قصة المجد

> عبود الشعبي:

> البداية من الوميض الشاعر.. من النبع الصافي.. أما هذه «الحلوة» الرائعة التي أهداها سليمان العيسى زنبقة من ورود الحدائق العدنية، هي التي قصد في ديوان العشق.. حين نثر أشواقه هاتفاً :

ويبقى الحلم ..

يا عدن .. وتبقين أنتِ

وفي كفيك زنبقة..

لأن المحب الذي يأتي إلى عدن يحب أن يفتح قلبه للشوق الجديد.. لا كما فعل صاحب «المركب النشوان» لأن من الناس من إذا أقبل على المدينة شرع بفتح جيبه.. لا قلبه، قريباً من «رامبو». ولذا كم نصب البعض من لوحات تدل على «التملك» في أرض كانت إلى الثلث الأول من أربعينات القرن الماضي كلها «ساحة حرية».. من أجل اليمن كما نطق «الزبيري» وأفاض «زيد الموشكي» لأن عدن قبلة الأحرار وكعبة المناضلين .

إنها قصة المجد يا «هشام»، وموكب الحرية يا «تمام»، هي عدن التي تشرق من حناياها صحيفتنا المبدعة التي شغلت الناس .. هي «الأيام» يا عدن .. ساقية الجبل التي قبل الأوار وتنقع الغلّة ..

صباح القلم الصافي .. لسنا بحاجة لساحة عروض من قبل ومن بعد.. لأن المدنية كانت كلها ساحة حرية يوم كانت تمتد أذرع «الشمال» خلسة هرباً من بطش «الإمامة»، فتفرد عدن ذراعيها مرحبة بألق «الثغر الباسم».

أعداد كبيرة من هؤلاء «المعتصمين» تحلقوا حول علم «الوحدة» صبيحة 22 مايو الأغر اليوم المشهود.. وصبروا وصابروا .. ليس في مخيلة أحدهم أن يقصى «الرجال» أو أن يقال لأحدهم «اقعد» وهم في غمرة الفرح بنشيد الوطن الجديد.. منذ 13 سنة وكل واحد منهم «مسافر بلا شراع .. في مركب من الضياع»!

كان الأحرى بالغيارى على الثوابت الوطنية.. أن يجعلوا من هذه المدنية «ركناً شديداً» في قائمة «الثوابت»، ليس لأن سماوتها شهدت خفق علم «الوطن الكبير».. ولكن لأن عدن كانت البوتقة التي انصهرت فيها كلمات الكفاح أدباً وشعرا لمقاومة الاحتلال الأجنبي الإنجليزي في الجنوب ومصادمة الحكم الإمامي الكهنوتي في الشمال. أما «الأيام» هذا الألق الصحافي البديع فإنه يكفي «الناشرين» فخراًَ أنه يطل إصدارهما من سندريلا البحر التي فيها سليمان العيسى :

هذه الحلوة .. ما أروعها

حين تحكي قصة المجد خطاها

إنها إصدار «المدينة الوحدوية» من أجل اليمن.. سرّحوا النظر في صفحاتها ستجدوها ساحة حرية بحجم الوطن من بشرى العامري إلى كفى الهاشلي، ومن أنيس منصور إلى علي اليزيدي، إنها قصة المجد .. خطوة بخطوة.. الصحيفة والمدينة.. فهل يفهم السادة الوزراء والجهة القضائية أن هؤلاء المعتصمين دعاة حقوق.. لا عقوق؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى