لا حد يكلم سعد

> صالح علي السباعي:

> كثيرون تعرضوا للظلم والتعسف وحرم الكثيرون من الوظيفة العامة أو من قطعة أرض للسكن وتعرض الكثيرون للتسريح من وظائفهم دون وجه حق ومن بقي في الوظيفة يعاني مرارة الحرمان والتهميش وإذا اشتكى لا يجد من يسمع صوته وهناك من يهمس في أذنه ويقول إن هذا المسئول مدعوم لا يقدر عليه أحد. وطالما الأمر كذلك لا حد يكلم سعد.

إلا أن سعداً بقي على غيه وتمادى ولم يجد من يردعه في ظل غياب الرقابة وانشغال رجال السلطة الكبار بجمع الثروات وبناء العمارات وتأسيس الشركات والحديث عن الإنجازات.

إن انشغال الكبار وتغاضيهم عما يفعله الصغار أدى إلى ظهور المزيد من (السعدا) أخوان سعد في كل مؤسسات الدولة الأمر الذي أدى إلى اهتزاز الوضع الاجتماعي في معظم مناطق الدولة ولايزال، وما أن هدأت المدافع في صعدة حتى لعلع الرصاص في مأرب وأماكن أخرى وفي ذمار نادى شيخ المقادشة بإخراج أهل الحدا من العاصمة الذمارية وقبل ذلك فعلها شيخ الجعاشن عندما قام بالاستيلاء على الأرض وطرد سكانها.

ورغم أن الدولة تعرف كل ما يدور وتسمع ما يفعله سعد وإخوانه من السعاودة الآخرين في أماكن أخرى إلا أنها لم تحرك ساكناً رغم أن تلك الحوادث تهدد السلم الاجتماعي وتزهق فيها الأرواح.

الأمر الوحيد الذي حرك الدولة واستنفر الجيش والأمن لينزلوا إلى الشوارع من أعلى درجات الاستعداد هو اعتصام العسكريين الجنوبيين لأن هذه المرة اتفق السعاودة على إظهار هيبة الدولة وقمع الاعتصام بصورة عنيفة لم يسبق لها مثيل في الداخل أو في الخارج، وتناسى هؤلاء أن الجيش والأمن قد يصنعان الحرب ويبدآنها لكنهما بالتأكيد لايصنعان السلام، وصعدة أقرب مثال لأن أي مجموعة مهما كانت قليلة في نظر البعض يمكنها أن تقلق السلم الاجتماعي لأكبر البلدان وأقوى الجيوش وطالما الأمر كذلك فلابد من حديث السلام والجلوس بهدوء لمناقشة كل المظالم وإيقاف سعد عند حده.. وأن لا يكون هناك فرق بين سعد وسعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى