اللاجئون العراقيون في سوريا بين الخوف والحنين للوطن وفقدان الامل

> دمشق «الأيام» آن-بياتريس كلاسمان :

> أضطر أكثر من أربعة ملايين عراقي لمغادرة بلادهم منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين,واستقر معظم هؤلاء في دول مجاورة مثل الجارتين ، الاردن وسوريا حيث يتم استقبالهم بالترحاب كضيوف من ناحية ولكن ينظر إليهم من ناحية أخرى على أنهم ضيوف مؤقتون.

وعلى الرغم من أن اللاجئين العراقيين لا يتضورون جوعا إلا أن وضعهم يزداد صعوبة.

ففي سوريا على سبيل المثال التي زاد عدد السكان المقيمين فيها بنسبة عشرة بالمئة بسبب موجة اللاجئين العراقين ، يتصاعد الحنق على وجود نحو 4ر1 مليون لاجئ لانهم يزاحمون أبناء البلد في أماكن السكن و المواد التموينية المدعومة.

ويستشعر اللاجئون العراقيون الضغينة المتزايدة ضدهم ولذلك يفضلون البقاء سويا مما يؤدي إلى موقف شديد الغرابة فأبناء العراق من السنة والشعية والمسيحيين الذين فشلوا في التعايش السلمي داخل وطنهم يبنون الان في الغربة بشكل أو بآخر مجتمعا متضامنا يواجه نفس المصير.

ويقول المواطن العراقي السني وليد الذي يدير مع زميل له مكتبا لخدمات النقل في دمشق: "يحاول العراقيون الذين وصلوا إلى سوريا إلقاء الاحداث البشعة التي عاشوها في وطنهم وراء ظهورهم لكنهم لا ينجحون في ذلك .. نحن في العراق كل يوم بقلوبنا وعقولنا".

وأضاف وليد أنه لا يمكنه تحديد الموعد الذي سيتمكن فيه من العودة للعراق مرة أخرى.

وأكد السائق ذو الرقبة المكتنزة و الشارب الرفيع: "يتعايش الناس مع بعضهم ولكن الاحزاب والميليشيات لا تتركهم في سلام".

وبجوار مكتب وليد يوجد مقهى للانترنت يحمل إسم أخطر الاحياء في بغداد حاليا "الدورة".

وفي وقت الظهيرة يذهب وليد إلى فرع مطعم "القاسم" على بعد نحو 100 متر والذي افتتحه صاحبه - المالك لمطعم شهير يحمل نفس الاسم في بغداد - لابناء وطنه الذين يتملكهم الحنين للوطن.

ويعمل المكتب العراقي الذي يحمل إسم "الوادي" ويتخذ من منطقة جارامانا جنوبي دمشق والتي تسكنها أغلبية عراقية مقرا لها ، في مجال نقل الرسائل والبضائع واللاجئين بين بغداد ودمشق.

ويعمل سائقو المكتب أيضا في مدينة الموصل شمال العراق وفي محافظة الانبار غرب العراق ويدركون مخاوف ومآسي اللاجئين العراقين ربما أفضل من بعض العاملين في مجال الاغاثة.

وفي صباح أحد أيام آب/أغسطس الحارة جاء إلى المكتب رجل شيعي يطلب تأجير مركبتين للعودة إلى بغداد بعد أن كان جاء مع أحد أقاربه إلى سوريا للعلاج.

وهذا رجل سني آخر جاء إلى المكتب بحثا عن وسيلة رخيصة للسفر إلى مدينة الفلوجة التي تشهد أحداثا ملتهبة وهناك أيضا اثنان من المسيحيين جاءا إلى الشركة ليتأكدا إذا ما كان والدهما الذي عاد إلى العراق قد وصل بسلام أم لا.

وكان السائقون في المكتب قد فقدوا أحد زملائهم قبل أربعة أشهر حيث وصل السائق إلى بغداد ثم اتصل بأسرته عن طريق الهاتف المحمول عندما استوقفه أحد الجنود. وبعد فترة قصيرة عثرت أسرة السائق على جثته. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى