حدود الألغام وشراكة التهريب

> علي سالم اليزيدي:

> ألغام ومخدرات وأطفال هذا هو المشهد ما بيننا وبين جيراننا، إذ أصبحت الحدود مليئة بالألغام وأكياس المخدرات وأرتال الأطفال الصغار الذين تتاجر بهم مافيا التهريب التي درجت على جعل سلع وبضائع التهريب والتجارة السوداء، هي أطنان الألغام المضادة للدبابات والذخائر والرصاص إلى الأطفال كسلعة عصرية في سوق التبادل والعرض ما بين بورصة وأسواق رجال وتجار وعقول المافيات وهي حيرة لا تنتهي ولا يظهر فاعلوها أبداً.

ما يقرب من عشرة أطنان من الألغام المتنوعة وقذائف الهاون وقعت في قبضة رجال حرس الحدود مع المملكة العربية السعودية، طبعاً الحرس الحدودي السعودي هو من كشف وأحبط المحاولة وليس في نطاق خطوطنا الداخلية والخارجية، مع أن هذه الألغام التي ذكرت كخبر في صحيفة «الأيام» عدد 8/14 خرجت من عندنا، فهل كما قال المثل «عبرت في غدرة» أم أن الأيادي لم تتحسس البضاعة! وقالت صحيفة «عكاظ» السعودية نقلا عن «الأيام» العدنية إن كميات كبيرة من القات أحبط تهريبها إلى داخل الأراضي السعودية، وكأنما المسألة سوق تجاري يتقاسم الحدود، ولكن إحدى الضفتين تواصل الهجوم والأخرى تحبط المحاولات، إنها جزء من مشهد عام يجري حراكه كل يوم، مشهد بدايته ألغام على الحدود ونهايته شراكة للتهريب، بينما يشترك في هذا المشهد أيضاً مناظر من القلاقل الحدودية الأخرى وما يرافقها من دوي المدافع لحرب صعدة ونزاعات القبائل وأتباع التمرد على حدود حجة، أوليس هذا بكاف لاستكمال صورة العين المغمضة والسراج المطفأ؟.. لربما!

إننا لا نكتفي بما يحدث من اختراقات حدودية معاكسة ونشاط يتصل بشبكة الحدود وعصابات تثرى من أموال التهريب وتنشئ العمارات والشركات والبنوك وتبيض الأموال، كل شيء أصبح مباحاً وسياسة التهريب المفتوح تهاجم شبابنا والعاطلين الذين ينشئون جمعياتهم المعتادة للإهمال، أسوة بصوت العسكريين المسرحين قسراً بعد حرب صيف 1994م، كل شيء مفجع هو مهرب من ضبط 330 أمبول مخدر حسبما ذكرت «الأيام» 13 يوليو، إلى محاكمات عصابات التهريب وظاهرة الهروب لهؤلاء من سجن المهرة المتكرر، إلى القمح الفاسد الذي يباع في أسواق شبوة ومحافظات أخرى بعيدة، إلى المعلبات الفاسدة بسبب انتهاء الصلاحية وسوء الخزن، حيث تغدو هذه المعلبات أخطر على الإنسان وهي السم الزعاف للأطفال والرجال والمجتمع.

إنها لمصيبة التي تجعل من التهريب ظاهرة للشراكة والألغام خطوطاً للحدود ما بيننا وبين الجيران، المخدرات يسأل عنها الفتيان والشباب في المكلا وعدن ومدن أخرى، والأطفال يساقون إلى الخارج، وارتفاع الأسعار هو الآخر حرب خفية ضدنا لأننا يجب أن نهرب منه إلى ما لا ندري، خوفاً وهلعاً فكل مسئولينا ورجال الحكم منا ساكتون فبضاعتنا وتكامل علاقاتنا هي ألغام ومخدرات وأطفال، وأسعار وبطالة والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى