> احتضن منتدى الاثنين الشعبي الاسبوع الماضي، فعالية استثنائية فبالإضافة إلى أن مادتها كانت عبارة عن جهد متميز للأستاذ الباحث صالح مفتاح عبدالرب، فقد تميزت بالحضور الفعال وروعة التنظيم من خلال توزيع المادة مطبوعة على الحضور والمشاركين، وهو ما هيأ لها أجواء ملائمة من التفاعل والرقي، سيما وأن محتوى البحث مادة فكرية خلاقة عمدت إلى الاستهلال التاريخي والتوطيد الفكري وعرض الآراء بحيادية إبداعية وأمانة أخلاقية من خلال استعراض مفاصل الصراع ما بين السياسي والديني والتاريخي في ما بين البداوة والحضارة، ورغم العنوان الشائك إلا أن مداخلات الحضور وتعقيباتهم، كانت عند مستوى الجهد الرائع للأستاذ صالح مفتاح عبدالرب، المحاضر بكلية التربية زنجبار، وكانت أبرزها للأخ علي الساحمي الذي اتفق مع المحتوى المقدم في ورقة البحث وإن كانت له آراؤه وتحفظاته كما قال حول المستشرقين ونظرتهم للتاريخ والأدب العربي.

لأنها كما وصف حملت وتحمل الطابع الاستعماري حتى وإن تغطت بعضها بطابع الدين واللغة.

وبدوره أثنى الأخ ماهر الصلاحي على جهد الأستاذ مفتاح وأكد أن ما قدمه - حتى وإن حمل مادة خلافية - أكثر روعة وإبداعا خدمة للفكر الخلاق والحوار المتزن، وإن أبدى ملاحظة بسيطة كما قال بأن طابع الصراع وإن كان ظاهراً فأكيد بجانبه طابع الحضارة والوئام والتوجيه، وهو ما يسترعي ذكر جوانب الإشراق والإخفاق خدمة للبحث ومنهجيته طالما وهو يحمل بصمة موضوعية بارزة .. وهو ما علق عليه الباحث بأنه سيؤخذ في الحسبان إذا ما أتيحت له فرصة قادمة.

أما الأخ زين أحمد ناصر، فقد مضى معلقاً على جودة البحث وتميزه وتفرده رغم ندرة ما يطرح بالنسبة لعنوانه، وأكد أن ما قُدم فيه من معلومات سيصبح جزءاً من ثقافة الحضور، خاصة وهو يعرض معلومات قد تكون للمرة الأولى، مبدياً إعجابه بمن أخذ بأسباب العلم ونور به الآخرين لأن العلم -أي علم كان- إذا أخفاه صاحبه سيصبح ذماً عليه،. كما قال، مشيراً إلى أننا بحاجة لمثل هذه الموضوعات الجدلية المعرفية من باب البحث والدراسة والمعرفة وليس التأويل والاختلاف، مختتماً حديثه بأت الباحث أبدى جهده في استفزاز الباحثين بأسئلة، لكنه تغلب على ذلك كعادته بروعة جهده وجمالية تقديمه وحضوره الخلاق في المشهد الثقافي والإبداعي .