رسالة مفتوحة إلى الأخوة رئيس وأعضاء لجنة متابعة وتقويم الظواهر الاجتماعية السلبية التي تؤثر في السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية

> علي هيثم الغريب:

> بعد صدور قرار رئيس الجمهورية رقم (17) لسنة 2007م الخاص بإنشاء لجنة لمتابعة وتقويم الظواهر الاجتماعية السلبية، وعلى رأسها «دراسة وتقييم ما تبقى من الآثار السلبية لفتنة صيف 94م ووضع الحلول المناسبة الكفيلة بإنهائها» كما جاء في القرار، وبعد أن تشرفتم بعضوية هذه اللجنة الوطنية، فإننا من جانب آخر وكمواطنين نتقدم إلى مقامكم الكريم بهذا الخطاب لبيان الأسباب التي أوجبت استياء أبناء الجنوب.. ورغم أن كوارث الحروب لا تعالج بتشكيل اللجان إلا أن نتائج الحرب الظالمة لا تثنينا عن أقدس واجبات الوحدة والإنسانية والدين بأن نساعدكم في الوقوف على أسباب هذا الاضطراب ونرجو أن تقفو أمامها بحكمتكم لتوضحوا أسبابها.. حتى تسلموا فخامة الأخ الرئيس تقريراً صادقاً ومكللاً بإكليل الحقيقة عن ما جرى في الجنوب من جرائم بشعة لا تسمح لرجل يمني ذي كرامة وطنية أن يقبل بها.

ففي 22 مايو 1990م تحقق أول انتصار وحدوي للشعب اليمني في تاريخه حيث أعلنت الوحدة بدون حرب، وقامت وحدة الدولتين (ج.ي. د.ش، و ج.ع.ي) في إطار الجمهورية اليمنية. أعلنت الوحدة لكل الشعب اليمني في الجنوب والشمال، لتكون نواة وانطلاق نحو معنى جديد للوحدة العربية المنشودة.. هذه الوحدة السلمية لم تعمر إلا أربع سنوات و46 يوماً، فقد انفصم عقد تلك الوحدة السلمية، بعد شن الحرب على الجنوب، بل جرى ما جرى بعد ذلك التاريخ.

واليوم نعم نحن في محنة يعرف الكل أسبابها.. فبعد 13عاماً على حرب 94م نرى أمام أعيننا والأسى يملأ قلوبنا كيف تملك أراضينا ونطرد من مساكننا ومزارعنا وكيف يتقاسم المتنفذون شواطئ عدن والمكلا وكيف تهدر ثروتنا.. بل ويشن على أبناء الجنوب حرب الاستيلاء على الأرض وهي أفظع من حرب 94م، استخدم فيها شعارات لا يزاولها خصم شريف أمام خصم شريف.. نعم يملك الأسى قلوبنا لأني أعلم وأنتم تعلمون أن لا رجاء لوحدة تقوم الدولة فيها على إيذاء أبنائها- وإن هزموا في الحرب - في أملاكهم وتاريخهم، وعلى إفساد الضمائر بإفقارهم ونزع لقمة عيشهم.. حيث قام المتنفذون بحرب شعواء سموها «معركة الحفاظ على الوحدة» أسرفوا فيها بالسلب وتسوير الأرض والملاحقة والإيذاء والإرهاب.. ونحن الذين وصلنا إلى صنعاء مساء يوم 22 مايو 90م حاملين نقاء العروبة وأصلها.. ولم نتباهَ قط بأننا هزمنا ست إمبراطوريات في التاريخ، لم نساوم مع واحدة منها.. ولم نفتخر يوماً بأننا أدخلنا دول جنوب شرق آسيا إلى واحة الإسلام وجعلنا أهلها أئمة مساجدها وزرعنا العدالة بين الفقراء والأغنياء هناك. والمدهش أن أحد الرافضين للوحدة اليمنية أفتى من صنعاء وقال:«إن عدم قتل هؤلاء تترتب عليه مفسدة أعظم من مفسدة قتلهم» ( ) وهل سمعتم بفتوى في كل التاريخ الإسلامي شبيهة بهذه الفتوى؟!

فصبرنا وقلنا حسبنا الله ونعم الوكيل.. صبرنا على هذه الأفعال وقلنا لعلهم يفوقون أو نفوق نحن، ويؤوبون إلى الحق ويعيدون كل ما سلبوه منا بعيداً عن فتل العضلات بطريقة تأباها الذمة والكرامة.. نعم من أجل الوحدة صبرنا ولكن ماذا جنينا؟! وجدنا أن كل مسؤول يأتي إلى محافظات الجنوب يتسلم من سلفه المظالم ويشاطر المتنفذين وزر آثامهم.. حتى أشعلوا في قلوب أبناء الجنوب ناراً.. إن التاريخ يسجل في محافظات الجنوب كيف ينهش أبناؤه في أعز ما لديهم في هذا الوجود، وهو شرفهم الوطني، وينحني الفاسدون أمام مرؤوسيهم كذباً وبهتاناً، وهم يسعون في أن تكون الوحدة ممثلة لشخوصهم لا للشعب اليمني الذي ضحى من أجلها.. وفي أن تكون الوحدوية -من وجهة نظرهم- منحصرة في من يبطش أكثر ويمتلك مساحات دول في أرض الجنوب.. يتبوأون المناصب باسم الوحدة ويجلسون باسم الأرض التي نهبوها لا باسم العدالة.. وينطقون بما تنطق به مصالحهم الشخصية لا بما تملي به مصلحة الوطن.

الإخوة رئيس وأعضاء اللجنة: الآن يئس أبناء الجنوب من الفاسدين ومن جرائم المتنفذين، وأيقنا أن لا أمل لنا في إعادة ما نهبوه، وأن لا سبيل سوى النضال السلمي والقانوني لكي نعيد ما هدموه في الجنوب، وما زرعوه في نفسيات الناس من احتقانات ويأس.. هكذا طوال 13 عاماً صبرنا حتى ألحقونا بالفعل بطوابير فقراء أفريقيا.. وتألمنا أكثر، وكان يمنعنا حبنا للوحدة والأمل الذي ظل يراودنا، وفي أن يبدل فقدنا غنىً وسخطنا رضىً.. لكن تبخر الأمل ونفد صبر الناس وصارت الأوضاع متردية وتحتاج إلى معالجات فورية. إنا ليحزننا أن نصارحكم بأننا خسرنا حتى ما كسبناه من المساعدات الخارجية.. وزد على ذلك صار المتنفذون كراماً، والوحدويون من أبناء الجنوب انفصاليين، وصارت الشعارات أداة لإفساد المجتمع وإيذاء النفوس العفيفة، ووسيلة لإقصاء أبناء الجنوب عن خدمة وطنهم ووحدتهم.. حتى أصبحت الوحدة- من وجهة نظرهم-مهنة للكسب والإثراء، وكلمة حق يراد بها باطل وشعاراً للهدم والتخريب.. وتعلمون صفاء ووفاء أبناء الجنوب وكيف أبلوا بلاءً لا يغيب عن التاريخ من أجل الوحدة والديمقراطية. عملنا هذا ليس مرضاة لاحد بل إرضاءً لضمائرنا وخدمة ليمننا الغالي من صعدة إلى المهرة.. ولو كان ما يحدث اليوم في الجنوب من نهب وتشريد حدث في الشمال لحاربنا ذلك كما نحاربه اليوم في الجنوب.

الأخوة رئيس وأعضاء اللجنة: ونحن نعيش هذه الأيام السوداء، مبقين على الأمل في مخاطبتكم في أن تسعوا سعيكم لإظهار الحقائق واقتراح المعالجات ولكي نندفع جميعاً جنوبيين وشماليين إلى الاتحاد والتآزر نستبقي بهما وحدتنا وندفع بهما عن وطننا غوائل المحن.. وما احتجاجات الجنوبيين التي عمت المدن والقرى واسلهول والوديان ، إلا لتذكركم بالمسؤولية العظمى الملقاة على عاتقكم.. وإهمال ما يجري في الجنوب سيؤدي إلى حالة خطيرة في اليمن، و سيكون سبباً في خلق ثقافة غير وحدوية لمجابهة الأوضاع السيئة.

والآن وقد أحطتم علماً بالقضية الجنوبية، وهي أم القضايا اليمنية، نطالبكم بحق الشرف والكرامة أن تجيبوا عن احتجاجاتنا وترفعوا تقريراً تاريخياً وأميناً إلى فخامة الأخ الرئيس، وأن تعلنوا للعالم كله تفاصيل القضية الجنوبية، وبإظهار الوقائع الخالية من كل لبس.. وحتى تقطعوا الطريق أمام ناهبي أراضينا وثروتنا الذين قد يحضرون للحرب بدلاً من إعادة حقوقنا وأملاكنا.. والمتنفذون ينكرون مطالبنا المشروعة معتمدين على الطعن فيها وبأننا خصوم الوحدة.. وهذه التهمة كافية لرص صفوف أبناء محافظات الشمال ضدنا.. ويعلم أبناء الشمال ما قدمه أخوانهم من أبناء الجنوب من أجل الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، وشهداؤنا شهود على ذلك، واليوم أيضاً يعلمون بما يقاسيه وجهاء الجنوب وذوو الرأي والحكمة فيه وسكانه شبه المشردين من اعتداءات المتنفذين عليهم وكيف يتم إيذاؤهم بكل أنواع الإيذاء.. وقت أن كانوا يذهبون إلى فلل ومكاتب المتنفذين لتقديم شكاواهم التي تعتصر لها الأحجار.

الأخوة رئيس وأعضاء اللجنة: إن المتنفدين استثمروا المكانة الرفيعة للوحدة لا لمصلحة الشعب اليمني، ولكن لمصالحهم الشخصية، ولم يستخدموا الثروة والأراضي لرفع المعاناة عن الفقراء، بل استخدموها لسحق كل من يقف في طريق شهواتهم.. وقد ظهرت نيتهم بأوضح بيان في تحويل أجمل شواطئ وخلجان عدن والمكلا وغيرها إلى مبان أسمنتية بدلاً من الرمال الذهبية ينتحب أمامها اليوم كل أبناء الجنوب، وهم يشعرون بحسرة لا أول لها ولا آخر.

إن استمرار وجود المتنفذين في محافظات الجنوب قد كشف لنا عن أمور خطيرة تضر بالوطن كله، وعرفنا أن في أنفسهم دافعاً يدفعهم إلى السعي في الإثراء غير المشروع على حساب الوحدة وعلى أكتافها، وعندما عرفوا اليوم أنهم صاروا أمام القضية الجنوبية وجهاً لوجه، وأيقنوا أنه لا يمكنهم إقناع الأخ الرئيس لغير سبب جدي مرتبط بموضوع قضية الجنوب يعملون الآن على جمع مبررات كثيرة لضرب أي فعاليات سلمية كانوا السبب في ظهورها. ولهذا نكرر لكم أن المتنفذين لن ينتهوا إلى أن يكون لهم في معالجة آثار حرب 94م رأي وحدوي صادق، وسيكون عملهم الآتي استبقاء الأوضاع المأساوية وضرب الفعاليات السلمية، واستغلال مشاعر الناس بالوحدة لشخصهم، وتسخير احتجاجات واعتصامات الجنوبيين وضحاياهم لمجدهم.

الأخوة رئيس وأعضاء اللجنة: هكذا نترك لكم الحكم على مروءة أبناء الجنوب ونقاء عروبتهم ووفائهم وماذا كان جزاؤهم بعد ذلك. وتعلمون كيف عرضنا على المتنفذين أن يعيدوا آلاف الكيلومترات من الأراضي التي نهبوها، وأن يكتفوا بأرضية واحدة لبناء مسكن لهم شأنهم شأن الجنوبيين وبدون تمييز إلا أنهم أبوا ذلك.. وأبوا أن يكون للجنوبيين حق يزاحم مطامعهم وبطشهم وأمجادهم المزيفة.. ولم يقتنع هؤلاء بما غنموه بل تحركت شهواتهم إلى الأراضي البيضاء والبور حيث تباع وتوزع بينهم لا لغرض سوى حرمان الأجيال المقبلة من العيش داخل وطنهم، ولكي يستعد أبناؤنا للرحيل والبحث عن وطن آخر وهوية أخرى يل ولغة أخرى.. والآن وقد أعلمناكم عن ما يدور في الجنوب.. فهل ترون أن نوافقهم على أفعالهم المسيئة للوطن وللوحدة .. وأن نفقد كل شعور بالمسؤولية والكرامة.

لذا فإن من الواجب علينا إعطاء رأينا بشأن معالجة آثار حرب 1994م، والذي يمكن أن يتلخص بالتالي:

1) الناحية الاقتصادية العامة والخاصة:

أ) إحصاء مباني ومؤسسات وأصول دولة الجنوب السابقة ونزعها من المتنفذين وتسليمها إلى السلطت المحلية في المحافظات وتسخيرها لمصلحة السكان المحليين.

ب) تؤول أملاك دولة الجنوب السابقة كمبدأ أساسي إلى السلطات المحلية في المحافظات وتسخيرها للمصلحة العامة، (وحيثما كانت هذه الأملاك والثروات مخصصة في الغالب لمهام إدارية سابقة، ينبغي نقلها إلى الأجهزة والإدارة المحلية الجديدة المعنية بالقيام بتلك المهام).

ج) إن ما تقوم به المؤسسة الاقتصادية اليمنية من استيلاء على أملاك القطاع العام في محافظات الجنوب (فيه أكثر من مئة ألف عامل) وكذلك أراضي وعقارات مؤسسات دولة الجنوب السابقة وطرد العمال منه أو تقعيدهم أو ضمهم إليها (كخدم مكاتب) يعتبر باطلاً وغير شرعي ولا قانوني، فهذا القطاع والمؤسسات هما من أملاك المشتغلين فيهما وهي كذلك ثروات المحافظات الجنوبية وحق من حقوق سكانها.

ْد) تنتقل أملاك الأسطول البري والأسطول البحري والأسطول الجوي في محافظة عدن إلى أملاك المحافظة، ولا يحق لأي جهة كانت خارج المحافظة التصرف بتلك الأملاك والثروات.

هـ) حصر مزارع الدولة (كانت تسمى مزارع نباتية ولتربية الأبقار والمواشي) وعددها (28) مزرعة، ومساحتها (117.600.000 متر مربع) (مئة وسبعة عشر مليونا وستمائة ألف متر مربع) وإعادتها إلى العمال المزارعين وأسرهم الذين أفنوا حياتهم فيها بل وأصبحت حياة أبنائهم جزءاً من ترابها وأشجارها وسواقيها.

و) إعادة الجمعيات التعاونية الزراعية (عددها في محافظة عدن لوحدها 60 جمعية فيها حرب 94م ويقدر عدد المستفيدين من هذه التعاونيات الزراعية 75 ألف نسمة).

ز) أن تظل أراضي كل محافظة من المحافظات الجنوبية ملكاً لأبناءها ولمستقبل الأجيال فيها، على أن تعود أراضي الصبيحة والعقارب ومصعبين والعزيبة لتلك القبائل المعروفة تاريخياً في دفاعها عن تلك الأرض.

2) يمكن من خلال العفو العام الذي صدر من قبل فخامة الأخ الرئيس أثناء وبعد حرب 94م أن يتقرر وجوب الإيفاء كلياً بما يلي:

أ) وظائف الجنوبيين تعود كما كان عليه الحال قبل حرب 94م والمساس بها يعتبر باطلاً (على سبيل المثال لا الحصر في وزارة الاتصالات كان هناك أكثر من 112 موظفاً جنوبياً، حالياً لا يوجد إلا ثلاثة موظفين عاديين ) وحماية هذا الاندماج الذي أقرته اتفاقيات الوحدة تعتبر واجباً إلزامياً على جميع سلطات الدولة، وقاعدة أساسية للتعايش بين اليمنيين.

ب) أن تعود الوحدات العسكرية لجيش الجنوب السابق كما كانت قبل 86م وقبل حرب 94م، وأن يعود العسكريون إلى وحداتهم السابقة وبحيث تدمج اندماجاً وطنياً وفق اتفاقيات الوحدة وليس وفق نتائج الحرب.. وأن يفسح المجال لإمكانية أن يتبوأ الجنوب كشريك بالوحدة أعلى المناصب الأمنية والعسكرية (في وزارتي الدفاع والداخلية والأمن السياسي والأمن القومي والأمن المركزي والنجدة) لما لهذا الكادر من خبرات أكاديمية عالية ووفق التخصص العسكري والأمين.

جـ) إعادة أملاك العسكريين والمدنيين التي نهب بعد الحرب وشردوا هم وأسرهم منها. وإلزام المتنفذين بأن يؤدوا لكل صاحب أرض ومسكن أو مزرعه التعويض اللازم بالإضافة إلى الفوائد القانونية.

د) في ضوء مسؤولية الدولة حيال الأجيال القادمة، يترتب على الحكومة حماية المساحات الشاسعة من أرض الجنوب، وذلك بوضع التشريعات اللازمة. ويعتبر الذين يسعون بحكم مناصبهم إلى الاستيلاء على هذه الأراض خارجين عن القانون، ويهددون كيان الوحدة.

هـ) على الحكومة أن تعطي الفرصة للمواطنين الذين نهبت أراضيهم بالكيلومترات أو الفدانات للجوء إلى القضاء، وأن يتم توضيح هذه الجريمة إعلامياً، لأن المواطنين في تلك المناطق المنهوبة فقراء ولا حول لهم ولا قوة.

و) تخصيص نسبة من إيرادات البترول والغاز للمناطق المنتجة لهما، وأن تشارك المجالس المحلية في الإنتاج والتصدير.

ز) القيام بمسح شامل للطلاب الدارسين في الخارج لمعرفة نصيب محافظات الجنوب من تلك البعثات، بهدف ضمان التوزيع العادل للبعثات وإزالة التفرقة بين أبناء اليمن الموحد.

3) حول المشاركة السياسية:

أ) إن إلحاق محافظات الجنوب بنتائج حرب 94م هو الذي ولد الاحتقانات الحالية، وأضعف وزن اليمن سياسياً، واستهلكت مواردة ومداخيله في الحروب والخصومات السياسية والمصالحات المتكررة مدفوعة الثمن من قوات الشعب، هذه الأساليب وضعت مصير اليمن رهينة قوى قبلية -عسكرية -أمنية جامحة. هذه الأفعال والمآسي التي أشرنا إليها دفنت بسببها روح الأخوة التي سطعت في سماء الوطن يوم 22 مايو 90م، حيث كان الناس على أمل أن يقود ذلك اليوم التاريخي خطى أبناء اليمن نحو صياغة مستقبل جديد. لذا لابد من التفكير بإعادة شراكة 22 مايو 1990م و ظل وجود القيادات الجنوبية الحالية في السلطة السياسية وأن يتم صياغة نوع من الاندماج السياسي يأخذ بعين الاعتبار التفاعل المتوازن بالوظيفة والشراكة ومكونات الحقوق التاريخية بالأرض والثروة، حتى تظل دولة الوحدة تحمل إمكانيات الرسوخ والاستقراءر والبناء.

الأخوة رئيس وأعضاء اللجنة: إن الحلول التي أفردناها والتي تتضمنها هذه المذكرة ما هي إلا حزمة من القضايا المعبرة عن واقع محافظات الجنوب الراهن.. ونحن بها حاولنا رسم الطريق بين عدن وصنعاء المجسد لوحدة اليمن وتقدمه. علاوة على أن هذه القضية قد دخلت مرحلة جديدة وحرجة تتميز بعدم الاستقرار والرفض لكل الانتهاكات التي تمارس ضد المواطنين العزل.. والتي زادت من تقطيع أوصال العلاقات بين اليمنيين. وإن اختلال توازن القوة الذي ظهر بعد حرب 94م لم يكن لصالح الوحدة بل لصالح قوى نهب وسلب الجنوب.. ووظف كل شيء لخدمة الانفصاليين الحقيقيين، الذين انتصروا بالحرب وحازوا شهرة وأصبحوا ذوي نفوذ كبير في محافظات الجنوب رغم أنه لم يكن لهم أي دور في تأسيس إعلان الوحدة ولكنهم راغبون في التدخل في إدارة محافظات الجنوب مع السلطات المحلية.. ويرفضون أن تترك للجنوبيين إدارة شؤونهم.

ولاشك فإن المعالجات المطلوبة والمذكورة في هذه الرسالة هي من أجل تحقيق أساس أماني الوحدة وحقوقها، وهي بلاشك أساس لإيجاد الثقة بين شركاء الوحدة، وتمهيد لوثبات تساعد على التطور متى حافظت اليمن على كيانها وحقوق أبناءها، وعملت على رفع شأنها بهذه المبادئ السامية التي تسمح لها بالظهور على المسرح الدولي وتتيح لها فرصاً لرفع مستواها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي. واعتقادي أن رفعة اليمن لا تتحقق إلا بهذه المعالجات الرئيسة، وبها يتكون وعي وحدوي ووطني سليم، يغذيه التصالح والتسامح ويدفع المواطنين إلى التضامن والثقة المتبادلة والتعاون على إزالة كل عقبه تقف في سبيل بناء وطننا وعظمته فيصبح الشعب حقاً مصدر السلطات. ولست ممن يعتقد أن وطناً منقسماً على نفسه، تتطاحن فيه مراكز القوى التي تتسابق على نهب الناس بالقوة والسب والتخوين، يمكنه أن يحقق وحدته بالصياح وتخريب العقول والاعتداء على أصحاب الحق.

والله سبحانه وتعالى من وراء القصد.. وتفضلوا بقبول احترامنا الفائق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى