ضد القمع

> عبدالرحمن خبارة:

> على ملتقيات التسامح والشعب في المحافظات الجنوبية أن يدركوا أن السلطة ستواجه الاعتصمات والمهرجانات بالعنف والقمع، كون هذه المحافظات تشكل (البقرة الحلوب) أي الثروة المنهوبة، فلا يضر السلطات القيام باعتصامات في بعض المحافظات الشمالية، فهذه المحافظات تعتمد في إيراداتها وبشكل كبير على ما يأتي من المحافظات الجنوبية، أليست إيرادات الميزانية العامة %80 منها من إنتاج نفط الجنوب وباعتراف الحكومة نفسها؟

> وتأتي أكذوبة أخرى مصدرها وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية المحلية وبالذات في المحافظات الجنوبية، حيث تردد أن الاعتصامات والتظاهرات لا يسمح لها إلا بموافقة هذه المؤسسات، ولعل ما قاله الأخ الفاضل أحمد محمد بامعلم مقرر هيئة التنسيق في حضرموت يكذب ذلك حين تحدث في خطابه في مهرجان المكلا:«لقد أشعرت هيئة التنسيق السلطات المحلية والأمنية بالمحافظة (المكلا) بتوجهها لتنظيم فعاليتي المسيرة والمهرجان منذ أسبوع، وانتظرت الهيئة حتى مساء الخميس 2007/8/30م حيث أظهرت السلطات عصيها ومنعها للمسيرة واستعدادها لقمعها بالعنف»!

> وواضح حتى الآن أن السلطات تمارس الكذب والتسويف وليس عندها استعداد لحل قضايا المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين، وتبحث عن حلول ترقيعية وجزئية وتعتقد أن المواجهة بالعنف والبحث عن اختراقات وشراء الضمائر وزرع الخلافات في صفوف المتقاعدين هي الطريق الوحيدة حتى وأد الحركة نهائياً.

> والسلطة تعرف أن وعي الناس قد وصل الذروة فلا يمكن للمماطلات والأكاذيب أن تنطلي على أحد فهي بحاجة إلى الانتقال لهموم الناس ومعاناتهم ومشاكلهم التي هي مشاكل البلد كلها، والمواجهة بالقوة تعني الإفلاس والإفلاس وحده، ولا تزيد الأمور إلا اشتعالاً وبعداً عن أي استقرار حقيقي.

> سنعطي أمثلة لهذه الأوضاع المتأزمة والقابلة لمزيد من الانفجار، ففي عدن وحتى عشية حرب 1994م كان يوجد أكثر من عشرين مصنعاً كلها أو معظمها دمر أو خرب بشكل متعمد، ففي يوم 1994/7/7م دمرت القوات المسلحة التي دخلت عدن عدة مؤسسات ومصانع منها مؤسسة التجارة بالمعلا.. كما دمرت مصانع منافسة لما في المحافظات الشمالية (مصنع البسكويت في المنصورة ومصنع الثورة لقطع الغيار ومصانع أخرى) وجاءت سياسة الدولة بالخصخصة فدمرت ما تبقى من المصانع ومنها الصناعات الجلدية (المعلا) ومصانع أخرى تم بيعها بأثمان رمزية!

> فكيف يمكن الحديث عن أعمال ووظائف للناس حيث تم فوق ذلك تجميد المنطقة الحرة في عدن (17 سنة حتى الآن) وتم نهب الأراضي من قبل أشخاص من خارج المحافظة، فالحديث عن عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية بمثابة أكذوبة كبرى.

> نجد أن ما يحدث في العالم الغربي عكس ما يتم في بلادنا، فهناك نيويورك أكثر نشاطاً واستثماراً وهي ليست العاصمة، وفي عالمنا العربي الكثير من الأمثلة منها دبي في دولة الإمارات وجدة في المملكة العربية السعودية وهما ليستا العواصم ولكنهما أكثر نشاطاً تجارياً واستثمارياً من العواصم أبوظبي والرياض.

> فما بالك بعدن التي تمتلك كافة الشروط الاقتصادية والتجارية، وكانت ثالث ميناء في العالم في ظل الوجود الأجنبي!>>

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى