التوتر السوري السعودي اساسه المحكمة الدولية وانتخابات لبنان الرئاسية

> دبي «الأيام» علي خليل :

> يرى محللون ان التوتر الذي ظهر الى العلن اخيرا بين سوريا والسعودية يعود بشكل اساسي الى قرب تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والى الخلاف حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان.

وقال المحلل السعودي خالد الدخيل لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من الرياض "السعودية مع المحكمة الدولية وتنتظر بدء عملها. ربما يقرأ السوريون ذلك على انه يتضمن شيئا من الاتهام".

كما اعتبر ان "هدف سوريا من التصعيد هو محاولة الضغط على السعودية باتجاه ان تضغط على حلفائها في لبنان لتقديم التنازل في موضوع الاستحقاق الرئاسي والمحكمة الدولية وربما تأجيل الاستحقاق الرئاسي" لاختيار خلف للرئيس اميل لحود حليف سوريا "اذا لم تسر الامور في الاتجاه الذي تريده دمشق".

واضاف الدخيل ان "السوريين يريدون العودة بالعلاقات مع السعودية الى ما قبل اغتيال الحريري" في شباط/فبراير 2005 والذي اعقبه انسحاب القوات السورية من لبنان.

وكانت السعودية اقرت بدور قوي لسوريا في لبنان بعد اتفاق الطائف الذي رعته في 1989 والذي وضع حدا للحرب الاهلية بين اللبنانيين.

الا ان الرياض تقدم الآن دعما قويا لحكومة رئيس الوزراء المعارض لسوريا فؤاد السنيورة بعد اغتيال الحريري الذي كان يحمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية والذي كان مقربا جدا من العائلة المالكة السعودية.

وازداد توتر العلاقات بين الرياض ودمشق الصيف الماضي عندما اتهمت السعودية ضمنا حزب الله الشيعي اللبناني بالتسبب باندلاع الحرب مع اسرائيل التي استمرت 34 يوما.

واثار الرئيس السوري بشار الاسد غضب عدة زعماء عرب عندما وصف "بانصاف الرجال" الزعماء الذين انتقدوا حزب الله.

وكان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع اخذ في تصريح ادلى به في 14 آب/اغسطس على السعودية تغيبها عن الاجتماع الاخير للدول المجاورة للعراق الذي عقد في العاصمة السورية كما تحدث في مؤتمر صحافي عن "خلل في العلاقة بين سوريا والسعودية ليس من جانب سوريا"، معتبرا ان دور السعودية في المنطقة "شبه مشلول الان بكل اسف".

كما اكد الشرع ان اتفاق مكة المكرمة الذي رعته السعودية في شباط/فبراير بين الفصائل الفلسطينية والذي اسفر عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، "تم انجازه في دمشق" في الاساس متهما المملكة بالفشل في تامين الدعم الاميركي اللازم للاتفاق.

وفي خطوة لا تتناغم تماما مع تقليد الدبلوماسية السعودية الهادئة، ردت الرياض بقوة على كلام الشرع متهمة اياه بالسعي الى الاساءة الى صورة المملكة، وموجهة ايضا تهمة مبطنة لدمشق بالعمل على "نشر الفوضى والقلاقل في المنطقة".

من جهته، قال موقع شام برس السوري ان الخلاف بين السعودية وسوريا "لم يكن وليد الساعة بل بدأ منذ غزو العراق" عام 2003 متهما الرياض بدعم هذا الغزو الذي "ضاعت فيه حضارة عمرها الاف السنين" وحول العراق "الى بازار تتنافس فيه الولايات المتحدة وايران".

كما حمل الموقع على "الموقف السعودي غير المفهوم" خلال حرب لبنان في صيف 2006 والذي كان له بحسب شام برس "اكبر الاثر في تمادي اسرائيل في عدوانها".

وكان الجليد بين البلدين بدا كانه بدأ يذوب في اذار/مارس الماضي عندما التقى العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس السوري بشار الاسد على هامش القمة العربية في الرياض للمرة الاولى منذ حرب لبنان الصيف الماضي.

الا ان الشرع قال ان الرياض رفضت خلال هذه القمة طلب الاسد عقد قمة ثلاثية سعودية مصرية سورية معتبرا ان السعوديين "لم يقبلوا ذلك ولم يجرؤوا على ذلك".

من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط الواسعة الانتشار طارق الحميد ان التصعيد في اللهجة السورية ازاء الرياض هو نتيجة "عزلة سوريا الواضحة".

واعتبر الحميد في افتتاحية نشرت أمس الأول في الصحيفة السعودية التي تنشر في لندن ان "ما لا يدركه النظام السوري انه سياسيا اصبح اداة بيد طهران في المنطقة، لا لاعبا رئيسيا كما يردد البعض".

وسوريا متهمة بدعم حركات مسلحة مناهضة للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة، الامر الذي تنفيه دمشق وانما يعتبره مراقبون انه يصب في مصلحة طهران ومواجهتها مع الغرب حول ملفها النووي.

ولكن بالرغم من التوترات التي تشوب العلاقات بين السعودية السنية وايران الشيعية بسبب الدعم المفترض الذي تقدمه طهران للشيعة في العراق، ابقى البلدان على اتصالات مستمرة بينهما بهدف تجنب حصول تصعيد مذهبي لا سيما في لبنان.

وفي هذا السياق، قال الدخيل "هناك خلاف عميق بين السعودية وايران حول العراق (...) المفارقة انه رغم الخلاف بين الطرفين هناك تواصل حول الوضع في لبنان".

واضاف "اصبحت الان السعودية تتواصل مع ايران مباشرة دون الحاجة لدمشق التي كانت صلة الوصل".

يذكر ان مسؤولا سوريا عبر السبت عن "الاسف لما جاء فى بيان" الحكومة السعودية "بشأن تصريحات منسوبة للسيد فاروق الشرع تم تحريفها".

واكد المصدر الذي اوردت كلامه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) "اصرار سوريا على عدم الانجرار الى سجالات لا تخدم سوى اعداء البلدين الشقيقين واعداء الامة العربية". (أف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى