الظلام سيد الموقف..كهرباء القبيطة بين خلافات المسئولين وأنين المواطنين

> «الأيام» أنيس منصور:

>
كثيرة هي المشاريع الخدمية التي كلفت الخزينة العامة مبالغ طائلة معظمها قروض تتحول إلى مشاريع خاصة يستأثر بها بعض الذين يتمتعون بشيء من النفود، ومن بين تلك المشاريع مشروع كهرباء القبيطة الذي يتم تنفيذه حاليا لتغطية مناطق المديرية بالتيار الكهربائي وقد ظهرت مؤخرا خلافات ومهاترات بين مراكز قوى في الدولة تطاير شررها إلى جميع نواحي المديرية بشكل ينذر بعواقب وخيمة وخسران مبين والضحايا هم المواطنون الذين يتعاظم فوقهم الشقاء.

في هذا التحقيق نرصد انطباعات وآراء جهات رسمية وشعبية ومستفيدين لنضع استنتاجات وحقائق، وتوجيه نداءات من منازل غارقة في الظلام إلى عناية وزير الكهرباء ومدير المؤسسة العامة .. فإلى التفاصيل: الحديث عن كهرباء القبيطة له نكهة بطعم العلقم وتفاصيله تضحك وتبكي.. ففي الوقت الذي يتنعم فيه أهالي اليوسفين بضوء الكهرباء منذ زمن - باستثناء مناطق النبي شعيب - وكذلك عزلة الهجر بكل مواطنيها في رغد من الضوء الكهربائي (اللهم لا حسد) فإن عزلتي القبيطة وكرش حدّث ولا عجب فمناطق ثوجان والرماء والكعثل والنويحة وعلصان وذر والقيفي بالصبيحة كرش لم يصل إليها عصر الفوانيس بعد، ويلجأ القاطنون إلى صناعة القماقم (المسرجة) وهي عبارة عن علبة زجاجية تملأ بالجاز بعد إحكام الغطاء، ثم يقومون بإشعال الفتيل ويسامرون البؤس.. وقلة قليلة مدنيون متحضرون يستخدمون الفوانيس والشمع!!.

الواقع أكد أن انعدام التيار الكهربائي هو القاسم المشترك بين أهالي القبيطة وكرش، وجزء لا يتجزأ من واقع مرير وظلمات بعضها فوق بعض يضيع في غياهبها أبناء السعادنة والمراكشة وحدابة، أما منطقة ثباب التي يتغنى المسئولون بالاستبسال في خدمتها فقد وصلت إليها خطوط الشبكة الحديثة، وفيها مشروع كهرباء وهي قريبة من عزلة اليوسفين، لكن القضية التي قصمت ظهر المتعجرفين وخرج من أجلها مئات المعتصمين وتوالت علينا بشأنها الاتصالات الهاتفية فهي موقع المحطة الكهربائية التحويلية هل في ثباب أم في نجد الوزف ثوجان عاصمة المديرية وريحانتها؟.. هناك أطراف وأقطاب ترى أن المحطة الكهربائية مكسب حكومي انتخابي استعدادا للانتخابات القادمة، وأهالي القبيطة وكرش النائمون على فتيل المسرجة والفوانيس لم يستطيعوا التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود من كل ما حدث من صراعات.

> في اتصال هاتفي قال الشيخ محمد عبدالرب ناجي، رئيس مجلس وجهاء جمعية القبيطة: «قضية المحطة وموقعها طرأت عليها خلافات سياسية انتخابية.. وهناك دارسات هندسية سابقة على أن تكون المحطة الكهربائية التحويلية في موقع الموالدت الحالي في ثباب».

> وتحدث م. عبداللطيف هزاع بالقول: «إن موقع المحطة في ثباب له أهمية، وهناك مراسلات ووثائق تؤكد ذلك». وعزز الأخ هلال شاهر حميد، عضو محلي المحافظة عن المديرية الكلام السابق بأوراق من نائب المحافظ إلى مدير المؤسسة العامة للكهرباء وتوجيهات تطلب التكرم بسرعة تركيب المحطة التحويلية في ثباب تجنبا لحدوث مشاكل بين المواطنين.. وقد عرض علينا د.عرفات علي القباطي وثائق ودارسات هندسية وموافقة من محافظ لحج السابق إضافة إلى محرر كتابي بقلم النائب أحمد سيف حاشد، جميعها تثبت أن أفضل موقع للمحطة التحويلية هو نجد الوزف ثوجان.

ويساند د. عرفات في هذا الطرح عدد من أعضاء المجلس المحلي وجميع أهالي كرش والقبيطة نظرا لتوفر كثير من المقومات منها توسط منطقة ثوجان جميع قرى وعزل المديرية، والحرمان والظلام الدامس لمناطق الجهة الجنوبية، فإذا كانت المحطة في ثباب فإن قوتها الاستيعابية لن تصل إلى سهول وقرى كرش.

> عضو المجلس المحلي لكرش داود عبده صالح وعلي جازم القاضي أبديا سخطهما واستياءهما من الممارسات المناطقية ضد كرش وأهلها «والدليل على ذلك تركيب أعمدة الكهرباء ووصولها إلى مناطق على أطراف كرش، بالإضافة إلى زحزحة المحطة الكهربائية من موقعها الأصلي نجد الوزف إلى موقع تستفيد منه قرى ومناطق تابعة لمحافظة تعز».

أحاديث لشخصيات يحترمها الجميع

> التقينا بالشيخ محمد منصور عبدالرحمن فقال: «نحن مع مصلحة المديرية وخدمة الناس وتوصيل التيار الكهربائي إلى جميع مساكن المديرية، أما أن يكون كل واحد يريد المحطة بجانب بيته فهذا غير صحيح ومرفوض .. وعلى الأطراف المختلفة ترك التعصب الحزبي والمناطقي وتقديم المصلحة العامة فوق كل شيء».

> الأخ خالد علي مقبل الصوفي قال: «أهالي مديريتنا دمرتهم الصراعات والخلافات فيما بينهم البين، والخلاف عمره ما خدم الناس، وأنا أخاف أن يكون خلاف المسؤولين سببا رئيسا لذهاب المحطة إلى مديرية أخرى، والله سبحانه تعالى يقول ?{?ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم?}? ومن العيب حتى أن نذكر أن هناك مسئولين مختلفين على موقع المحطة الكهربائية».

> أما مدير عام القبيطة لحسون صالح مصلح فقال: «نحن أمام صراع أقطاب.. والمحطة التحويلية الكهربائية يحدد موقعها مهندسون وفنيون مختصون هم أدرى وأعلم.. ويجب أن يتركوا ليقوموا بعملهم حتى لا يكون الناس هم ضحية هذا الصراع.. فهذه مشاريع خدمية حكومية تنزل وفق استراتيجية وخطط الدولة، والذي يريد أن يعمل دعاية انتخابية مبكرة فليعملها بجهوده الشخصية ولا يتدخل في مشاريع الدولة».

من صور المعاناة والتهميش

إذا أردت أن تكشف حجم المعاناة التي يكابدها سكان الرما وعلصان وشرار، فستجده في أمراض التنفس جراء استنشاق دخان القماقم، أما صيحات الجربية والصبيحة فتجدها في استغاثاتهم المدونة منذ عشرات السنين وهم يكابدون المرض والظلام، ويشعر الثوجانيون وبني حماد والمطارفة والمخاديم في ذر وعلصان أنهم مواطنون من الدرجة الصفر في ظل التمييز، ويعانون تدخل الشخصيات المتنفذة لنقل المحطة من نجد الوزف إلى ثباب.وقد وجدنا عشرات المواطنين الساكنين في الكاذي وعراصم والاغبرية والنبي شعيب يتساءلون عن وعد مسئولين وبرلمانيين وأعضاء مجلس محلي بالكهرباء النووية.. أين هم الآن؟ لم يعد لهم أثر مثلما كانوا قبيل الانتخابات. وتساءل هؤلاء المواطنون «متى تجد الكهرباء طريقها إلى منازلنا؟».

وتلقت «الأيام» رسالة من 470 مواطنا ومواطنة مذيلة بأسمائهم تطالب بأن يكف المتنفذون عن متابعاتهم لتغيير موقع محطة نجد الوزف ثوجان الكهربائية، والابتعاد عن تسييس الخدمات التنموية، ورحم الله امرءاً عرف معاناة ثوجان وكرش، فالظلام هو سيد الموقف فيهما.

نداء استغاثة إلى الوزير

من سفوح الجبال الغبراء بالنحيلة وقنقنان وكنحان بمديرية القبيطة، ومن سهول ووديان الصبيحة، ومن تحت أشجار أراضي حدابة بعث المواطنون المقهورون رسالة استغاثة مصحوبة بأنين إلى الأخوة وزير الكهرباء، ومدير الوحدة التنفيذية، ومحافظ لحج للنظر إلى معاناتهم وعذاباتهم بعين المسؤولية، وتوصيل التيار الكهربائي إلى مساكنهم وتركيب المحطة التحويلية الكهربائية في نجد الوزف ثوجان، وتوقيف المساعي الحثيثة التي تريد تغيير موقعها..

كما عبر هؤلاء المواطنون عن يقينهم بأن توصيل الكهرباء إلى منازلهم حق دستوري وقانوني على الدولة، بعيدا عن السياسة والدعايات الانتخابية والمرشحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى