي قال:«أيش أصله هذا الجمبري؟» وضحت له أن المقصود هو الجنجا (بتعطيش الجيم الأولى وترك الجيم الثاني بدون تعطيش لأنه لو زاد التعطيش با نصاب كلنا بالزكمة الخبيثة) قال حسن:«والله أنا مالي علم من كم ذلحين وما عاد ليش أية علاقة به.. آخر مرة أذكر هذا الجنجا في عزومة استوت بالأستيمر بوينت (التواهي) بمناسبة انتخاب أو تعيين الأستاذ حسن علي بيومي رئيس وزراء لعدن.. قام المنصب صالح الله يرحمه ومد لي يقرم منه هذا الجنجا اللي تقولوا عله الدمبجري، بصراحة أنا ما عجبناش بس أكلت حق حيا وحشمة للموقف.. وكنت أسمع أهل أول يقولوا على الإنسان اللي ما عنده دم أنه زي الجنجا!». سألت حسن:«يعني قصدك من من الجالسين بهذا الكلام؟» استقام حسين النعج اللحجيو على قولة عبدالله هوجلان وقال:«يا أخي قوم بانروح صيرة قده وقت.. بعدين مش عاد بانحصل صيد حسين (حسين يعني مليح)». كان فؤاد حمدي حتى الآن يتسمع وهو ساكت.. وبعد طول صمت قال:«والله انتو ما لكم إلا الحزب كان يسوقكم كل يوم بالصيد البطابط من فجر ربي وأنتم طابور لما قريب الظهر ذلحين تشتوا تبطروا» قال فرور:«أما هو من صدق يا وليد من كان يصدق انه في الليل بايحصل في أي مكان صيد في ذيك الأيام؟» قال حسين مشيراً بيده نحو يوسف المرفدي:«كلمه.. قل له..» قال حسن فرور داعياً ويرفع يديه: «اللهم لك الحمد والشكر ويا نعمة الله دومي!» قال فؤاد حمدي:«تمام ما اختلفناش ياعاقل لكن شوف السعر من كم؟ حد مننا يقدر يشتري؟» قال حسن فرور بعزم:«يا شيخ بيت الأقل أنك تشوف الشيء قدامك حتى ولو ما أشتريتش واليوم اللي تقدر تشتري اشتري» قال عبدالله علي:«أيوه ياشيخ خاف من الله مش كل يوم بطاط لما قرحت بطوننا.. خافوا من الله.. أيش نسيتوا أنه الاستعمار السوفيتي كان يسرقنحنا عيني عينك؟» قلت لعبدالله مناكفاً: «لا يا أخ عبدالله مش الاستعمار السوفيتي قول الصديق الصدوق الاتحاد السوفيتي العظيم نصير الشعوب المدحملة اللي ما زادوش من بعده وبسبته إلا أكثر تدحملاً» قال اللحجي حسين:«ذلحين باتخلونا نروح نشوف لنا عشاء وإلا باتتكلموا في السياسة هيا اليوم شعوه (وأخذ يغني) قلبي كان سالي ضيق بي الخبر».

عندما عقدنا العزم على التوجه إلى سوق الصيد بصيرة واللي يقول لمثله أهل الحديدة (أم مصياد) قال حسن فرور:»في معاكم ختمة؟» أستغربنا قال النعج:«يه معي القرآن فوق البابور لايش يعني لشوه تسأل على القرآن؟» قال الأخ المحترم حسن بن فرور رعاه الله:«لأنه لما باتتبايعوا انته والصياد.. بايحلف لك يمين بالكذب أنه السعر اللي انته تطلبه مش حتى حق المشترى حق الصيد ويمين ودين ورب العالمين.. هيا أنته قل له إذا مستعد يتقلد ويحلف من صدق خرج له الختمة الشريفة وحلفه عليها يقول لك بالسعر الحقيقي». أنا بصراحة هذيك الليلة بكيت.. بكيت من صدق وقلت لهم:«يا جماعة حرام عليكم وعلى أيمانكم.. ذلحين نحنا رايحين نشتري مركب.. وإلا بانشتري قليل صيد للعشاء؟». وبعدين ونحنا نأكل خطر ببالي سؤال:«نحنا من الدول الغنية بالثروة السمكية ونصدر منه كميات كثيرة يروح كثير من مردودها شاولي باولي.. على كل حال.. ما دمنا دولة غنية بالأسماك فأيش علاقة سوقنا المحلي بالأسعار الدولية؟ وإلا هو كذب سياسي وفشكرة وبس.. نشتي نعرف كل شيء.. ليش هذا الغلاء وفين تروح الفلوس ونشتى معالي الأستاذ وزير الأسماك يروح البرلمان ويطرح يده على الختمة الشريفة ويحلف يمين بايتحاسب عليه يوم الحساب العظيم».

نشرت في 8 نوفمبر 2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى