> دمشق «الأيام» نسيب عازار :

الرئيس السوري بشار الاسد يتحدث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
الرئيس السوري بشار الاسد يتحدث مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد أمس الثلاثاء انه بحث مع المسؤولين السوريين ايجاد آلية لضبط الحدود بين البلدين مؤكدا انه لا يحمل رسالة من الاميركيين في هذا الخصوص.

من جانبه اعرب الاسد عن دعم سوريا للعملية السياسية الجارية في العراق واكد "ضرورة تكثيف الجهود وتهيئة الارضية المناسبة لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي".

كما دان الاسد "العمليات الارهابية التى تستهدف العراقيين ومؤسساتهم ودور العبادة" على ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي اثر لقائه مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ردا على سؤال حول ما اذا كان يحمل رسالة اميركية للقيادة السورية "انا احمل رسالة العراق ولا احمل رسالة احد. جئت احمل ملفات للتفاهم حولها".

وكان البيت الابيض اعلن أمس الأول ان المالكي سيقول بشكل حازم لمحادثيه السوريين خلال زيارته الحالية الى سوريا ان عليهم ان يحرصوا على وقف تسلل المتمردين الى العراق من اراضيهم.

واضاف المتحدث الاميركي "اعتقد ان رئيس الوزراء سينقل الى السوريين رسالة قوية مفادها : توقفوا ، من فضلكم، عن السماح لمقاتلين اجانب ولمتطرفين بالدخول الى العراق عبر بلادكم".

وقال المالكي "الحوار يجري بين الطرفين لايجاد آلية لضبط الحدود ومنع التسلل ومنع العصابات الارهابية التي تتحرك بين الطرفين".

وتابع "زرت دولا اخرى واعتقد اننا جميعا كعراق وسوريا وايران وتركيا والدول المجاورة للعراق معنية باضبط الامن والاستقرار وحماية المنطقة من التصدعات".

واكد المالكي ان "الملف الامني في العراق هو المفتاح الذهبي لكل التطورات والايجابيات التي نبحث عنها وهو من الملفات البارزة في الحوار وقد وجدنا تفهما لدى الاخوة في سوريا ونامل ان يتواصل التعاون في كافة المجالات لتحقيق التطلعات المشتركة".

ويشكل الملف العراقي موضوعا خلافيا بين الولايات المتحدة وسوريا، حيث تتهم واشنطن دمشق بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع تسلل المتطرفين عبر اراضيها الى العراق.

واشار المالكي الى ان "العراق الذي لديه نهضة وقدرة كبيرة يحتاج الى الجانب السوري والى الشركات والحضور السوري للمساهمة في عملية الاعمار في مختلف المجالات لما تشكله سوريا والعراق من امكانية تعاون ثنائي في دعم عملية الامن والاستقرار في المنطقة".

وحول مباحثاته الامنية والسياسية والمصالحة الوطنية قال المالكي "بالتاكيد وجدنا تفهما ودعما للعملية السياسية ودعما للمصالحة الوطنية ودعما للجهد الامني الذي تقوم به القوات العراقية والاجهزة الامنية لفرض الامن والاستقرار بعدما حققت الاجهزة تقدما كبيرا في هذا المجال وملاحقة فلول القاعدة والعصابات المنتمية لها".

ونوه المالكي الى انه "ما زال الوزراء المعنيين بالاختصاصات المحددة يواصلون المباحثات مع نظرائهم السوريين والاجواء كلها تبشر بالايجابية ونريد ان تنتقل هذه الاتفاقيات والتفاهمات مباشرة الى الجانب التنفيذي".

وحول الاولوية للملفات الامنية او الاقتصادية قال المالكي "لا يضر ان تكون القضايا متداخلة مع بعضها والملف الامني متداخل مع الملف الاقتصادي، واذا اردنا علاقات متينة لا بد ان تقوم على اساس حل كل الاشكالات وايجاد فرص للتعاون في كافة المجالات".

وحول لقائه مع المعارضة العراقية في دمشق قال "عندي استعداد لاستقبال الجالية العراقية في سوريا والمهجرين العراقيين وقد يكون من ضمنهم او لا يكون معارضة،وابدينا كل الاستعداد للتعاون مع الاخوة في سوريا لمعالجة موضوع المهجرين وهم ابناؤنا ولا بد ان نقف معهم في هذه المحنة وتوفير فرص الاستقرار او فرص العودة الى بلدهم الى حين استقرار الاوضاع الامنية".

وقد بدأ المالكي أمس الأول زيارة هي الاولى الى سوريا منذ تعيينه رئيسا للحكومة السنة الماضية يبحث خلالها ملف اللاجئين العراقيين الى سوريا الذين يقدر عدد بما بين مليون ونصف المليون والمليوني لاجئ، وهم يشكلون عبئا كبيرا على الاقتصاد السوري، واعادة تفعيل التعاون بين البلدين.

وتأتي هذه الزيارة بعد عشرة ايام فقط من زيارة رسمية قام بها المالكي الى طهران ودفعت بواشنطن الى التحذير من اي تساهل مع ايران التي يتهمها الاميركيون باذكاء نار العنف في العراق.

واعتبرت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية أمس الثلاثاء ان الولايات المتحدة تقف وراء "مأساة العراق" داعية في الوقت نفسه الى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من هذا البلد.

وكتبت الصحيفة ان "الاحتلال الاميركي هو سبب مأساة العراق والعراقيين جميعا، وليس الدول المجاورة كما يدعي الاحتلال". (أ.ف.ب)