حرية «الأيام» دليل على ديمقراطية «النظام» ..!!

> حسين اللسواس:

> «لايمكن معالجة مصاعب الديمقراطية .. إلا بالمزيد من الديمقراطية» ..العبارة السابقة كانت اقتباساً يقال بأن الرئيس علي عبدالله صالح رددها ذات خطاب آنف .. وهي -أي العبارة- ما فتئ الإعلام الرسمي يتغنى بها كلما أراد أن يكيل عبارات الثناء في حق السلطة والنظام السياسي .. بل إن بعض القائمين على مطبوعات السلطة استغل تلك المقولة - المنسوبة للرئيس صالح- لتصفية حسابات شخصية ..

سبب استهلالي التناولة المتواضعة بالعبارة السابقة جاء على خلفية الخبر الذي حملته صحيفة «الأيام» الغراء على صدر صفحتها الأولى قبل أيام خلت وتضمن معلومات وثيقة حول مؤامرة تطبخ خلف الكواليس وعلى نار هادئة ترمي إلى إسكات الفنار الحر (صحيفة «الأيام») وإيقاف مسيرتها المظفرة في بلاط الحرف الحر والكلمة الصادقة .

الخبر الفاجعة نزل علي- رغم الأسطر الماثلة في حضرة قارئنا العزيز - كوقع الصاعقة .. وأكد وبما لا يدع مجالاً لأي شك بأن صدور عدد من المحسوبين على الدوائر المتنفذة قد ضاقت ولم يعد فيها متسع كاف لقبول مزيد من النقد المسؤول القائم على أساس موضوعي وبناء كذلك الذي تطالعنا به صفحات «الأيام» يوماً إثر آخر .

مؤامرة إسكات «الأيام» وإيقاف مسيرتها الزاخرة جعلتني أستذكر المقولة الواردة في استهلالية الأسطر ومحاولة إسقاطها على الوضع القائم الذي باتت فيه مقصلة الإيقاف تتهيأ للانقضاض على مطبوعة «الأيام» ومصادرة حريتها وحرية أقلامها وبالتالي حرمان قرائها الممتدين بطول وعرض مساحة الوطن الجغرافية .. من وجبة الحرية اليومية التي تقدمها «الأيام» مع إشراقة كل صباح.

إن تناول صحيفة «الأيام» قضايا المتقاعدين ونشرها معاناتهم وفتح صفحاتها أمام صرخاتهم التي أسمعت من به صمم يندرج في إطار حرص قيادتها على إبقائها في التحام دائم مع الجماهير بخلاف تلك المطبوعات التي فضلت إرضاء النخب على حساب الجماهير من عامة الشعب والبسطاء.

إصرار «الأيام» على البقاء في صفوف الجماهير من خلال عرض قضاياهم ومعاناتهم جعلها عرضة للاستهداف الدائم والإزعاج المتواصل من قبل النافذين والجهات السلطوية التي تدعي الديمقراطية وهي منها براء.

ولعمري فإن مما يزيد «الأيام» شرفاً وشموخاً أنها نالت لقب الصحيفة الأكثر ملاحقة عبر دهاليز القضاء .. ولأن المصداقية كانت وستظل - إن شاء الله- شعارها المضيء فقد فشلت كل المحاولات السابقة لإسكاتها وإيقافها عن الصدور .

إن حرية «الأيام» ومناقشتها قضايا الوطن بجرأة يعد إحدى مصاعب الديمقراطية التي لا يمكن تجاوزها إلا بالمزيد من الديمقراطية.

فالواجب إذن يحتم تطبيق مقولة الرئيس بحذافيرها في تعاطي السلطة مع حرية صحيفة «الأيام» وبصورة تفضي إلى تعزيز تلك الحرية وإشراع أبواب المزيد من الديمقراطية أمام «الأيام» لتمارس دورها في كشف الفاسدين وإبراز معاناة المضطهدين ووضعها تحت مجهر النقد والتقويم .

ختاماً لا أعتقد بأن صاحب مقولة «لا يمكن معالجة مصاعب الديمقراطية إلا بالمزيد من الديمقراطية» سيرضى بتمرير مخطط إسكات «الأيام» وإيقافها.. لأنه يدرك أن حريتها دليل على ديمقراطية النظام والعكس مع النقيض.. فهل وصلت الرسالة ..!! نرجوا ذلك ..!

رئيس تحرير موقع صنعاء برس الإخباري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى