للخروج من المأزق

> د.هشام محسن السقاف:

> يتذكر معي بعض الذين كانوا يقرؤون مقالات الجاوي الكبير- رحمة الله عليه - في السنوات التي تلت الحرب الكارثة 1994م ما أمله أستاذ التوعية الوطنية والوحدة اليمنية من انتصار تيار التحديث داخل حزب المؤتمر الشعبي العام وإحداثه تحولاً أو انقلاباً داخلياً في وجه الحرس القديم لصالح التغيير وعصرنة الدولة وفق المفاهيم الليبرالية، ولعل مرجع ذلك في تقديرات الراحل الكبير رؤيته لمدى التهميش والضرر الذي لحق بكثير من الأحزاب وتذييل كثير من منظمات المجتمع المدني، وبات من المسلمات التي لا ينكرها أحد أن الأحزاب كوجه عصري من وجوه الديمقراطية - بما في ذلك حزب الحكم - غير قادرة البتة في الوضع الوطني الملتبس أن تقود الجماهير وبالتالي المجتمع إلى التغيير المنشود، حيث تستقيم السلطة بقوة حرسها القديم بدلاً عن الدولة بأحزابها بما في ذلك الحاكم لتكريس الواقع بتداعياته المريرة.

ولسنا بحاجة لكثير من الأدلة بدءاً من مظاهرات الجوع التي قادها الشارع في 2005م إلى حركة الاعتصامات السلمية المدنية التي تفجرت في المناطق الجنوبية بوحي من الحق الدستوري للخروج من الظلم الذي لحق بقطاعات السكان مدنيين وعسكريين، بغض النظر عن التخريجات البلهاء التي تصم كل شكل من أشكال التعبير الحر للمواطنين بالتهم الجاهزة، وهو ما أدى إلى حراك وطني غير مسبوق للنظر في مظالم الناس والعمل على حلها بعيداً عن العزة بالإثم التي تأخذ بعض الذين انتفعوا من الوضع الشاذ. وما نراه من أحزاب معارضة تحاول أن تركب موجة الحراك الجماهيري بوحي من قادتها أو من السلطة لاحتواء ما يحدث وقد تجلى مظهره البين في اعتصام الـ 3500 شخص في تعز، إلا واحد من أساليب خلط الأوراق، ووجه من وجوه اللعبة السياسية القاضي بتكريس الأوضاع بأقل ما يمكن من الإفساح الديمقراطي الذي لا يراد له أن يتسع بحجم الطموح الشعبي.

اللافت في الأمر، وللتدليل على صحة ما نذهب إليه مراراً بشأن (الحرس القديم) المقابلة المثيرة مع الأخ ياسر العواضي، عضو مجلس النواب عضو اللجنة العامة في صحيفة «الشارع» عدد السبت الماضي، التي أشار فيها إلى أن حزب المؤتمر الشعبي مثله مثل أحزاب المعارضة لا يحكم وأن فخامة الأخ الرئيس يحكم بحزبه القديم، مطالباً بتثوير حزب الحكم ومحاولة إصلاح الحزب من الداخل واستمالة فخامة الأخ الرئيس إلى تيار الحداثيين في الحزب.

لا بد من إرادة خلاقة لتغيير الأوضاع بإرادة الحق الجماعي للشعب اليمني وبتضافر جهود الخيرين- على كثرتهم - في المجتمع اليمني رأفة بالوطن وسلامة للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى