علي سيود.. الإبداع الأصيل

> «الأيام» مختار مقطري:

> كيف أتناول على سيود.. هذا الفنان المبدع الأصيل؟ كيف يمكنني أن أنقل للقارئ صوراً مضيئة مختصرة عن سمات إبداعه الجميل، وكيف أغامر في الغوص في بحيرات الألق المشع التي يشكلها علي سيود بأدائه المعطر بسحر التراث والموشى بأناقة الحداثة الفنية.. فلا يطغى ذلك على تلك، لكنهما يتوازيان في أدائه ويلتقيان ويمتزجان في بوتقة ينسجها على سيود بالأوتار ويدفئها بعبق صوته (المخضرم) .. صوته المغسول بندى الأصالة والمزين بحنائها والفواح بروائح الند والبخور والمستكى والزعفران، إلا أنه يتدثر برشاقة الحرفنة الدالة على شبع فني عن طول ممارسة وحسن استماع للقديم والجديد . صوت علي سيود (حالي) .. (حالي) كما ينطقها لسان صنعاني فيشبعها باستطعام لذيد .. صوته ينقلك إلى زمن الفن القديم .. زمن الأساتذة الرواد بكل ما في زمنهم من فن عاشق ومعشوق، وألحان علي سيود ترتشف من رحيق التراث لكنها لا تغترف منه بلا هدى لتشع بومضات مبتكرة توحي بمقدرة فائقة على الملاءمة بين القديم وبين الجديد في أفكار لحنية بديعة .

في صوت علي سيود طعم (البيدان) و(التمباك) في غيل باوزير، واللوز الصنعاني، وحلاوة الموز الأبيني، وفي ألحانه نكهة (القرمش) اللحجي، والحلوى (الصوري) في عدن.. في صوته تاريخ فني يتكثف، وفي ألحانه تاريخ فني حديث يرفض البلادة الفنية والتطرف في الغناء .

ومع ذلك .. ومع كل ما في صوت وألحان وأداء علي سيود من جمال .. إلا أن علي سيود يضيف إليه جمالاً آخر.. جمالاً إنسانياً راقيا.. بهدوئه هدوء حكيم يتأمل .. وبتواضعه الشديد وتأدبه الجم.. فلا يغني إلا إذا طلب منه أن يغني خشية أن يفرض نفسه على مجالسيه رغم علمه بشغفهم بعزفه وغنائه الجميل .

ولكن علي سيود لم ينصف حتى الآن إعلاميا على الأقل .. لأعلنها دعوة لكل ذي شأن واختصاص لتقديره التقدير الذي يستحقه، وتكريمه كما ينبغي أن يكون تكريم فنان مبدع وأصيل .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى