وتلك الأيــام .. مات بن غانم وبقيت روحه تسكن قلوب الوطنيين الشرفاء

> حسن بن حسينون:

> رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته وجعله من الصديقين. لقد غاب عن دنيانا هذا الرجل العظيم الذي سكن القلوب وأرواح اليمنيين وأفئدتهم وهو حي وستظل روحه الطيبة وهو إلى جوار ربه تسكنها إلى أن يشاء جل جلاله .

كان مؤمناً وطنياً صادقاً ومخلصاً لوطنه ولشعبه منذ نعومة أظفاره في المدرسة والمنزل، في الشارع والحي وخاصة عندما بلغ الرشد في المدرسة المتوسطة بغيل باوزير من خلال تلك المواقف الوطنية مع بقية زملائه الطلاب وحركاتهم الطلابية المنددة بسياسة الاحتلال والظلم والاستبداد ، وقد عاشت معه تلك الروح الوطنية الوثابة إلى أن وافته المنية رحمه الله .

ليس من السهل على الإنسان في مكانة فرج بن غانم أن يقدم نفسه ويعرف نفسه حتى يفهمه الآخرون ويقتدوا به وبأفكاره ورؤاه وسياساته تجاه مختلف القضايا الوطنية. وعندما كان يعين أو يكلف في هذا المنصب أو ذاك خلال فترة التشطير وما بعد الوحدة كان يعتقد أن أعماله والإجراءات التي اتخذها قد سبقته إلى عقول وسلوكيات المسؤولين في الحكومات والقيادات الحزبية الحاكمة لكنها مع الأسف بدلاً من الاقتراب منه ومساعدته وشد أزره في تحقيق الأهداف والطموحات الوطنية، ظلت تبتعد عنه أكثر فأكثر حتى تتم محاصرته ويصل إلى مرحلة اليأس والإحباط، عندها يتخذ موقفه الوطني حتى لا يبقى شاهد زور في حكومات الواق واق المتعاقبة، وآخر تلك المواقف تقديم استقالته من رئاسة الوزراء .

ومع أن الجميع يدركون جيداً من هو فرج بن غانم، كما أنه هو أيضاً يدرك حقيقة الواقع الاجتماعي القبلي المتخلف وعصبياته لكنه ظل يحلم ويحلم ويعتقد بأن الزمن كفيل بتغيير عقول وممارسات المسئولين غير أن كل تلك الأحلام كانت عبارة عن أوهام وتهيؤات تبددت عندما وصلت إجراءات وطموحات بن غانم الأعصاب الحساسة لعقلية القبيلة وثقافة القبيلة التي تتحول إلى جلمود من الصخر لا يمكن زحزته عندما تصبح المصالح على مرمى من الخطر.

وفي الفترة القصيرة التي شغل فيها رئاسة الوزراء بعد 1994م فقد لعب دوراً كبيراً في تطبيع الأوضاع وكبح جماح دعاة النصر المزعوم والحد من تماديهم في ارتكاب مزيد من الانتهاكات غير الوطنية وغير الوحدوية.. ورحم الله بن غانم الإنسان المؤمن .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى