خاب الظن يا وطن!

> «الأيام» علي غالب الصبيحي /المضاربة- لحج

> جميلة ورائعة مرحلة طفولة الإنسان لأنه يشعر من خلالها بأنه يرسم لنفسه الطموحات والآمال ويعيش كالفراشات على الزهور آمناً مطمئناً أن الارض التي تحتضنه بتربتها وهوائها ومدارسها ستواصل منحه هذا الدفء، حتى يصل إلى بر الأمان، لكن وما أدراك ما لكن! يخيب الظن، وتذبل الزهور، وتخمد الهمة ويموت الطموح في الأوطان التي تحكمها شريعة الغاب ويتحكم في أمورها الطغاة والمضللون.

استرسلت في مثل هذه الخواطر وأنا أعود بشريط الذاكرة إلى مراحل الطفولة ومراحل التعليم الأولى لأنتزع من تلافيف الذاكرة ذاك النشيد الذي كنت أردده مع أقراني في الصف الثالث ومعنا كل أطفال الوطن:

عليك مني السلام يا أرض أجدادي

ففيك طاب المقام وطاب إنشادي

فهل يا ترى تحققت هذه الأماني؟ وهل طاب المقام؟ والجواب كلا لم يطب المقام ولم يطب الانشاد حتى لعبدالله هادي سبيت الذي أبدع هذه الكلمات، بل ربما أنه يتمنى لو أنه لم يقل الكلمات أو لو لم يعيش في هذا الوطن- السجن والمقبرة.. فيا وطني أين الدفء؟ وأين الحنان وكرامة العيش؟ ثم أين المقام الطيب والكرامة المنشودة؟ لقد خاب الظن وتبخرت الآمال وأصبحت يا وطني أشبه بالكهف أو السجن الكبير وكل شيء فيك يدعو للتحسر والوجوم.. حدائقك بزهورها أصابها الذبول وعصافيرك لم تعد تغرد ولا تغني ولا سيادة فيك الا للظلم والجور والبؤس والفاقة.. نعم يا وطني لقد صرت مقبرة لقتل ووأد كل نزيه وصاحب خير، فلا طبت وطناً ولا طبت مقاماً! ولا نامت أعين الطغاة والمضللين وعلى الدنيا السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى