> باتت معظم الحرائق التي اجتاحت مناطق عدة في اليونان تحت السيطرة أمس الأحد باستثناء حريق في منطقة البيلوبونيز، في حين اكد رئيس الوزراء اليوناني تصميمه على اصلاح مؤسسات الدولة في العمق قبل اسبوعين من استحقاق الانتخايات التشريعية.

وارتفعت حصيلة الحرائق التي تلتهم منذ 24 آب/اغسطس منطقة بيلوبونيسيوس جنوب اليونان أمس الأحد الى 64 قتيلا بعد وفاة رجل كان اصيب بحروق بالغة في جزيرة ايفيا (شمال شرق اثينا).

وكانت فرق الاطفاء اليونانية لا تزال تكافح مساء على جبل بارنون في لاكونيا في بيلوبونيسوس حرائق لم تكن تهدد بلدات او قرى. ومع بزوغ ساعات الفجر الاولى قامت اربع طائرات ومروحية باخماد السنة اللهب على جبل بارنون المشتعل منذ اكثر من اسبوع.

وحاولت طائرتان وثلاث مروحيات اخماد الحرائق التي كانت لا تزال مشتعلة في اركاديا وميسينا في وسط شبه الجزيرة. وكانت فرق الاطفاء تعمل على احتواء هذه الحرائق التي التهمت الاف الهكتارات.

واخمدت الحرائق التي امتدت منذ تسعة ايام الى وسط جزيرة ايفيا، في ميسترو وجنوبها "جزئيا".

وقال المتحدث باسم فرق الاطفاء نيكوس ديامانديس في مؤتمر صحافي "ان الوضع شهد تحسنا ملحوظا أمس الأحد".

وفي المقابل هبت طوال النهار رياح عاتية على غرب البلاد حتى منطقة بيلوبونيسوس الا ان مركز الارصاد الجوية اشار الى تراجع طفيف في درجات الحرارة. فقد بلغت درجات الحرارة أمس الأحد 32 درجة مئوية في اثينا مقابل 40 درجة أمس الأول على ان يستمر انخفاضها اليوم الإثنين.

وعلى الجبهة السياسية واصل رئيس الوزراء المحافظ كوستاس كرمنليس أمس الأحد التحضير لحملته تمهيدا للانتخابات التشريعية المقررة في 16 ايلول/سبتمبر وزار منطقة منكوبة على جزيرة ايفيا.

وفي مقابلة مع صحيفة يونانية، اكد رئيس الوزراء الذي لا تزال تشير استطلاعات الرأي الى تقدمه الطفيف على منافسه الاشتراكي، ان كارثة الحرائق تفرض اجراء اصلاحات "في العمق" في مؤسسات الدولة.

والقت المأساة التي شهدتها اليونان في الايام الماضية الضوء على عدم استعداد اجهزة الدفاع المدني لمواجهة مثل هذه الازمة وقلة استعداد البلاد بشكل عام للتصدي لمثل هذه الحرائق الكبيرة. وكانت هذه الحرائق متوقعة بعد اشهر من الجفاف وثلاث موجات حر شهدتها البلاد هذا الصيف.

وقال رئيس الوزراء ان "اجهزة الدولة قامت بكل ما في وسعها لمواجهة هذه الحرائق غير المسبوقة" في تاريخ البلاد.

واكد مجددا ان "انتشار بؤر عدة في وقت واحد في مناطق عدة لا يمكن ان يكون مصادفة". واضاف ان "الحكومة تبذل قصارى الجهود للقبض سريعا على المسؤولين عن تسبب هذه الحرائق" وبالتالي الخسائر في الاوراح والممتلكات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، اكد كرمنليس ان آثار الحرائق "على الاقتصاد محدودة وتحت السيطرة". وقال انه لن تتخذ "تدابير خاصة" لاحداث توازن في الموازنة المقبلة لان الاوضاع الاقتصادية في البلاد سليمة وتشهد نموا مطردا.

وفي ستيرا، تعهد رئيس الوزراء بعد التحليق فوق المنطقة المنكوبة ب"تقديم مساعدة كبيرة في اطار عملية لاعادة اعمار المنطقة".

ويوم أمس الأول اكد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "تضامن" الاتحاد المالي مع اليونان بعد التحليق مع كرمنليس فوق بيلوبونيسوس.

واعلنت المفوضة الاوروبية المكلفة السياسة الاقليمية دانوتا هوبنر ان الاتحاد قد يخصص هذه السنة حوالى 600 مليون يورو لمساعدة اليونان. (أ.ف.ب)