الكابتن عبدالله أحمد اسماعيل الملقب بـ(عباد) نجم فريق شباب التواهي لـ«الأيام الرياضي»:توقفت عن لعب كرة القدم نهائيا بعد أن تم اعتقالي وسجنت عامين

> «الأيام الريــاضـي» رياضة زمان:

> لا أخفي عليكم أعزائي قراء ومتابعي صفحة (رياضة زمان) أنني فوجئت وتألمت كثيراً جداً وأنا أرى أمامي نجماً كان أشهر من نار على علم مسجى على فراش المرض مشلولاً في منزله وفي حالة توجع القلب، ومع ذلك ابتسم مرحباً بي .. وكان أول ما قاله لي: (أنا يا أستاذ سعيد الرديني كنت أنتظر مجيئك منذ فترة طويلة فأنا من أشد المعجبين بصفحة (رياضة زمان)، لأنني زي ما تشوف طريح الفراش ومشلول وبلا معاش شهري، وكل ما أستلمه في حالتي هذه عشرة ألف ريال فقط،وهي من منظمة مناضلي حرب التحرير .. علماً بأنني لم أحظ بزيارة من أحد المسئولين في السلطة المحلية علشان يشوف ما وصل إليه (عباد أحمد) جناح أيسر فريق نادي شباب التواهي في الستينات).. لن أطيل عليكم أحبائي القراء .. تعالوا إلى حديث هذا النجم الكبير في السطور التالية:

< إسمي عبدالله أحمد اسماعيل محمد الملقب بـ (عباد) ، تاريخ ميلادي 14 يناير 1941م، مكان الميلاد مدينة التواهي عدن.. الوظيفة السابقة:مدير مبيعات إقليمي في الخطوط الجوية الكويتية ، أما الوظيفة الحالية فبدون وظيفة مقعد على فراش المرض، الحالة الاجتماعية متزوج وأب لأربعة أولاد: ولدان وبنتان، أما وضعي الحالي فلا شيء .. بل أنا في عالم النسيان.

< أول فريق لعبت له نادي الغزال الرياضي بالتواهي، وأول مباراة معه كانت ضد نادي النجم الأفريقي(الصومال)،وآخر مباراة كانت ضد نادي شباب القطيعي وأنا إذ ذاك كنت قائدا لفريق شباب التواهي.

< لم اعتزل اللعب رسميا وإنما توقفت نهائيا نتيجة اعتقالي السياسي من قبل السلطات البريطانية في عام 1965 وبقيت في سجن الاعتقال ما يقارب السنتين، لكوني كنت عضواً في جبهة التحرير.

< لعبت مع نادي الغزال سنة 1958م كمهاجم أيسر، ولعبت لنادي الشعب سنة 1959م أيضاً كمهاجم أيسر، ومن ثم لعبت لنادي شباب التواهي سنة 1960م كجناح أيسر..علما بأن بدايتي كانت في ناديي الغزال والشعب وهما من الدرجة الثانية، وبسبب طموحي كان انتقالي إلى نادي شباب التواهي لأنه كان من فرق الدرجة الاولى والطراز الرفيع ولكونه كان يضم عمالقة الكرة العدنية أمثال : علي علعلة وألن كبرول وجورج موريس وجعفرين وبوجي خان وعبدالكريم هتاري وحبيب خان وسليمان طربوش والاستاذ أحمد الجابري وعبده خليل سليمان وأحمد موسى، وهو الفريق الذي ارتحت له كثيراً، لأنه كان يضم نخبة من الشباب المثقف كروياً واجتماعياً وأخلاقياً إضافة إلى التجانس الكبير والحب والإخاء والإنتماء والولاء التام للنادي والفريق.

3- كانت أول مباراة رسمية لعبتها في حياتي عام 1959م مع نادي الشعب ضد نادي شباب القطيعي وقد انتهت بفوز نادينا الشعب 1/2 .. علما بأنني كنت لاعباً أساسياً في فريقي، ولعبت في البداية حافياً.

< زملائي في التشكيلة الرسمية لفريق نادي شباب التواهي كانوا : الحارس محمد ابراهيم جبل، والدفاع اللاعب الكبير عبدالكريم هتاري وعبدالقوي طمبش وهاشم عزيز وعبدالله منصوري وبوجي خان وعبدالرب يافعي وجعفرين وجورج موريس وعبدالله جامع واسماعيل بن اسماعيل كوكني وحسن عيسى اسماعيل وعبدالجليل الرعدي وكان أخطرهم على المرمى في نظري هما (جعفرين وجورج موريس).. أما بالنسبة للتدريب فلم يكن هناك أي إعداد لأي تدريب لعدم وجود أي مدرب، أما قائد فريقنا في المباريات فكنت أنا شخصياً قائداً للفريق.

5- كان يقع مقر نادينا في جاراج متواضع في التواهي بجانب مقهى الدبعي، وكان رئيس النادي هو الاستاذ المرحوم عبده خليل سليمان وكان من أعضاء الهيئة الادارية:محمد عبدالله ذهب، وطه محمد سعد، ومحمود بهادر خان، وسلام الرعدي، والاستاذ محمد عبدالله فارع الذي كان سكرتيرا رياضيا وأحد العناصر الذين اسهموا بشكل فعال في الحفاظ على نسيج التجانس والتفاهم وحل الكثير من القضايا الرياضية داخلياً وخارجياً.. ومحمد عبدالله فارع هو علم من أعلام الرياضة وكان رئيساً للإعلام الرياضي.

< بدأت اللعب في المدرسة الثانوية وكلية عدن وشجعني على اللعب والدي المرحوم الذي كان لاعبا كبيرا وكان يوجهني وهو سبب انتقالي من نادي الشعب الى نادي شباب التواهي..أما اختيار مركز الجناح الايسر فقد كان المرحوم السكرتير الرياضي لنادي شباب التواهي محمود بهادر خان هو الذي دفع بي لأكون في هذا المركز، علما بأني كنت أجيد اللعب في عدة مراكز كظهير أيسر مثلاً، وقد شاركت مع منتخب عدن كجناح أيسر،وحظيت حينها من قبل صحيفة «اليقظة»عبر مراقبها الرياضي الاول في عدن الأستاذ (جعفر محمد مرشد) بلقب صاحب(القدم الذهبية)، ومن يومها وهذا اللقب ظل لاصقاًَ بي حتى هذه الساعة.

< حققت مع فريقي نادي شباب التواهي عدة بطولات أذكر منها كأس الدوري العام 1960م، وكأس بردجستون عام 1962م، وإنجازات أخرى لا تسعفني الذاكرة لتذكرها ، وتشهد على ذلك الليالي الجميلة التي كانت شعلة التواهي تملأ جبال التواهي كلها عندما كنا نعود بالكؤوس وتظل الشعلة في جبال التواهي ملتهبة حتى صباح اليوم التالي.

< أحسن فرق كانت تلعب كرة قدم جميلة هي: شباب التواهي، الاحرار، النجم الافريقي، الهلال، والشباب الرياضي.

< أما اللاعبون الافضل في زماني فهم: عمر الزيدي (الصومالي)، سعيد اسماعيل (الدجولة)، علي الصيني، البربراوي، أنور مهتدي، بوجي خان، أحمد صالح موشجي، وسالم عبدالله زغير، ومثلي الأعلى كانوا : علي الصيني وعمر الزيدي وبوجي خان، وأنا أعتز كثيراً بشهادة كابتن نادي الاسماعيلي المصري الذي قال أنني من أفضل لاعبي منتخب عدن.

< لعبت من سنة 1958م إلى سنة 1965م، وشاركت خارجياً مع منتخب عدن في القاهرة ضد فريق العملاقين رضا وشحته (نادي الاسماعيلي).

< أحسن مباراة لعبتها كانت ضد نادي النجم الافريقي في ما قبل نهائي كأس الدوري لأنني أحرزت هدف الفوز بعد أن لعبنا مباراتين مع النجم الافريقي، وكان ما تبقى من الوقت على نهاية المباراة مدة عشر دقائق فقط وظلت جماهير نادي شباب التواهي واقفة بعد أن أسدل الظلام وهي تهتف (يا عباد لصي الشعلة لصيها لبكرة لصيها) وهنا شعرت بحافز قوي واندفعت اندفاعاً من وسط الملعب وراوغت أكثر من لاعب وإذا بي أمام المرمى لأسجل هدف الفوز .. أما أسوأ مباراة فكانت ضد نادي الواي في الشيخ عثمان لأني كنت أعاني حينها من مرض الانفلونزا.. وبصراحة كرة قدم زمان كانت الموهبة واللياقة البدنية والاعداد الجسماني والحالة النفسية والانسجام والانتماء للنادي وحب النادي من اهم العوامل التي جعلت الفريق جسما واحداً يتحرك كل عناصره، إذ لا وجود للانانية ولا لحب الذات أو لمغنم مادي أو معنوي أو لأي مكسب، فقط كان الهدف هو إعلاء إسم النادي وشعار النادي وإسعاد جماهير النادي.. وكان اللاعب في أيامنا يقدم من عرقه وكفاحه ودمه وحبه لمعشوقته السيدة الفاضلة كرة القدم كل شيء بالمجان، يعطيها من عرقه ودمه دون أن تقدم له شيئاً ويحتضنها كما تحتضنه،ويدفع من جيبه اشتراكات للنادي ويشتري حذاءه ومعداته الرياضية ويدفع ثمن المواصلات من جيبه .. أما كرة القدم اليوم فهي في تقدم ولكن ببطء شديد ، فنحن متأخرون أعواماً وسنين وذلك لأسباب كثيرة منها : عدم وجود أي قاعدة رياضية وبنية تحتية أو أي قاعدة مادية أو استراتيجية أوخطط طويلة الأمد وإعداد صحيح من قبل الجهات المسئولة ،وما هو حاصل اليوم فقط هو مجرد ملء فراغ لأن هذه السيدة الفاضلة في نظرهم مجرد (كبّة) ولم يدركوا بعد ويصلوا إلى قناعة بأنها كمثيلاتها (السياسة والاقتصاد والعلم)، بل هي لا تختلف عنها أبداً .

< توقفت عن لعب كرة القدم نهائياً بعد ان انخرطت في عضوية جبهة التحرير وبعد ان تم اعتقالي وسجنت كمعتقل سياسي سنة 1965م ولمدة سنتين، لم أتولّ أي منصب إداري ولم أقم بمهمة التدريب لأن المحظورات كانت كبيرة وكثيرة وقد تم إبعادي وتغييبي من هذه المناصب.

< أود هنا أن أسجل شكري وتقديري للأستاذ أنور عبادي والأستاذ الكابتن عبدالكريم هتاري اللذين ناشدا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح عبر«الايام الرياضي» من أجل علاجي.. فشكراً على أحاسيسهما ومشاعرهما الطيبة وكان في كلماتهما وفاء وأثر طيب في نفسي وقلبي وستستقر هذه الكلمات في القلب ولن تموت إلا معي..وفي الاخير انتهزها فرصةلأسجل كل التقدير والاحترام لكل الاقلام الشريفة في صحيفة «الايام» وعلى رأسهم الاستاذ هشام محمد علي باشراحيل، زميلي في الدراسة والاستاذ تمام محمد علي باشراحيل، ولك شخصياً يا أستاذ سعيد لانكم أنتم سمع وبصر كل أسرة وكل بيت وأنتم من يترجم بحق وصدق وضمير معاناة أبناء عدن وأبناء الجنوب في كل بيت وكل موقع وما تتعرضون له يسجل لكم في صفحات التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى