بي.بي.سي: شاهد زور دولي

> أبوبكر السقاف:

> ليس سراً أن مراسلي الفضائيات والإذاعات والصحف في (ج.ي) يعتمدون من قبل أجهزة الأمن السياسي، والذين يلاقون معاملة سيئة هم الذين لم يجر تعميدهم في تلك الأجهزة.

ورغم هذا فإن الناس في بلادنا يثقون بالإذاعة البريطانية، ربما لأنها لسنوات طويلة كانت المصدر الأول وأحياناً الأوحد لمعرفة ما يجري في بلادهم، وهذا من إنجازات الأنظمة الأمنية المدهشة.

كانت كلمتا (قالت لندن) تكاد تكون حجة على صدق الخبر وأحياناً على التحليل، وإن كانت السنوات الأخيرة قد ثلمت هذه الحجة إلا أن رصيدا لا بأس به من الثقة لا يزال يمنح لهذه الإذاعة، ولن يختفي تصديق الخارج حتى عندما يكون إسرائيلياً فاجر القول والفعل إلا عندما يكون الحصول على المعلومات وتداولها متاحاً بسهولة ويسر.

وصف السياسي البريطاني المعروف تشرتشل الإذاعة البريطانية قائلاً: إنها لا تكذب، ولكنها لا تقول الحقيقة. وكان الرجل من الذين يجيدون صك التعريفات، وهو صاحب (الستار الحديدي) في العام 1947م، وكان الشرارة التي اشتعل بعدها حريق الحرب الباردة بين المعسكرين، وحاز جائزة نوبل في الأدب.

كلمات تشرتشل تقول ضمناً إن هذه الإذاعة تجيد فن الكذب، ولكنها لا تكذب كذبة منبر، ولكنني ضبطتها مساء الثاني من أيلول متلبسة به، وإن كان هذا الفعل (الكذب) على لسان مراسلها في صنعاء، لخص المذيع أحداث المكلا في غرة أيلول ثم سلم الأثير للمراسل الذي قلب الحقائق والوقائع رأساً على عقب، وبجرأة الإعلامي الرسمي، فالجمهور في المكلا لجأ إلى الشغب ونشر الخوف في المدينة إلى درجة أن أصحاب الدكاكين والمحلات التجارية أقفلوا الأبواب، ولمح إلى أنهم ربما كانوا وراء إطلاق الرصاص، ودون أن يؤكد هذا، والمسئولية كلها وفق منطوق وإيحاءات الخبر تقع على الجمهور، هذا ليس إيجازاً مخلاً، ولكنه إيجاز كاذب، فالقوات التي روعت الرجال والنساء والأطفال، والتي أطلقت الرصاص الحي والمطاطي، واقتحمت المساجد والمنازل مطاردة المواطنين حتى ساعة متأخرة من ذلك اليوم بدت وكأنها تقوم بسياحة بريئة في المكلا الجريحة والمهانة والمعذبة.

إن مراسلي تلفزيون فوكس الأمريكي الذين يعدون جزءاً من الغزو في أيام الغزو الإمبريالي الهمجي لإعادة استعمار العراق في آذار/نيسان 2003م كانوا أقل جرأة على الكذب الصرف.

هذا الخبر جزء لا يتجزأ من حملة القتل التي تشنها الدولة على الجنوبيين التي بلغت ذروتها يوم 2007/9/1م الذي جاء أكثر دموية من الخميس الدامي 2007/8/2م.

2007/9/3

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى