البصرة تستعد لرحيل القوات البريطانية

> البصرة «الأيام» كريم جميل:

>
صورة من الارشيف لجنود بريطانيين يقومون بدورية في أحد شوارع البصرة
صورة من الارشيف لجنود بريطانيين يقومون بدورية في أحد شوارع البصرة
تستعد القوات البريطانية للانسحاب من آخر قاعدة لها في ميناء البصرة النفطي على الخليج جنوب العراق، بعد اربعة اعوام ونصف العام على بدء القتال، متكلة على القوات العراقية لتولي المهام الامنية.

فبعد انسحابهم من قصر للرئيس العراقي الراحل صدام حسين على ضفاف شط العرب ليتوجهوا الى قاعدة جوية في الصحراء، سيترك 500 جندي بريطاني وراءهم مدينة مضطربة في قبضة ميليشيات متناحرة فيما بينها.

ومع ذلك، يأمل المسؤولون الامنيون والمدنيون في المدينة التي ارهقتها اعمال العنف ان تكون اعادة الانتشار التي تقضي ببقاء خمسة آلاف جندي بريطاني فقط في البلاد لتدريب ودعم القوات العراقية، مؤشرا الى بداية جديدة في البصرة.

وقال العميد علي ابراهيم من قوات حرس الحدود لوكالة فرانس برس”اعتقد ان اجهزتنا الامنية ستكون قادرة على السيطرة على الاوضاع في حال انسحاب كامل للقوات البريطانية”.

واضاف “نريد ان تغادر القوات البريطانية لتتحسن الامور”.

وتابع “يمكن رؤية وحدات الشرطة والجيش في معظم ارجاء المدينة وشوارعها الرئيسية حيث تفتح المحلات والاسواق، في الوقت الذي يستقل مئات الزوار الشيعة حافلات متوجهين الى مدينة كربلاء الشيعية المقدسة بأمان”.

من جهته، اكد المقدم كريم الزيدي من شرطة البصرة لفرانس برس ان “قوات الجيش والشرطة العراقية متعاونة فيما بينها ومستعدة لتولي المهام الامنية في البصرة منذ زمن طويل”.

واضاف الضابط الذي ما زال في مكتبه من مركز شرطة الحقانية “نتوقع انسحاب القوات البريطانية في اي وقت”.

والتفاؤل الواضح في اوساط العراقيين، يناقض تشاؤم المراقبين الاجانب، اذ يتحدث كثير من خبراء السياسة بصراحة عن “هزيمة بريطانية في جنوب العراق”، محذرين من تصاعد الفوضى.

ورأت “مجموعة الازمات الدولية” في يونيو الماضي ان الانسحاب البريطاني سيكون انتصارا للميليشيات التي تقصف القواعد البريطانية يوميا، وتسيطر على معظم مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية في المدينة.

وقالت ان “سكان البصرة والميليشيات لن يعتبروا هذا الانسحاب منظما بل سيكون عندهم اشبه بهزيمة نكراء”.

مشيرا الى ان “الميليشيات تسيطر هذه الايام على المدينة وهي اكثر قوة وحرية من السابق”.

وحذر البروفسور انتوني كوردسمان من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية في الشهر الجاري من ان ايران ستتشجع بسبب ما اسماه بـ”الهزيمة البريطانية”.

واضاف محذرا القوات الاميركية في وسط العراق وشماله من ان تتسرع وتحذو حذو النموذج البريطاني في البصرة، ان “الضعف والاخفاق البريطاني في الجنوب سيشجع المتطرفين الشيعة ويفتح الباب جزئيا لإيران”.

ويدافع القادة البريطانيون الذين قتل 159 من جنودهم في العراق، عن اساليبهم مؤكدين انهم لا يريدون الاستمرار في حكم البصرة بدل العراقيين.

وقال قائد القوات البريطانية، الماريشال جوك سيتروب ان “مهمتنا كانت ايصال المدينة والشعب الى حال يستطيع عندها العراقيون ادارة البلاد فيما لو اختاروا ذلك، ونحن قريبون من هذه المرحلة”.

واوضح سيتروب لهيئة الاذاعة البريطانية “لم تكن مهمتنا ان نجعل المكان اخضر ومسالما لان ذلك لن يتحقق في هذا الاطار الزمني.

على كل حال، يمكن للعراقيين تحقيق ذلك الطموح”.

ويبقى السؤال من هي الجهة التي ستتولى ادارة البصرة.

وهنأ رجل الدين الشاب مقتدى الصدر انصاره في بيان صادر عن مكتبه في النجف (جنوب) الاسبوع الماضي، قائلا “سمعنا وسمعتم بنية انسحاب القوات البريطانية المحتلة من جنوب العراق الحبيب، فهنيئا لنا ولكم وللمقاومة الشريفة”.

وتعد ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر احدى اقوى الفصائل في العراق وقوة قتالية منافسة في البصرة، رغم عدم سيطرة الصدر على جميعها.

وقد تخوض هذه الميليشيا في البصرة نزاعات مع جماعات شيعية اخرى للسيطرة على المدينة خصوصا وانها قد اشتبكت من قبل مع حزب الفضيلة، في المدينة التي يمثل انتاجها للنفط 97 بالمائة من ايرادات الحكومة.

ولم يحدد بعد موعد مغادرة القوات البريطانية لقصر صدام، بينما قالت تقارير صحافية في لندن ان “الموعد قد يكون وشيكا” مع ان الخط الرسمي في العراق يشير ببساطة الى انه سيتم قبل نهاية العام الحالي.

لكن الامر بالنسبة لأهل البصرة الذين يعيشون فوق قمة واحدة تمثل اكبر مصادر الطاقة في العالم، فيما يحصلون على الكهرباء اقل من ثماني ساعات في اليوم في ظل صيف قائظ تصل درجات الحرارة فيه لاكثر من 45 درجة مئوية.

وقال منير عبد الجليل (25 عاما) الذي يعمل نجارا في منطقة العشار “اتمنى انسحاب القوات البريطانية لانهم مصدر الفتنة في المدينة.

دمروا ولم نستفد منهم بأي شيء فلم يقوموا بما كان السكان يحلمون به”.

واضاف “كانوا في وضع امني جيد ولمدة طويلة الى ان ارتفعت الهجمات ضدهم (...) ذهابهم افضل” الآن.

وعمد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون منذ توليه رئاسة الحكومة في 27 يونيو الماضي الى تمييز موقفه عن موقف سلفه بشأن المسألة العراقية فبدا اقل التصاقا من سلفه بمواقف الرئيس الاميركي جورج بوش منه.

وبحسب استطلاع الرأي، اجري عبر الانترنت في التاسع والعاشر من اغسطس وشمل 1966 شخصا، فإن 74% من البريطانيين يؤيدون سحب الجنود المنتشرين في منطقة البصرة وعددهم 5500.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى