كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

> عندما تشعر بأن الله سبحانه وتعالى قد وسعها عليك.. فاحمد الله واشكره على هذه النعمة التي أنت فيها.. ولا تصعّر خدك وتتكبر على الآخرين.. فالفلوس ليست كل شيء في الحياة.. هناك أشياء أهم منها وأعظم .. الصحة مثلا هي أغلى شيء في حياة أي إنسان.. والشعور بالراحة والأمان.. فلا تضيّقها على نفسك.. حاول التنفيس عن هذا الضيق الذي ينتابك أحياناً.. تخلّص منه بأية وسيلة.. بالراحة النفسية.. بالراحة الجسدية.. بالنوم.. بالسفر.. بعدم التفكير بالفلوس كثيراً.

> وأهم من هذا كله ألا تضيق بالناس الذين حولك.. وألا تشعر بأن هموم الأهل والأقارب لا تعنيك أبداً.. ولا تزعج نفسك بالتفكير في الآخرين.. ولا تكن مشغولاً بأحوالهم وأخبارهم دائماً.. ولا تقلق نفسك بما يمتلكونه.. فمن يدري بأن الذي تملكه أنت أكثر إلى آخر هذا الكلام الذي يقوله الناس عنك.. ويشعرون أن هذا الكلام من حقهم.. لأن مضايقتك لهم وحقدك عليهم أصبح مكشوفاً ومفضوحاً.. وربنا يستر.

> ولا تعتقد أنك أحسن من الآخرين.. ولا تشتم أحداً.. ولا تحاول أن تروي القصص الكاذبة والحكايات الملفقة عنهم لكي تشعر بالارتياح.. حاول أن تشعر بأن الناس جميعاً في أمان وأنهم في ستر من الله وعافية.. وأن أحداً ليس من حقه أن يمسهم بأذى أو يخدش كرامتهم أو يشمت بهم ويتمنى خرابهم ونهايتهم.. ولا تتوهم بأن ما يربطك بالناس ضعيف.. وأن وقتك لا يتسع لحب الناس.. وأن وقت الناس لا يتسع لكي يحبوك.

> وحاول أن تقاوم غريزة الشر والطمع والبخل داخلك.. وافهم أن هروبك من الواقع قد يقودك إلى نهايتك.. وافتح النوافذ لكي ترى النور.. ولا تغمض عينيك.. ولا تضع أصابعك في أذنيك.. واستمع جيدا إلى نصائح الناس الطيبين.. ولا تتسرع في اتخاذ قراراتك.. ولا تجعل رد فعلك سريعاً.. كن هادئاً وضع أعصابك في ثلاجة.. وفكر في كل شيء ألف مرة ومرة.. ولا تقف عائقاً في طريق الآخرين.. وساعد الفقراء والمحتاجين والمرضى والمساكين.. فإن لهم حقاً عليك.. فقد جمعت ثروتك من تعبهم وعرقهم ودموعهم.. ولا تكن أحمق قاسياً غليظ القلب.. ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك.. ولا تكن سبباً في تعاستهم على مرأى من الناس كلهم وعلى مسمع منهم.. ولا تدق المسمار الأخير في نعشك..

> ولا تكن رجلا مستبداً.. لأن أي مستبد في الدنيا لا يمكن أن يكون عادلاً فالاستبداد هو أحد معاني الظلم والطغيان.. الناس عادة لا يحبون الرجل المستبد والظالم.. ومن طبيعتهم إذا رأوا رجلاً ينهال بالضرب على رجل آخر أن ينضموا طواعية إلى الرجل المضروب.. فالاعتداء على رجل أعزل لا يملك حق الرد هو الذي يعطيه هذه القوة ويمنحه هذا العطف والتأييد.. ذلك أن البطش أو القسوة لا تصعد من تحت إلى فوق.. وإنما تجيء دائماً من فوق إلى تحت.

> ولا تكن نسخة مشوهة من (أخيل) في أساطير الإغريق.. الذي أمسكت به الآلهة وغسلته في النهر المقدس فأصبح جسمه منيعاً لا تنفذ فيه السهام.. وحار أعداؤه كيف يقتلونه.. وأخيراً عرفوا نقطة الضعف فيه.. إنه المكان الذي أمسكته منه الآلهة وهي تغسله في النهر.. نقطة الضعف فيه هي كعبه لأن ماء النهر لم يمسسه.. فصوبوا سهامهم إلى كعبه فقتلوه!!..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى