شذرات من حياة الشيخ البيحاني

> «الأيام» زكريا بن محمد محسن /الحود - الضالع

> ويحنا! لقد ملئت مكتبات بعضنا بكتب لا تمت للفكر الإسلامي الحق الذي يجب أن نكون من أتباعه بصلة.. حتى أن أحدهم ممن نعتبره (أور رفرنس) لغزارة ثقافته يسألني سؤالاً استفزني فيه: «في أي قرن عاش الشيخ البيحاني؟».. تصوروا!

فإذا كان ذلكم المثقف والـ(إنسايكلوبيديا) ومن هم على شاكلته لا يعرفون شيئاً عن علامة بوزن الشيخ الجليل محمد بن سالم البيحاني فما بالكم بالسواد الأعظم أصحاب الثقافة المحدودة؟! فواجب علينا أن نعلم العامة لا سيما الأمور الدينية.. ووجدت أنه من الضرورة بمكان أن أسطر ولو شذرات يسيرة عبر هذه الصحيفة المقروءة عن الشيخ البيحاني لتعم الفائدة الجميع.

اسمه الكامل محمد بن سالم بن حسين البيحاني، وقد ولد - كما ذكر في ترجمته- في السادس من شهر رجب 1326 هـ 1908م في بيحان شبوة.. وعلى الرغم من أنه كان كفيفاً منذ صغره إلا أن هذا لم يمنعه من طلب العلم الشرعي، وقد نهل في بادئ الأمر من معين والده العلامة سالم البيحاني ثم شد الرحال إلى حضرموت بمعية أخيه (عبدالإله) فتلقى علومه هناك علي يد شيخه عبدالله بن عمر الشاطري العلوي الحضرمي وبعدها توجه إلى عدن استزادة منه في طلب العلم وبقي في عدن يتتلمذ على يد الشيخ أحمد العبادي ثم سافر إلى مصر ومكث يدرس في الازهر حتى نال الشهادتين الأهلية والعليا.

للبيحاني من المؤلفات والمصنفات ما يربو على 40 كتاباً.. منها رباعياته الشعرية التي تزيد عن (127) رباعية، ناقش فيها مجمل قضايا أمته.. ولقد كان الشيخ يصدع بالحق ولا يخشى فيه لومة لائم مما عرضه إلى ملاحقة السلطات الحاكمة فاضطر إلى الفرار إلى تعز وكان ذلك في العام 1389هـ (1969) وفي عام 1391هـ ذهب إلى الحج وبعد يوم واحد فقط من عودته توفي في تعز بتاريخ 24 ذي الحجة سنة 1391هـ ليلة الجمعة 10 فبراير 1972م.

ولأنه قد زادت معاناة شبابنا في وقتنا الراهن من غلاء المهور اخترت هذه الرباعية من المجموعة المذكورة حتى يتبين لكم مدى حرصه الشديد على متابعة ومناقشة أوضاع أمته إذ لا اعتبار عنده إلا للدين والقيم الإنسانية النبيلة.

أزوجك ابنتي لو كنت كفؤاً

كريماً تلبس الدنيا رداء

إذا ما كنت ذا جاه ومال

رأيت الناس كلهم سواء

وإن جار الزمان عليك يوماً

ضحكت له وأظهرت الإباء

إذن تفديك نفسي يا ابن عمي

وأنكحك ابنتي هذا المساء

لله دره عالماً.. وأنى لنا مثله!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى