في مهرجان للشباب العاطلين عن العمل تعهدوا فيه بمواصلة الاحتجاجات السلمية

> الضالع «الأيام» خاص :

>
جانب من الجماهير المحتشدة
جانب من الجماهير المحتشدة
احتشد الآلاف من الشباب العاطلين عن العمل في مهرجان هو الأول لهم منذ تشكيل جمعيتهم قبل نصف شهر، وقد بدأت فعاليات المهرجان بترديد الهتافات التي تساءلت عن عائدات النفط والغاز، ونددت بالتخلف.

وألقى في الحفل رئيس اللجنة التحضيرية لجمعية شباب بلا عمل بالضالع الأخ علي عبدالرب كلمة دعا فيها جميع جمعيات الشباب العاطلين عن العمل في عموم المحافظات إلى تشكيل مجلس تنسيق أعلى يضم جميع الجمعيات أسوة بالمتقاعدين العسكريين، وأكد استمرار الفعاليات السلمية الحضارية «حتى نيل كل الحقوق في التوظيف وحق التعليم المجاني العام والصحة والابتعاث الخارجي وتوفير ظروف العيش الكريم في السكن والمشرب من خيرات بلادنا، لا من فضل أحد إلا من فضل الله وحده ومن خيرات الوطن المليء بالثروات التي تذهب لجيوب الفاسدين»، وتساءل عبدالرب عن أراضي الدولة في منطقة سناح بالضالع التي حرم منها الشباب بينما صادرها النافذون.

وكان عضو اللجنة التحضيرية للجمعية الأخ فضل العقلة قد رحب في مستهل الحفل بالحشد الكبير من الشباب معلنا أن «الضالع التي قادت الاحتجاجات السلمية للمتقاعدين قبل ستة أشهر هي اليوم تدشن مرحلة النضال الثاني للشباب، ونراهن على نقله إلى كل أنحاء الوطن اليمني الكبير» مؤكدا أن إرادة الشباب وعزيمتهم «قادرة على تلقين الفاسدين معنى الاحتجاجات السلمية دون تركهم يعبثون بمقدرات الشعب طويلا».

د. عبده المعطري، أمين عام جمعية المتقاعدين بالمحافظة قال في كلمته في المهرجان:«أنتم من كان لآبائكم الشرف عندما حملوا مشعل 14 أكتوبر، كما كان لآبائكم المتقاعدين شرف تكوين أول جمعية، وأعلنوا الاعتصام المفتوح الذي ما زال مستمرا منذ خمسة أشهر».

وأضاف المعطري: «أيها الشباب إننا في جمعية المتقاعدين وخلال أشهر من النضال السلمي المتواصل انتزعنا عدة قرارات من قبل السلطة اعترافا بأننا ظلمنا منذ 94م، وهي الحرب التي ما زالت تأثيراتها الظالمة باقية حتى اليوم، حيث سرح جيش بالكامل كان يسمى جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومنتسبو وزارة الداخلية والأمن السياسي وأخرج المدنيون من وظائفهم ونهبت أراضيهم» مؤكدا في كلمته أن «وحدة 22 مايو ليست محل نقاش، لكننا نرفض وحدة 7/7 كوننا شركاء ولسنا تابعين لأحد». وحذر المعطري مما أسماه «مغبة التباطؤ في ما نرفعه اليوم بصورة سلمية». وقال: «من خلال الجمعيات الثلاث (المتقاعدين، الشباب والمناضلين والأكاديميين المهمشين)، نكون قد ربطنا الماضي بالحاضر وبالمستقبل».

وأضاف أمين عام جمعية المتقاعدين: «إننا عندما نتحدث عن القضية الجنوبية لا يعني بالأساس أننا نتحدث عن الانفصال، بل إن هذا هو الاسم الصحيح للجزء الذي توحد مع الشمال، ونطالب بالوحدة التي هتفنا لها جميعا يوم 22 مايو، التي تعني المشاركة والمساواة، والتي بها يكون تثبيت الوحدة وحمايتها.. إننا نبحث عن حقوق عادلة وصدورنا مفتوحة وايدينا ممدودة للتلاقي لبناء وطن تسوده المحبة والحرية والعدل والمساواة لجميع أبنائه، فلا خطوط حمراء ولا ثوابت، بل إن الثابت اليوم هو الحياة الكريمة للإنسان اليمني وكذلك الديمقراطية بالوحدة والسلطة بالثروة».

وأضاف المعطري: «في الختام ونحن قادمون على شهر رمضان المبارك ندعو إلى مراجعة الذات والوقوف والتأمل وتقييم النفس سلبا وإيجابا وأن تكون العبادة مقرونة بالصدق والإخلاص وأن يوقفنا الله إلى كل خير».

كلمة المنظمات الجماهيرية بالضالع ألقاها منسق منظمة (هود) المحامي محمد مسعد ناجي، عضو المجلس المحلي بالمحافظة، قال فيها مخاطبا الشباب: «لستم وحدكم من حرمتم من حقكم في الحصول على الوظيفة العامة، ولكن غيركم كثير من صادر الفساد حقوقهم وأقواتهم ونهبت أراضيهم وأقصوا من أعمالهم في هذه المحافظة وبقية المحافظات الجنوبية خصوصا، ومع ذلك لن نفقد الأمل في استعادتها ولسوف نواصل النضال السلمي، ولنا في جمعية المتقاعدين خير قدوة حيث قضوا مضاجع الحكام وأجبروهم على الاعتراف بحقوقهم».

وقال: «إننا وشعبنا على قناعة تامة أننا نحكم من نظام ينهب خيرات الوطن وثروته وحقوق أبنائه ويسعى للقضاء علينا جميعا من خلال سياساته السعرية القاتلة وتكميم الأفواه والاستئثار بالوظيفة العامة وانتهاك الحقوق وإفساد القضاء وتقاسم البر والبحر ونهب المال العام وعسكرة الحياة المدنية وإذكاء نار الفتنة بين المواطنين وغياب دولة المؤسسات وخرق القوانين، وهذا كله يتطلب منا جميعا مضاعفة النضال السلمي كل من موقعه».

وأضاف المحامي محمد مسعد: «إن عليكم أيها الشباب مواصلة الاحتجاجات السلمية والتنسيق مع باقي المحافظات، وأن لا ترضخوا للاغراءت التي اعتاد النظام عليها للالتفاف على مطالبكم العادلة، وعليكم أن تعلموا أنه ليس هناك أي ثابت يجب أن نقف عنده جميعا وأن لا نتجاوزه غير ثابت الحياة الكريمة للإنسان، فنحن نرفض أن تنهب حقوقنا بدعوى الثوابت ونحرم من وظائفنا تحت ذريعة الثوابت وتكمم أفواهنا لأجل حماية الثوابت وتوضع الخطوط الحمراء لكل من يرفع صوته مطالبا بحقه».

أما كلمة اللقاء المشترك فألقاها الأخ خالد الجحافي، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، حيا من خلالها فعاليات الشباب التي بدؤوها اليوم وبشكل مدني وحضاري، وقال:«أيها الشاب يا من قدم آباؤكم التضحيات في سبيل أن تنعموا بالحرية والعيش الكريم، وكان كل غايتهم أن يكون المستقبل لكم، لكن كل هذه الاحلام ذهبت أدراج الرياح بسبب الفساد الذي صار يحكم في هذا البلد.

وها نحن اليوم عبر هذه المسيرات والمظاهرات والاعتصامات نؤكد أن الشعب الذي صبر طويلا لن يصمت أمام كل هذا البعث الذي يمارس ضده، وما أنتم أيها الشباب الأحرار في الضالع وأنتم تسطرون أروع الأحرف الا الخطوة الأولى التي ستتبعها خطوات أكثر وأكبر حتى تنتزعوا حقوقكم، فلقد علمتنا التجارب والتاريخ أن الحقوق لا توهب أبدا، ولكنها تنتزع بالثبات والنضال والقدرة على التصدي والصمود، وأنتم خير من يقدر على ذلك”.

وقال الجحافي: «لقد مرت سنوات من حياتكم والنظام يكرر الوعود التي لم نلمس منها غير زيادة أعداد العاطلين وغلاء الأسعار وتفشي الفساد وتدهور الأمن والاستقرار.. إن المئات من الشباب قد لقوا حتفهم انتحارا بفعل السياسات التي أوصلتهم إلى طريق مسدود، وحياة المواطن تداس دون وازع أو ضمير.. وإن اللقاء المشترك يقف معكم ويدعم نضالاتكم فسيروا على بركة الله».

في الضالع
في الضالع
من جهته حيا شلال علي شائع، في كلمة عن جمعية المناضلين بالضالع، الروح العظيمة التي جسدها تشكيل جمعيات الشباب العاطلين عن العمل، وقال:«لقد قدمت الضالع كوكبة من الشهداء حتى ينعم الوطن بالعيش الكريم، ولكن الواقع اليوم مزر والحال بائس وأعداد العاطلين بالآلاف يفترشون الأرصفة». وعاد شلال ليذكر بما كان يعيشه الشباب من وضع معيشي مزدهر في الجنوب، حيث انعدمت البطالة وكانت الدولة مسؤولة مسؤولية كاملة عن توفير الحياة الكريمة لمواطنيها، داعيا الشباب إلى السير قدما، والكل إلى جانبهم، حتى تتحقق أهدافهم العادلة.

واختتم كلمته بقوله: «أيها الشباب، أنتم القناديل التي تضيء لنا الطريق وأنتم وقود هذه الاحتجاجات السلمية حتى ننعم جميعا بالعزة والكرامة».

أما كلمة الأكاديميين المهمشين بالضالع فألقيت من قبل د. صالح صوحل، قال فيها:

«إن إخوانكم في اللجنة التحضيرية لجمعية الأكاديميين المهمشين في المحافظة يشاركونكم المأساة، إننا لا نقل عنكم تعطيلا فما زلنا منتدبين في كلية التربية بالضالع، ومر على البعض ثمان سنوات وأربع من دون حقوق وظيفية ومادية وأكاديمية.. لم يتم تعييننا على الرغم من أنهم يأتون بأناس أقل مستوى من خارج المحافظة».

وأضاف صوحل: «أيها الشباب.. إن نشر الجوع والجهل وسلب الحقوق جميعها من أراض وغيرها، وطرد الموظفين، الهدف منها هو إذلالنا، لكننا نؤكد من هنا عدم خضوعنا واستكانتنا ولسوف نرفع أصواتنا وندعم كل مطالب حقوقية واحتجاجات سلمية وفقا للدستور والقانون حتى تنعم كافة شرائح الشعب بحياة كريمة».

كما ألقيت في المهرجان قصيدة شعرية للشاعر أحمد علي حسن، وقرئت البرقيات من رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العميد ناصر النوبة ورئيس جمعية الشباب والعاطلين عن العمل بمحافظة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى