رثاء الدكتور فرج بن غانم رئيس وزراء اليمن الأسبق - رحمه الله وطيب ثراه

> «الأيام» عادل نجيب درهم نعمان/عدن

> إنه زمن الندرة التي إن منحتك خيرا لا تخش شيئا سوى ضياعها، زمن حُبس الخير في جوف صاحبه.

وإن منحته الصدفة ثقبا بسيطا ليخرج منه إلى النور لا يوشك أن يكمل خروجه حتى يعيده الزمن إلى أدراجه فيأكل الضمير صاحبه حتى يموت.

زمن قلت فيه المنافع وأصبح الحق فيه ضائعا، وغدت المشاعر لا تثار إلا بالفجائع، نبكي فيه على أنفسنا قبل أن نبكي غيرنا، جمعتنا فيه الأحداث، وفرقت بيننا وبين محبينا الأجداث.

فلا تسمع عن شخص ملأ نور صدقة الآفاق إلا في مكروه أصابه..

فإلى جنة الخلد يا أبا الخير فرج.

اينقصنا بهذا الظرف غبن

وما للموت بعد اليوم حزناً

فقدنا اليوم للخيرات مجنى

فقدنا من غدا للشعب ركنا

وداعاً أيها الغالي علينا

فراقك قد أسحّ الدمع مزناً

سنبكي .. نملأ الانهار دمعاً

ونبني للمآسي فينا سجنا

سنبكي من فراقك كل حين

ولن ننساك يا فرج ما عشنا

ستبقى رغم موتك فينا حياً

وتحيا ما حيا الإخلاص فينا

لقد أرسيت فينا كل خير

فكنت لشعب حمير نعم ابنا

وحاربت الهوى بكل عزم

وما أغرتك أموال ومبنى

وقد أدركت أن الخير باق

وأن الشر يوماً سوف يفنى

فكنت لمغريات الدهر خصماً

فلم تفتح لها عينا وأذنا

وقد أوكلت أمر الشعب حيناً

فما أغمضت يوما عنه جفنا

وحاربت الفساد بكل جهد

ولم تحتج لقول الحق إذنا

وجدنا فيك نور الحق دوماً

وحين تركت أمر الشعب تُهنا

لقد قدمت للأوطان خيراً

وقد فارقت هذا الشعب مضنى

هي الأقدار تفعل ما تشاء

وتحكم فينا شئنا أم أبينا

وتأخذ مننا الأحباب كرهاً

وتمنحنا الثبات إذا ابتلينا

عزانا فيك يا فرج بليغ

فموتك زاد فينا الضعف وهنا

لقد أبكى رحيلك كل حر

وأوقع في صميم القلب طعنا

ستبقى بعد موتك رمز خير

لهذا الشعب قرنا بعد قرنا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى