وتلك الأيــام .. مدرسة الكرامة

> عبود الشعبي:

> بدأت (الفعالية) التي لم تكن السلطة تظن أنها قائمة، وأما الذين كانوا يتوقعون لها أن تبدأ فعموا وصمّوا تجاه الأسباب التي بشرت باقترابها.

وأما الآن وقد رفع الديك عقيرته بالصياح فإن الدولة رضيت لنفسها أن تكون في مواجهة هؤلاء المظلومين، ليس لأنها تبدع صناعة الأجوبة، أو أنها أهل للقاء، وإنما على غير موعد.. بعد أن غر هؤلاء بريق المنصب وتغافلوا عن الشكوى التي طالما ظلت توقظهم بنعومة ..قبل أن تخفق أعلام التظاهر ولافتات التنديد بسلوك الحكومة في ساحات الاعتصام.

إن أشخاصا رسميين اعترفوا بأن السادة - وكلهم سادة - أعطوا ظهر المجنّ للذين بحت أصواتهم راجين رد الكرامة، وإنما فعلوا ذلك انتصارا للفساد الذي يكافئ من يشارك في إذلال الشرفاء.

لكن حتى هؤلاء الأشخاص كانوا هم -قبل انتباهتهم - ضمن الفريق الصامت الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم ويستغشون ثيابهم!

صباح النور يا خورمكسر .. من هذا المكان سُمع للموج حركة زاخرة، تسبق إلى النفوس المشتاقة، فلا ترضى إلا بالدوران مع الحق.. وتستجيب قبل أن يتلاشى زبد الموج.

إنه فريق المتقاعدين الذي أيقظ النوم .. وتصدى للضربة الأولى.. وفي عدن ما يزال الرجال يستقبلون أعقاب البنادق، لكنهم ما ضعفوا ولا استكانوا.

إن السلطة وباعتراف رسمي هي التي أعطت ضوءاً أخضر يملأ أرجاء المكان لكتابة شعارات مناوئة لطريقة إدارتها لشئون البلاد والعباد .. ولو أنها لم تضع أصابعها في آذانها من قبل .. لما جاءت الآن صوب عينها.

صباح الحرية يا ساحة الخلود .. من هنا صدع تلاميذ مدرسة الكرامة بالحق، فتداعى لهم الذين سُلب حقهم من سيئون ويريم إلى الأزارق والحالمة .

حتى رغيف الخبز أيها المحامي الجليل يوحي بالسطو عليه .. ويوم يعلم البسطاء أنه نالك من أعقاب بنادق الشرطة أذى .. ستكبر في أعين السابلة.. لأن الواقعة جاءت في لحظة البحث عن الكرامة.. لا تحزن محمد ناصر .. مادام المفسدون توقوا لأنفسهم من أعقاب البنادق وأصابتك أنت..هي قبيلة الفساد تأوي من يلوذ إليها .. وأما أمثالكم فمكانه مدرسة الكرامة .. حيث تدفع ضريبة الحرية .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى