هل اقتربنا من مزاج جيل الوحدة وفهمناه؟

> أحمد علي الأحمدي:

> البلية مصدر عواقب غير محمودة ، وشر البلية أن نغرس فينا القناعة التامة بأننا على صواب دائم في كل شيء، وغيرنا في خطأ دائم وفي كل شيء, وأن لا نتوخى الحقائق من منابعها، مثلما نجعل من التفكير السليم، ومن العقل والمنطق والواقع، أموراً ليست ذات أهمية، ولا نعرف جيداً ماذا ينبغي لنا أن نقول ولمن نقوله، ونتخذ من أسلوب عملنا في القيادة والتوجيه والتعامل، الإصغاء لطرف واحد والاستماع إليه بشكل أعمى، وهو الطرف المحيط بنا والمحاطون به، والقريب منا والأقرب إلينا بحكم الوظيفة والمركز، ونتجاهل طرفاً آخر مهماً من فئات الجماهير، وأكثرها أهمية وحساسية وخطورة، فئة الشباب العاطل، أومن أسميناهم (جيل الوحدة) وهم الشباب الذين تغنينا بهم، وبأنهم لا يعرفون سوى يمن واحد موحد، وأنهم الدرع الواقي للوحدة، والمدافع القوي عنها ضد أي مكروه، بحسب فهمنا وتفكيرنا واستيعابنا للأمور تجاه جيل الوحدة، بكل وبمختلف تشكيلاتنا قيادة وحكومة ومستشارين، ومجالس نواب وشورى ومنظمات وجمعيات هنا وهناك، وبذلك هل نكون قد اقتربنا من مزاج جيل الوحدة؟.. وأي وضع وحال كنا ملامسين له مما يخص هذا الجيل؟

وعندما نقول إن الوحدة بخير، فهل في الوقت نفسه كنا مطمئنين وواثقين بأن جيل الوحدة بخير؟

حقيقة هذا ما لم نفعله ولم نمارسه، وغفلنا أو تغافلنا عنه بسبب انشغالنا بذاتنا، ليتولد شعور مخيف عند هذا الجيل، بأنه عبارة عن وسيلة للاستخدام عند الحاجة، وإسماعه خطباً طنانة رنانة عند كل مناسبة أو ظرف طارئ، بدلاً من تحقيق ما يرنو له ويتطلع إليه من أحلام وطموحات، ولو على طريقة التقسيط الطويل الأجل، هذا الحال دفع بجيل الوحدة للتذكير، من خلال التظاهرات السلمية التي تحمل معها رسالة لنا للعودة إلى التفكير الصائب، وإلى فهم ثقافة هذا الجيل، الذي تلزمنا المسؤولية الوطنية التعامل معه بصدق ومصداقية، ووجوب إدراكنا بأن المراحل تختلف باختلاف سنواتها، وتجاوز مسألة التمسك والإصرار على صحة وصواب نهجنا ومنهجنا، حيث كل شيء مقبول عند الإنسان من أجل وطنه، عدا مسألة اللعب والتلاعب بعقله، خصوصاً عندما يكون هذا الإنسان عاطلاً وضائعاً وجائعاً، ونبعده ونتباعد عنه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى