محاكمة عراقية تبعث ذكريات أليمه "لخيانة أمريكية"

> بغداد «الأيام» روس كولفين :

> يمثل 15 عضوا سابقا في نظام صدام حسين امام محكمة تدعمها الولايات المتحدة غدا عن دورهم في سحق انتفاضة شيعية عام 1991 لكن كثيرا من الشيعة مازالوا يتحدثون بمرارة عن خيانة أمريكية.

ومن المرجح ان تثير المحاكمة مجددا الجدل حول قرار الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الأب بعدم غزو العراق بعد ان أجبر القوات العراقية على الخروج من الكويت في حرب الخليج عام 1991.

ومع عدم وجود تهديد بالغزو تمكن صدام آنذاك من استخدام وحدات حرسه الثوري الخاصة لقمع سريع للانتفاضتين اللتين اندلعتا في الجنوب الشيعي والشمال الكردي بعد ايام قليلة من وقف إطلاق النار الذي انهي حرب الخليج في 28 فبراير شباط.

وقال بوش آنذاك إنه بينما كان يأمل في تمرد شعبي يطيح بصدام حسين لم يرد تقسيم الدولة العراقية كذلك خشى من انهيار التحالف الدولي الذي ضم دولا عربية تمكن من ضمها للتحالف.

وقال محمد الجواهري 32 عاما ويعمل طبيبا في مدينة البصرة جنوبي البلاد "لايسعنى إلا ان اضحك عندما اسمع السياسيين الامريكيين يتحدثون عن نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط. انا اسألهم لماذا إذن سمحتم لصدام بقتل النساء والاطفال عندما انتفض الشعب العراقي ضد ديكتاتوريته؟"

واطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003 أخيرا بصدام اخيرا وذهب الرئيس جورج بوش الابن إلى أبعد مما ذهب إليه أبوه ظاهريا بتعقب اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها ابدا.

وقالت شرطة البصرة أمس الإثنين إنها كشفت عن مقبرة جماعية تحتوي على جثث 15 شابا اعدموا خلال انتفاضة 1991. وعثر على المقبرة أثناء إعادة رصف طريق وقال العقيد كريم رحيمة رئيس شرطة الحيانية "وفقا للشهود وجدت اثار طلقات نارية على الجثث .. لقد اعدمتهم فرق الموت في النظام البائد في 1991."

وكان سفير الولايات المتحدة السابق في العراق زلماي خليل زاده قد قال خلال حفل لتوديعه في مارس اذار "اشعر اننا لم نفعل الصواب بعد حرب تحرير الكويت واشعر اننا اخطانا فيما يتصل بتركنا عراقا يخضع لعقوبات وصدام."

ومن بين الخمسة عشر الذين يمثلون للمحاكمة ابن عم صدام حسين على حسن المجيد ومسؤولان عسكريان كبيران حكم عليهما بالفعل بالاعدام في قضية الحملة التي شنها النظام ضد الاكراد عام 1998 وقتل فيها عشرات الالف والتي عرفت بقضية الانفال.

وتشمل الجرائم المزعومة الاعدام وتعذيب المشتبه فيهم اثناء سعي قوات صدام إلى استعادة المدن والبلدات التي سقطت في أيدى المتمردين,ولاتتوفر ارقام بشأن عدد القتلى في هذه الحملة التي تضمنت دبابات.

وتقول مذكرة عن خلفية القضية جمعها مسؤولون امريكيون مشتركون في المحاكمة إن الادلة تتضمن "شرائط وتقارير لما بعد العمليات إلا انها لا تضم كثيرا من الاوامر الفعلية حيث أمر النظام بتدمير السجلات وقام صدام حسين بنفسه بتدمير هذه السجلات."

ويقول المؤرخ تشارلز تريب في كتابه "تاريخ العراق" إن المدن الشيعية المتمردة تعرضت لأبشع انتقام. وتضمنت هذه المدن النجف وكربلاء المقدستين والبصرة والناصرية والعمارة.

وبينما رحب الشيعة أمس الإثنين بالمحاكمة كفرصة طال انتظارها لتأخذ العدالة مجراها نظروا إلى اشتراك الامريكيين في المحكمة التي تضم مستشارين امريكيين بنوع من السخرية.

وقالت نهلة رازق المعلمة بإحدى مدارس البصرة "كان بوش الاب وجيشه السبب الرئيسي وراء موت الشعب العراقي عام 1991 يجب ان يكون بوش الاب اول من يحاكم عما حدث."

وكان بوش الاب قد دعا في 16 فبراير شباط قبل أيام فقط من اندلاع الثورتين مطلع شهر مارس "الجيش العراقي والشعب العراقى للامساك بزمام الامور بأنفسهم لاجبار الديكتاتور صدام حسين على التنحي."

وقال ضياء حسين 44 عام من سكان النجف غاضبا "هذه خدعة أمريكية بالامس سمحوا لقوات الطاغية بضرب وسط وجنوب العراق واليوم يحاكمونهم عن هذه المذبحة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى