إهدار الحق في الاعتصام في محافظات الجنوب

> علي هيثم الغريب:

> إن القيود العسكرية والأمنية الموضوعة على الاعتصامات في جزء من الوطن اليمني، وإطلاق الرصاص الحي والقنابل الدخانية، والاعتقالات الجماعية التي تتم من المساكن العامة والشوارع تثير تعارضاً مع الضمانات الدستورية للحق في الاعتصامات والتجمعات، وحق الأشخاص في التعبير عن آرائهم، وإن هدم حرية الاعتصام يقوض الأسس التي قامت من أجلها الوحدة والديمقراطية.

إن السلطات المحلية في كل محافظات الجنوب أسرفت في تجريم الاعتصامات عن طريق الاعتقالات الجماعية وإطلاق الرصاص الحي على المعتصمين، هذا التجريم يتم عن طريق المعاقبة الجماعية على سلوك ممارسة الحق أو الحرية التي كفلها الدستور والقانون، وهنا نقول للسلطات المحلية في محافظات الجنوب: أفتونا إلى أي مواد قانونية وأحكام دستورية يمكن أن نستند كي نطالبكم بمنحنا تراخيص لاعتصاماتنا، وإذا كانت هناك مواد قانونية تمنع الاعتصامات في محافظات الجنوب فلماذا لا تقدمون الناس إلى القضاء بدلاً من إطلاق الرصاص الحي عليهم؟ ومع الأسف تتخذ الإجراءات والصلاحيات الممنوحة لأجهزة الأمن لتفريق المعتصمين بدون أي قانون، وتتواصل ممارسات الاعتقالات ومظاهر إساءة معاملة المواطنين في الشوارع وداخل مقار الاحتجاز المختلفة في ظل استمرار التقاعس من جانب المجالس المحلية المنتخبة في القيام بمسئولياتها وخوف الأطباء من القيام بواجبهم المهني والإنساني في تقديم الرعاية الطبية لضحايا الاعتصامات.

وانطلاقاً من ذلك فإننا نطالب نشطاء حقوق الإنسان في اليمن أفراداً ومؤسسات والديمقراطيين في سلطات الدولة بالتدخل القانوني بكل الوسائل المشروعة من أجل وقف إطلاق الرصاص الحي على المواطنين المعتصمين سلمياً من قبل الأجهزة الأمنية، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان في محافظات الجنوب وحملات الاعتقالات الواسعة ضد المعتصمين، والإجراءات التعسفية التي تمارس ضدهم، وينبغي أن يكون التعامل مع المعتصمين مقيداً بالحدود التي رسمها الدستور، ولا يجوز للسلطات المحلية في هذه الحالة أن تعمل قيوداً متعسفة تجعل التمتع بالحق مكلفاً إلى الحد الذي شاهدناه مؤخراً في محافظات الجنوب، وإذا كان هناك نص ورد في أي قانون (قد نكون نحن رجال القانون لا نعرفه) ينظم الاعتصامات فنأمل ذكره في أي تصريح قادم للسلطات المحلية، مع أننا نؤكد أن انتهاكات حقوق المتعصمين تعارض تماماً نصوص الدستور والفقه القانوني والإنساني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى