التلال النجم الذي هوى

> «الأيام الرياضي» عصام علي محمد:

> من يتصور بأن الزمان قد توقف ها هنا .. ومن الذي يصدق بأن امواج التلال أصابتها لعنة الطبيعة وعجزت عن تقبيل أحجار صيرة، وهي من كانت تجتاز كل الموانع المصطنعة التي حاولت من قبل وقف هيجانها عبثاً .. من له نفس ان يتحدث عن المدرسة التلالية الكروية التي تتلمذ في اروقتها صف طويل من نجوم الكرة اليمنية .. نعم نجوم طرزوا كل خطوط المنتخبات الوطنية بنسيج رائع من روعة الابداع.

من سيصبر النفوس التي تشربت من نخب الانتصارات بتناغم العاشق والمعشوق رأيناه يتجسد بين صناع المنجز قديماً وجمهور قد تتيم بلون الفانلة الحمراء.. مشاعر لامست احاسيس المحبين عبر اصالته المتجذرة في اعماق التاريخ الرياضي ليس في اليمن فحسب، بل في الجزيرة والخليج والوطن العربي الكبير.. من يعقل ان خلايا الفكر تبلدت وتلك المدرسة قد جف معين نبعها، الذي كان متدفقاً بالمواهب والخامات .. وما العمل اذا ترهل جسد الفارس العدني بدسم اللحوم الواردة من «الكونغو»، وما العلاج حيال بدن أضناه السقم حتى انه قد اصبح لا يقوى على الاستقامة تحت دائرة الاضواء .. اليوم لا ملامة ولا عتاب اذا ذرف المتوغلون عشقاً وهياماً دموع القهر والحسرة والندامة على كبوة الجواد (القرني) الجامح، لكنه على ما يبدو قد تعب جسد هذا المغوار المنهك خلال مواسم خلت ممسكاً بقارب النجاة عله ينقله الى بر الامان ويبعده عن الغرق في غياهب ممن لا حول لهم ولا قوة.

إنه يوم شديد العتمة على ابناء الوطن ممن احبوا وأخلصوا لذلك الحب التلالي .. يوم ان شهدت الارض والسماء سقوط التلال، وكيف لا يكون كذلك والتلال صاحب حق الامتياز في اللعب خارج ارضه ووسط جمهوره الكثير الذين امتلأت بهم مساحات الخارطة الرياضية بطول وعرض محافظات بلادنا.. كيف لا والتلال هو المصنع الذي ينتج كل الفنون بحسب ما تقتضيه اذواق من هم حوله، لكنه سقط ربما سهواً .. ربما قصداً .. والحسرة والندامة على ابنائه، خاصة الصادقين منهم .. وماذا يا تلال بعد أن أبيضت العين بوجع السقوط وصارت الرؤية ضبابية بل سوداء.

بسقوط التلال الحزين نعلن صراحة عن اسدال الستار على آخر فصول تراجيدية من مأساة الانتكاسة الرياضية المزعجة من الاضواء الى الاغواء ومن الممتاز الى المقبول.

بمرارة وأسى غادر التلال بريق الاضواء والاعلام اللاهث خلف المشاهير .. لكننا نعود ونقول ان الامر لم ينته ها هنا طالما ورحيق الامل باق في نفوس كل الذين يدركون حقيقة الساحرة المتقلبة المستديرة لأنهم قد علموا سلفاً ان شعارها ومتعتها تتحقق في (دوام الحال من المحال).. نعم والله غلطة الشاطر بـ.... لكنه يبقى شاطراً وذكياً يقوى على النهوض مجدداً، وذلك لن يتأتى إلا بتصحيح المسار، لأن من يرجو النجاة يسلك مسلكها الصحيح، ولأننا (علي عربي) دائماً ما نتحول الى حكماء عند وقوع المصائب، فأرجو ومعي كل محب حقيقي بالفعل، لا بالقول رجاء شديدا بالمزيد من الاقتراب والالتفاف من الجهات الداعمة المتفهمة لمعاناة اللاعبين بترميم وترتيب الصفوف، واستكمال قوي وفاعل لمراكز الضعف عند اللاعبين، أو الجهازين الفني والإداري .

كما يحتاج الفريق الى ايجاد افضل الظروف لضمان استقرار جميع النجوم وأبناء عدن بالذات، لانهم عنصر الولاء الكفيل بتحقيق اقصى الجهود الممكنة حتى يعود التلال بعدئذ الى موقعه المرموق المتلألئ إبداعاً وإشراقاً .. نتمنى ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى