هل النضال السلمي ضد الفساد من سنن المدافعة

> علي الذرحاني:

> هل الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات الجماهيرية السلمية المطالبة بحقوقها التي كفلها الدستور ممن يعملون على تجاهل هذه المطالب ويؤزمون الأمور مما يقود البلاد إلى الهاوية وتعم الفوضى وعدم الاستقرار.. هل هذه الاحتجاجات تندرج تحت مصطلح سنة المدافعة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في الآية 251 من سورة البقرة ?{?ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض?}? وفي الآية 40 من سورة الحج ?{?ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامعُ..?}?.

فقد ورد في التفسير أنه لولا أن الله تعالى يدفع بعض الناس ببعض ويكف بهم فسادهم لغلب المفسدون وفسدت الأرض وبطلت منافعها من الحرث والنسل، وقُتل الأبرار وخُربت البلاد وعُذب العباد وبمعنى أوسع لولا أن الله تعالى يسلط جنوده على المفسدين لمحو فسادهم ويسلط الأشرار بعضهم على بعض لما عمرت الأرض، فكلما ظهر مفسدون وظلمة قيض الله لهم من يدفع شرهم وهكذا يؤيد الله الذين يصلحون في الأرض ولا يفسدون، هذا وإن كانت هذه الآية من سورة البقرة تشير الى ُسنّة المدافعة بين أهل الضلال والظلم والإفساد وبين أهل الإيمان والحق والصلاح إلاّ أن من استنكر منكراً ودفعه بيده أو بلسانه أو بقلمه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان فهو يدخل بإذن الله ضمن سُنّة المدافعة تلك من أجل إحقاق الحقوق لأصحابها وإعادة الأمور إلى نصابها وحتى لا يكون المال العام دولة بين فئة أو جهة أو شريحة بعينها تستأثر به لوحدها، فهل يتعظ حكامنا من سُنّة المدافعة هذه؟ وما الاحتجاجات والاعتصامات إلاّ مقدمة لها ومؤشر ينذر باقترابها!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى