يا سعد من تجمل..

> علي صالح محمد:

> ما تعرض له الكاتب السياسي أحمد عمر بن فريد مؤخراً من اختطاف وإيذاء وتهديد يؤكد أن القائمين على ذلك لم يعودوا يمتلكون أدنى حكمة أو قدرة على مواجهة الكلمة والقلم، ولم يعد بمقدورهم ممارسة السلطة عبر قنواتها المختلفة وقوة القانون التي يستمدون منها قدراتهم الخفية في ممارسة البلطجة الأمنية باختطاف وضرب هذا أو ذاك من الأحرار الذين لا يملكون سوى الكلمة والقلم، كما جرى مع الأستاذ الكبير أبوبكر السقاف يوماً، ليلحقه جمال عامر وعبدالكريم الخيواني وقبلهم عبدالحبيب سالم صاحب (الحقيقة كلمة مرة) وحتى الأستاذ القدير محمود محمد ناصر لم يسلم من الأذى مع أنه من أساتذة القانون، وطالت البلطجة آخرين أفراداً ومؤسسات وبطرق مختلفة كما هو الحال مع صحيفة «الأيام» مثلاً، الأمر الذي يؤكد حقيقة أن الظلم لم يعد يطيق منتقديه أو من يقول كلمة حق، كعاجز مفلس يسلك الطرق المختصرة في تأديب معارضيه بهستيرية وبرعب أعماه الخوف والقلق من القادم، وهو أمر مردود عليه في كل الأحوال خصوصاً وأنه يدعي ويتبنى مقولة الديمقراطية والوحدة والتعددية السياسية، وبالمقابل يمارس العقاب والقمع لكل التعبيرات المدنية السلمية وفقاً لنظرية اضرب واقتل ثم اعتذر! وهذا ما شهدته عدن والمكلا مؤخراً في الأحداث التي تسببت بها قوى الأمن أثناء قمع المعتصمين العزل، وهنا لست بصدد الحديث عن هذه الأعمال، وهي الأفعال المعادية لتوجهات فخامة الرئيس وبرنامجه الانتخابي كما أشرنا إلى ذلك مراراً، ولكن لابد من الإشارة إلى مثل شعبي يحكى في يافع وهو (أن ما تفعله الشاة بالقرضة تحصله بجلدها)، والقرضة نوع من الشجر فيه شوك كثير، وبعبارة أخرى: إن الجزاء من جنس العمل.

وهنا على من يقومون بهذا العمل أن يتعلموا من تجارب من سبقهم ويتعظوا (لأن من قابص الناس يُقبص ولا قُبص لا يقول آح) وأن لكل فعل رد فعل مساوياًٍ له في القوة ومضاداً له في الاتجاه وفقاً لقوانين الفيزياء، والمسألة مسألة وقت، ومن التجارب أقول يا سعد من تجمل وليس من استكبر وتعدى على الناس وكرامتهم وحقوقهم الإنسانية، فالدهر يومان يوم لك ويوم عليك، فإن كان لك فلا تبطر وإن كان عليك فاصبر، وفي البداية كانت الكلمة.. وستظل الكلمة هي الأقوى خصوصاً حين تستمد قوتها من قوة الحق والحب وليس من قوة القهر والباطل، وسيظل أصحابها أبطالاً حقيقيين في نظر أهلهم وناسهم وشعبهم وكل أنصار الحق والحب والخير والسلام والعدل واحترام الإنسان وحقوقه.. وأمة محمد تموت متكافئة، وكل من عليها فان ولا يبقى إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام، ويا سعد من تجمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى