الثوابت الوطنية

> عارف حمود اليافعي:

> الثوابت الوطنية الحقة والحقيقة لا يختلف اثنان على قدسيتها وعظمتها ومكانتها الخالدة في نفوس الجميع باستثناء قلة قللية وهما الثنائي القبيح (المتنفذون والفاسدون) .

ذلك أن الثوابت الوطنية منظومة واحدة متكاملة ومترابطة بعقد وطني واحد إن تم التفريط بأي منهما انفرط العقد كله، لذلك فالثوابت الوطنية لا تقبل القسمة أو التجزئة أو التسمية المرحلية المؤقتة لكي يستعيرها طرف ما لتمرير مشاريع استثنائية هدفها تطويع وتطويق أي مطالب أو حقوق مشروعة أو تحركات سلمية مستقبلية لفئات أو لأحزاب أو لمنظمات المجتمع المدني حتى وإن كانت في إطار الثوابت الراسخة، وإخماد أي صحوة ضد الظلم والفساد والغلاء أو غياب العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد .

وهذا بالضبط ما لا يريده تجار وسماسرة الثوابت الوطنية الخوارج عن كل المفاهيم والقيم الإنسانية التي أمر الله تعالى أن تسود بين الناس والتي أجمع عليها الشعب وعبر عنها من خلال مؤسساته المدنية المعبرة عن إرادته الحقيقية كالأحزاب السياسية والصحف والنقابات والتجمعات التي كفلها الدستور والقانون .

ولأن التجار والسماسرة المروجين للبضائع الفاسدة والكاسدة ديدنهم الكذب والغش والتدليس فإن ثوابتهم الوطنية زائفة، مفصلة على مقاساتهم يرتدونها ويتزينون بها كل ما دعت الحاجة لذلك لعرضها والاستعراض بها في أسواق المزايدات والمناورات السياسية الرخيصة للكسب المحرم والسريع على حساب المواطن ومصلحة الوطن، لذلك فهؤلاء لا يتحرجون من الترويج لثوابت عقيمة ظاهرها وطنية وباطنها وثنية تتنافى كلياً مع كل تلك الثوابت السامية الراسخة في النفوس والمدونة في الدستور والتي قدم شعبنا من أجلها قوافل من الشهداء وأنهاراً من الدماء واليوم ها هم الأبناء والأحفاد ينتصرون لهذه التضحيات النفسية ويصطفون صفاً واحداً يكسر ولا يُكسر لشق طابور الحرامية واللصوص وإستعادة كل ما امتدت إليه أياديهم القذرة بالسلب والنهب والعدوان ليبقى الوطن حراً عزيزا ينعم بثوابته الوطنية الأصلية وفي مقدمتها الحرية والعدالة والديمقراطية .

كلمة أخيرة:

آلاف الرسائل والبرقيات التضامنية من داخل الوطن وخارجه مع صحيفة «الأيام» والتي نشرتها في الأيام الماضية ومازالت والتي عبر من خلالها أصحابها وهم من كافة فئات وشرائح المجتمع عن تضامنهم مع «الأيام» تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن «الأيام» ليست لوحدها وليست طوفة هبيطة يتسلقها النافذون ورموز الفساد كل ما أرادوا ذلك، فقد أصبحت معلماً وطنياً بارزاً ورمزاً من رموز الحرية والديمقراطية تلتف حوله وتنتصر له كل الفعاليات والقوى الخيرة المحبة للعدالة والسلام .

عضو جمعية الجالية اليمنية بالكويت

رئيس اللجنة الإعلامية والثقافية سابقاً

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى