«الأيام» مدرسة للصحافة الحرة النزيهة

> أديب قاسم:

> هذه هي الصحيفة (الأولى) في اليمن بكل ما في الكلمة من معنى ودون منازع. وإن الوقوف إلى جانبها، وهي التي فتحت الباب على مصراعيه (لحرية الكلمة) بما تمثله من حيوية للمجتمع على طريق النمو للفكر الديمقراطي، إنما يعني الوقوف إلى جانب الكلمة الشريفة، إلى جانب حرية الرأي، وحرية الإبداع وهو الشرط الجوهري لصنع التقدم في مسار الحياة الإنسانية.. ولإرساء دعائم الدولة الحديثة والمتطورة في اليمن.

يقول روي هاوارد(Roy W. Howard) أحد أساطين الصحافة في عصرنا، وهو ما يتفق تماماً مع رسالة «الأيام» في نهجها الصحفي بكل ما في هذا النهج من مهنية عالية وموقف شريف: Simply but correctly defined the newspaper is good when its community so describes it and when it has the support, the public respect, and the confidence of The commuinty to whicn and for which it Speak.

أي: إذا أردنا أن نعرّف الصحيفة الجيدة تعريفاً بسيطاً وصحيحاً، فيمكننا أن نقول إنها تلك التي يصفها مجتمعها بأنها صالحة. والتي تحظى بدعم واحترام الشعب، وتكون محل ثقة المجتمع الذي تخاطبه وتتخاطب عنه. وبمعنى: Newspapers generally succeed or fail According to their ability accuralety to reflect the hopes, and successfully to fight for the public welfare of their .community

فالصحف عموماً إما أن تنجح أو تفشل بالقدر الذي تستطيع أن تعكس آمال مجتمعها بأمانة ودقة، وأن تكافح بنجاح من أجل المصلحة العامة لمجتمعها.

وهذه هي الصحيفة الوحيدة أي «الأيام» التي تلقى دعمها الحقيقي من غير الحكومة.. وإنما من استقلالها الاقتصادي، فلا تعرف محاباة السلطة لتخدع المجتمع.. وكان هذا هو سبب نجاحها على المستوى المحلي (الإقليمي) والعربي والدولي.. وهذا ما ينص عليه روي هاوارد في تعليله للصحيفة الناجحة فيقول:

Today the fact has come to

be generally recognized that economic independence is on of the

first essentials of a newspeper commited to public service

أليس هذا هو المسار الديمقراطي الحر الذي تسعى الدولة لانتهاجه تحت واجهة الإعلان عن السير صوب الاقتصاد الحر المستقل في إدارته للمشاريع المالية الإنمائية بما فيها الإعلام أو كان المشروع الثقافي الهادف إلى التنمية البشرية فكرة وحضارة؟.. فلماذا تضع الحكومة خطوطاً حمراء أمام الصحافة الحرة والنزيهة كصحيفة «الأيام»؟.. هل هو ارتداد عن النهج أو البقية الباقية من الهامش الديمقراطي؟!

فإلى إين المصير؟.. وهذه هي «الأيام» التي تحظى بالاستقلال الاقتصادي وقد وقفت نفسها على الخدمة العامة. وهذا هو الموضوع الذي وقفت فيه «الأيام»:

هؤلاء الجنود والمدنيون المتقاعدون (أو المسرحون من الخدمة قسراً).. لقد انقضت سنوات وسنوات من غير أن تدفع لهم أعطياتهم (استحقاقاتهم) أو عودتهم إلى أعمالهم!.. فمن يتحدث بلسانهم أمام المسؤولين؟ إن أحداً لا يعرف كم قد تألموا خلال سنوات ما بعد الحرب. أكثرهم عملوا في سبيل الثورة، فهل من أحد يعمل لخدمة هؤلاء الذين قاتلوا تحت رأية الثورة؟!

كانوا يقولون: «إن كل مطلب تدعمه القوة قد يحمل الفتنة» فخرجوا إلى الساحات وقد كانوا بحاجة إلى خطة، وإلى تنظيم، وإلى هدف لعرض مطالبهم وتقديمها إلى الحكومة.. فتسلحوا بالحق الدستوري: الاعتصام!

وكتبت «الأيام»: «إن دعواهم عادلة».

وكتب كثيرون في هذه الصحيفة «إن أحداً لا يستطيع أن يقول غير ذلك.. لقد انقضت تلك الأيام التي حارب فيها أحدنا الآخر».

وكان على الدولة ممثلة بالحكومة أن تقول:

«هؤلاء المواطنون يستحقون كل عطف ولسوف ندفع إليهم حقوقهم.. كما ينبغي أن نجري عليهم المواطنة المتساوية والكاملة.. وإذا كان لنا أن نعتبر أننا خرجنا من الحرب منتصرين، فعندئذ كان الأحرى بل كان ينبغي أن تتخذ الإجراءات القانونية لإحقاق المصالحة والعدل ونشر السلام في الوطن»

غير أنها لم تفعل!.. فكان رد المعتصمين في ساحة الحرية.. مثلما كان موقف «الأيام»: «في ميسورنا أن نحمل الحكومة على أن تدرك هذا الواقع.. وليس ثمة سبب يحتم أن نكون (الجنوب - والشمال) عدوين.. لقد تمت أعظم وأكمل ثورة عرفها التاريخ اليمني على نحو مجيد، سعيد، وهي قيام الوحدة».

و«الأيام» صحيفة الشعب بالقدر الذي تعبر فيه عن لسان حال الجنوب فهي تعبر عن المجتمع اليمني الواحد.

«الأيام» لم تزد على أن قالت ذلك في لجة من الكتابة وعرض للصور أمام عتاولة العسكر ومن وراءهم من المنتفعين بالجنوب كغنيمة.. وذلك صونا للحقوق وللوحدة !

حاربت «الأيام» كل ذلك وليس غير الدفاع عن الذين عضّهم الجوع، وعن مستقبل الوطن الواحد بإنشاء دولة بعيداً عن الآلام التي يقاسيها الناس في الجنوب!

سلوا الشعب ما إذا كانت «الأيام» قد تكلمت في يوم من الأيام بلسان غير لسان الإنسانية.. فكيف تعمل على إحداث شقاق بين أفراد الشعب؟

ولا بد من إعادة النظر في مسألة إعادة بناء دولة الوحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى