إغلاق الصحف لا يحل مشاكل الوطن

> علي محمد السليماني:

> لاشك أن ذلك الخبر الصاعقة الذي طالعناه في صحيفة «الايام» الغراء والذي فيه وزراء وقضاة يهددون أو يسعون إلى إغلاق صحيفة «الأيام».. وبدون شك فإن لا دخان من دون نار فنحن نعرف سيطرة الفساد في الجمهورية اليمنية والذي ظل الرئيس على مدى السنوات الماضية يسعى إلى محاربته أو حتى الحد منه.

ولكن كل يوم نراه في ازدياد، ومن يسعون إلى إغلاق صحيفة «الأيام» الرصينة والمستقلة إنما يريدون تكميم أفواه الناس الجائعة لكي لا تتمادى في صراخها من جورهم وظلمهم الذي ضاقت منه الجبال، وخرت متصدعة وعجزت عن قبوله البحار حتى هاجت وكادت أن تبتلع اليابسة.

وصحيفة «الأيام» التي تعمل بمهنية وحيادية في نقل الأخبار وإتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر في نطاق الحوارات الهادفة إلى إزالة المعوقات ونقل هموم ومعاناة الناس إلى أعلى مستويات السلطة لمعالجتها في حينه وعدم تركها للتراكم حتى تنفجر في وجوه الجميع وبدون شك فإن احتكار الوطنية والوحدوية على صنف من الناس أو جهة من الوطن ووصم الآخر بمفردات لا يمليها واجب وطني بقدر ما تمليها مصالح ضيقة وأنانية وفي أكثر الحالات غير شرعية .

كما أن التهديد أو حتى التفكير بإغلاق الصحف يتعارض لا بل يتصادم مع قيم ومبادئ الديمقراطيات الناشئة وليس فقط الديمقراطيات الحقة التي مازالت تبعدنا عنها مسافات طويلة.

وفي اعتقادي أن الذي يجب أن يغلق هي وزارة الإعلام التي لا وجود لمثلها في بلدان الديمقراطيات وبلادنا اليمن من الديمقراطيات الناشئة ونيابة الصحف والمطبوعات التي أوجدت رقابة ذاتية وهي أشد قسوة من الرقابة العادية .

كما أن استقلال القضاء وانتخاب رؤسائه من أصحاب الأسبقية والنزاهة يجعله الملاذ الأكثر حضوراً لكل من يشعر أنه تضرر من صاحبة الجلالة الصحافة.. ويساعد الأخ الرئيس في معركته الطويلة ضد الفساد والفاسدين الذين استقووا على الناس في يمن الإيمان والحكمة ويسهم في بلورة برنامجه الانتخابي .

أما إغلاق الصحف وتكميم الأفواه والاستمرار في العجز عن كبح جماح الفساد والفاسدين لن يحل مشاكل الوطن اليمني ووحدته التي نطمح أن تكون أكثر جاذبية مما هي عليه الآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى