اكراد عراقيون يفرون من قراهم اثر القصف الايراني

> جبل قنديل «الأيام» جني ماثيو :

>
جانب من الاكراد الذين فرو من القصف الايراني
جانب من الاكراد الذين فرو من القصف الايراني
فر المئات من الاكراد العراقيين من القرى التي تقع بالقرب من الجبال الشاهقة الواقعة في المثلث الحدودي العراقي التركي الايراني جراء القصف المدفعي الايراني الذي استهدف معاقل الانفصاليين الاكراد، حسب ما افاد مسؤولون محليون أمس الأول.

وقال حسين احمد قائمقام بلدة قلعة دزه في كردستان العراقية "غادرت نحو 150 عائلة ثماني قرى ونحن قلقون بشأن ما يحدث في المنطقة (...) يجب ان نعلن حالة الطوارىء اذا استمر القصف".

وقال احمد قادر مدير احدى النواحي القريبة من جبال قنديل "القصف المدفعي استهدف منطقة حاج عمران الواقعة في جبال قنديل".

وكانت مروحية ايرانية تحطمت في جبال قنديل قرب الحدود العراقية الايرانية السبت الماضي وتبنت جماعة حزب الحياة الحر (بيجاك) الايراني الكردي مسؤولية اسقاطها. لكن الايرانيين قالوا انها تحطمت في ظروف جوية سيئة.

وبغض النظر عن سبب التحطم، فقد قضى في الحادث ستة من عناصر الحرس الثوري الايراني، ويبدو ان الحادث جعل القتال اشد ضراوة.

وهرب القرويون الاكراد الذين يعيشون في جبال قنديل من منازلهم، مستخدمين البغال في هذه المناطق الوعرة الى مناطق بعيدة عن مرمى المدفعية الايرانية حيث نصبوا الخيم.

وقال الراعي جادر وتمان (57 عاما) انه وافراد عائلته الثمانية حملوا ما استطاعوا حمله وساروا ليومين باتجاه احد الاودية بعد ان دمرت قذائف المدفعية منزلهم في قرية شيخ ايش في جبال قنديل.

واقر ان قريته التي تقع في كردستان العراقية وفرت ملاذا آمنا للمقاتلين الاكراد من حزب العمال الكردستاني وهو حزب كردي يضم اكرادا من تركيا يقومون بعمليات ضد الحكومة التركية انطلاقا من الاراضي العراقية.

وقال "لقد حذرنا مقاتلو حزب العمال الكردستاني مسبقا ان قريتنا قد تتعرض للقصف، وبالفعل عندما حدث القصف رد مقاتلوهم على النار بالمثل".

وقالت امان اميد (57 عاما) زوجة الراعي "عندما بدأ القصف خرجت مسرعة من منزلي الذي سرعان ما اصيب بالقصف، فحاولنا انقاذ ما يمكن انقاذه (...) واخذ احد ابنائي قطيع الغنم الذي نملكه وهرب، فاخذنا معنا ما استطعنا حمله من طعام واثاث وتركنا المنطقة".

وتستذكر امان وهي تحتسي الشاي داخل خيمة بسيطة كيف اجبرت مرارا على ترك قريتها في عهد الدكتاتور صدام حسين الذي شن حملات عدة لقمع الاكراد في شمال العراق.

وقالت "دمر صدام قريتنا، انجبت اطفالي في كهف، وربما سأرى اطفالا يولدون في هذا الوادي".

وقالت ان العائلة باعت اغنامها وحصلت على معونات بسيطة من بعض الاصدقاء لتدبر مبلغ الف دولار لدفع نفقات عملية جراحية لاحد افرادها اثر اصابته بجروح جراء سقوط حجارة عليه خلال القصف الايراني.

وقال ميزن اميد، وهو قائد محلي لحزب العمال ان المتمردين "اعلنوا الارض التي يسيطرون عليها محظورة على الزائرين".

واوضح "تقوم القوات الايرانية منذ 14 اب/اغسطس بالقصف وتهاجم +حزب الحياة الحرة+ (بيجاك)" وهي جماعة متمردة ايرانية تعمل الى حزب العمال الكردستاني التركي.

وقال اميد الذي التقى الصحافيين في منزل صخري خارج المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في جبال قنديل في منطقة كردستان شمال العراق "بسبب ما حدث في الايام القليلة الماضية، ستكون القوات القريبة من اماكن العمليات متأهبة اكثر وستتوقف بعض الاعمال كالتعليم والتدريب".

ويسمح حزب العمال غالبا للصحافيين بزيارة معسكراتهم التدريبية في جبال قنديل على الحدود العراقية الايرانية، لكنهم لم يسمحوا لصحافية وكالة فرانس برس هذه المرة بالدخول لتعذر ضمان سلامتهم حسب المسؤول في حزب العمال.

وقال اميد "لا نسمح لاي شخص بدخول المنطقة بسبب التطورات الاخيرة التي جعلت هذه المنطقة ساحة حرب، ولا نستطيع تحمل مسؤولية سلامة الزائرين". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى