محادثات مشرف وبوتو تعثرت ولكنها لم تنهر

> إسلام أباد «الأيام» روبرت بيرسل :

>
الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو
الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو
قال محللون إن محادثات اقتسام السلطة بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو تعثرت ولكن من المحتمل ان تعيدهما ضروريات سياسية الى مائدة المفاوضات من جديد.

ويجس كل من مشرف وبوتو التي تعيش في منفي اختياري بعدما شغلت منصب رئيسة الوزراء مرتين نبض الاخر منذ فترة ولكن مع اقتراب نهاية فترة ولاية مشرف كرئيس للدولة وقائد للجيش كثفا جهودهما للتوصل لاتفاق.

لكن بوتو صرحت في لندن أمس الأول ان المفاوضات تعثرت لكنها ستعود إلى باكستان قريبا جدا حتى دون اتفاق. وأضافت انها ستعلن تفاصيل عودتها في الرابع عشر من الشهر الجاري.

ومن المحتمل ان يقضي اى اتفاق بين الاثنين بتنحي مشرف عن منصبه كقائد للجيش قبل ان يرشح نفسه لاعادة انتخابه رئيسا بين منتصف سبتمبر ايلول ومنتصف اكتوبر تشرين الأول كما يمهد الطريق لعودة بوتو التي تواجه اتهامات بالفساد للعمل السياسي والمشاركة في الانتخابات العامة المقرر ان تجرى في نهاية العام.

والاثنان حليفان طبيعيان يعارضان التشدد الإسلامي ويحبذان اصلاحات السوق الحرة.

ويود الغرب ان يرى تعاونا بين المعتدلين في دولة تمتلك سلاحا نوويا تقف في الخط الأول من الحرب ضد تنظيم القاعدة ومهمة لانهاء مشكلة طالبان في افغانستان.

وتواجه باكستان خطر عدم الاستقرار والفوضى مع تراجع شعبية مشرف وتزايد التحديات القانونية لحكمه فيما يستعد رئيسا الوزراء السابقان بوتو ونواز شريف للعودة إلى الوطن.

ويقول بعض المحللين ان هوة عدم الثقة بين مشرف وبوتو عميقة لدرجة تحول دون التوصل لاتفاق عريض بينهما ولكن آخرين يقولون انهما يحتاجان لبعضهما بعضا.

وقال المحلل السياسي نسيم زهرة أمس الأحد "سيحاول الاثنان حتى النهاية. لا اعتقد ان المفاوضات انتهت."

وتابع "انها ضرورة سياسية للاثنين في ضوء اهدافهما.. الاول يريد البقاء في السلطة والثانية تريد العودة بفعالية كبيرة للساحة السياسية."

واتاح قرار بوتو تأجيل اعلان خطط عودتها إلى 14 سبتمبر متسعا من الوقت لاجراء مفاوضات خلال تلك الفترة وقال وزير الاعلام علي دراني اليوم ان المفاوضات سوف تستمر,وقال مشيرا لمطالب بوتو "يتوقف نجاح المحادثات على رغباتها."

ويحتاج مشرف لمساندة زعيمة ذات شعبية كبيرة مثل بوتو ليعزز موقفه قبل ان يسعى لاعادة انتخابه وبصفة خاصه في ظل تعهد خصمهما القديم رئيس الوزراء السابق المنفي نواز شريف بالعودة في العاشر من سبتمبر وتحدي مشرف.

ويلزم الدستور مشرف بالتخلي عن قيادة الجيش وهو القاعدة الرئيسية لسلطته بحلول نهاية العام.

ثم يحتاج لتأييد بوتو لاجراء تعديل دستور يلغي بندا يحظر علي الموظفين العمومين الترشح لتولي منصب عام لمدة عامين من تاريخ استقالتهم.

وتصر بوتو على تنحية مشرف عن منصبه كقائد للجيش ومنحها والمسؤولين الذين خدموا في اواخر الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي حصانة من المحاكمة.

وتريد بوتو رفع حظر على تولي رئيس للوزراء منصبه لفترة ثالثة وتجريد الرئيس من سلطة عزل الحكومة.

ويشعر اعضاء كثيرون في حزب الرابطة الاسلامية الحاكم في باكستان بالقلق لاحتمال عودة خصمهم القديم بوتو لانتزاع السلطة منهم.

ويرفض مطالبة بوتو بتولي رئيس للوزراء منصبه لفترة ثالثة وتخلي الرئيس من سلطة عزل الحكومة.

ويخاطر مشرف باحداث انقسام في حزب الرابطة الاسلامية وهو القاعدة الرئيسية لمساندته إن تنازل كثيرا لبوتو.

وقال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي "يمكن ان تقدم بوتو دعما قويا لمشرف ولكن لا تستطيع ان تحل محل حزب الرابطة الاسلامية لانها من وجهة نظرة لا يعتد بها."

وتابع "ربما يواصلان المحادثات ولكن لا اعتقد انهما سيتوصلان لاتفاق".

وفي حالة فشل مشرف في ابرام اتفاق مع بوتو ربما يلجأ لاحزاب اسلامية ولكنها تبدي فتورا بعدما نقض تعهده بالتخلي عن قيادة الجيش في عام 2004.

وكملاذ اخير قد يعلن حالة الطواريء او يفرض احكاما عرفية واستبعد مشرف ذلك ولكن المخاوف من اخذه خطوة عنيفة تلوح في الافق. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى