ما بعد إسدال الستار على الحرب في صعدة..!

> صعدة «الأيام» خاص:

> بعد الستار الذي أسدل على مشكلة حرب صعدة التي عرّش المجهول على كل ما يحيط بها من واقع في الوقت الراهن، فإن مختلف المشاهد والصور التي كانت قد ظهرت قبل عدة أسابيع وجاز وصفها بأزمة واحتقانات عند ظهورها بعد مغادرة أعضاء الوفد القطري بشكل مفاجئ، أضحت الآن مجرد أشياء اعتيادية لا تكاد تختلف عن الأمور الروتينية في الحياة اليومية، فأعمال حفر الخنادق وإقامة المتارس وتعزيز مواقع طرفي النزاع لا تزال مستمرة، والنقاط العسكرية منتشرة على الطرق وفي مداخل المدينة والتجوال في مدينة صعدة لا يزال محظورا أثناء ساعات الليل، وثمة رصاصات تنطلق في تلك المنطقة وأخرى يسمع أزيزها في منطقة أخرى.

كل هذه المشاهد والصور وغيرها من الصور المتكررة ربما ألفها سكان مدينة صعدة وغيرهم من مواطني مديريات ومناطق المحافظة، لكن أمورا أخرى تعد بحد ذاتها مشاكل ذات صلة بالحرب استمرارها يؤدي إلى مزيد من التعقيدات التي يصعب معها معالجة تلك المشاكل فيما إذا وصل الطرفان إلى حل النزاع بينهما أو القبول بمخارج تكفل القضاء على المشكلة الرئيسية، ومن تلك المشاكل على سبيل المثال بقاء بعض المدارس الأساسية والثانوية مغلقة أبوابها بسبب عدم استطاعة الطلاب الوصول إليها لوقوعها في مناطق حساسة يحظر طرفا النزاع على سكانها العودة إليها، كمناطق الأبقور والمناطق الواقعة شمال الطلح بمديرية سحار وغيرها من المناطق التي طالها التدمير كمدينة ضحيان بمديرية مجز، ضف إلى ذلك أن أكثر من مدرسة في أكثر من منطقة ومديرية لا تزال ثكنات للجيش. ورغم دخول العام الدراسي الجديد أسبوعه الثاني إلا أن المئات من الطلاب إن لم يكونوا آلافاً لم يتمكنوا من العودة إلى مدارسهم، بالإضافة إلى ضياع نصف عام دراسي خسروه على ذمة الحرب الأخيرة.

وبينما عشرات الآلاف من المواطنين المتضررين من الحرب يعيشون على أمل الحصول على التعويضات المعلن عنها مرارا وتكرارا وينتظرون وصولها، هناك آخرون تكبر همومهم ومآسيهم يوما بعد يوم منهم أولئك الذين فقدوا أقرباءهم ولم يعرف مصيرهم بعد.

مجيب المقطري، مساعد طبيب من مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، يعمل في أحد المراكز الصحية بمديرية منبه منذ عدة سنوات، لم يكن يعلم أن عبوره إلى المنطقة التي يعمل فيها أمر يشكل خطورة على أحد طرفي النزاع، بحسب ما يراه خاطفوه الذين اقتادوه إلى مكان مجهول. زملاؤه اعتبروا اختطافه أثناء الحرب مسألة عادية كون زميلهم لا علاقة له بالحرب فهو ليس إلا واحداً من الشباب الذين جاؤوا إلى تلك المناطق لتقديم خدماتهم للمواطنين، لكن بعد توقف الحرب وإطلاق الحوثيين سراح العشرات من الأسرى ظل مجيب المقطري وآخرون إلى جانبه في غياهب المجهول. أقاربه يبحثون عنه منذ أكثر من شهرين، سألوا عنه في المنطقة التي كان يعمل فيها قبل اندلاع الحرب، فتشوا عنه في كل مكان، وآخر المعلومات التي حصلوا عليها أن ولدهم المقطري في قبضة الحوثيين، وباعتباره موظفا حكوميا طالبوا السلطة بالاهتمام بمسألة ولدهم الأسير وإدراج اسمه ضمن قائمة الأسرى في أي مفاوضات قد تجريها السلطة مع الحوثيين، ولم يتوانوا أيضا في بعث مناشداتهم إلى الحوثيين ورجوهم إطلاق سراح ولدهم الذي يعيل أسرة كبيرة ليس لها من عائل سواه.

“الأيام” لم تلتق بأحد أقارب المقطري الذين قيل إنهم لا يرغبون اللجوء إلى الصحف لإثارة مشكلتهم، حيث يفضلون الالتماس من قيادة الحوثيين وديا لإطلاق سراح ولدهم، بينما أكثر من عشرة من زملائه تقدموا بمناشدتهم عبر صحيفة «الأيام» إلى عبدالملك الحوثي وشقيقه يحيى الحوثي بإطلاق سراح زميلهم الشاب مجيب المقطري، فهناك أطفال ينتظرون عودة والدهم وأب وأم يتقطع قلباهما حزنا على فقدان ولدهما.

«الأيام» تضم صوتها إلى جانب زملاء المقطري وتناشد جميع الخيرين من أبناء محافظة صعدة، بمن فيهم مشايخ القبائل وكل من باستطاعته التواصل مع قيادات الحوثيين، ببذل جهودهم في سبيل إطلاق سراح الشاب مجيب المقطري.

علما بأن الشاب المقطري لديه خمسة أطفال: ثلاث بنات وولدان، ووالدته امرأة مسنة فقدت بصرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى